Al Jazirah NewsPaper Sunday  09/05/2010 G Issue 13737
الأحد 25 جمادى الأول 1431   العدد  13737
 
أقدم إمام في العالم إلى رحمة الله

 

فجعت كما فجع غيري في مدينة بريدة بوفاة الشيخ عبدالكريم بن عبدالرحمن الفدا، والذي يُعَدُّ - وفق ما ذكره ابنه محمد - أقدم إمام في العالم، حيث أمضى في الإمامة ما يقرب من (75) عاماً، وما أروعها من مهمة وما أجملها من مهنة.

ولعلي هنا لا أستطيع أن أعبر عما يختلج في صدري وما يعتمل في ذهني عن هذا الشيخ الكريم والرجل الجليل الذي انتقل إلى رحمة الله مساء الأحد الموافق 18-5-1431هـ، وأُديت الصلاة عليه في جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب، ثم ووري الثرى في مقبرة الموطأ ببريدة عصر الإثنين الموافق 19-5-1431هـ، وسط حشود كبيرة من المصلين والمعزين الذين يعرفون قدره ويحبونه والذين تأثروا كثيراً بفقده ووفاته.

إن أبا عبدالرحمن في مقام الوالد ومنزلة الأب، فقد كان منزلنا ملاصقاً لمنزله جوار مسجد الفدا بمدينة بريدة، والذي كان يؤم المصلين فيه - رحمه الله. وكنت وقتها طفلاً لمست منه الشفقة والرحمة واللين والعطف، ليس عليّ فقط بل على جميع أبناء الجيران، حيث كان يسلم علينا ويدعونا لأداء الصلاة ويمازحنا ويقدم لنا الحلوى، وكان - رحمه الله - غالباً يهدي لنا مما يشتريه لمنزله بحكم الجوار من لحوم أو فواكه أو خضار. كان أبوعبدالرحمن طيب المعشر طلق المحيا بشوشاً كريماً متسامحاً لا يخطئ على أحد من الجيران أو المأمومين. وكان عطوفاً رحيماً يحن على الصغير ويقدر الكبير.. وهو رجل خير ودين إضافة إلى أنه رجل تربية وتعليم، حيث كان معلماً ثم مديراً لسنوات طويلة تخرج على يديه الآلاف من الطلاب الذين يذكرونه بالخير. لقد كان من أهل القرآن وخاصته، وذكر لي ابنه محمد أنه كان - رحمه الله - يلجأ إلى القرآن ويستأنس به عندما يقلقه أمر ما أو يحزن لسبب ما، فقد كان خير أنيس له. بل إنه وقبل وفاته كان في غيبوبة طريح الفراش في المستشفى، ويقول ابنه محمد إنني أخبرته بأني سوف أقرأ القرآن فأومأ برأسه بالموافقة، يقول أومأ برأسه يميناً وشمالاً أي (أخطأت)، فسبحان الله العظيم الذي يحفظ أهل القرآن حتى وهم في الغيبوبة.

وفي الختام أقدم عزائي وخالص مواساتي لزوجته الطيبة المكلومة والصابرة (أم عبدالعزيز) ولأبنائه عبدالرحمن وأحمد وعبدالعزيز وإبراهيم وعبدالله وبندر وسعود وفيصل ومحمد وخالد والمهندس ثامر والمهندس فهد وبناته وأحفاده وحفيداته وكافة أسرة الفدا وكافة محبي الشيخ عبدالكريم، سائلاً الله تعالى أن يجزي فقيدنا الغالي خير الجزاء على ما قدم وأعطى، وأن يسكنه الفردوس الأعلى من الجنة.. إنه ولي ذلك والقادر عليه.

عبدالعزيز بن صالح الدباسي


 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد