Al Jazirah NewsPaper Sunday  09/05/2010 G Issue 13737
الأحد 25 جمادى الأول 1431   العدد  13737
 
مقعد هشام ناظر في دورته الجديدة يستضيف رئيس حزب الوفد المصري

 

القاهرة - سجى عارف

بعد توقف دام بضعة أسابيع وفي أول محاضرة بالصالون الثقافي للسفير هشام ناظر في دورته الجديدة استضاف الصالون الثقافي للسفير هشام محي الدين ناظر بالقاهرة محمود أباظة رئيس حزب الوفد المصري، وتحدث ضيف المقعد عن الأخطار التي تواجه المنطقة دون غيرها حيث ذكر أن هذه الأخطار والتحديات والفرص المتاحة تجعلنا نرى ماذا يمكن أن يكون مشروعاً مشتركاً للمستقبل، وكيف يمكن أن لا تكون فكرة التمزق والتشتت العربي عائقاً إنما يكون هذا التنوع عنصراً من عناصر إنقاذ المنطقة وما يحيط بها، فأنا أطرح سؤالاً وأنا لا أعتقد أن أياً منا لا يمتلك إجابات جاهزة لكني لا أعتقد أن أياً منا لا يفكر فيها، وقد شاهدنا في العقد الأخير إلى أي مدى ممكن أن تخرج هذه الأخطار وإلى أي مدى يمكن أن تؤثر علينا حماقات الآخرين، ونقف أمام هذه الأخطار، فيزداد الحنين إلى الماضي لكن لا نسعى بالقدر الكافي لكي نمضي إلى بناء مشروع، ومن ضمن الأخطار أن كثيراً من العناصر المبشرة التي أحسنت التحصيل والفهم أصبحت تهاجر، وأنا أذكر أني سألت أحد أساتذتي: عندما سافرتم في بعثة إلى فرنسا كم واحداً منكم لم يعد؟ فقال لي: كلنا رجعنا.. وأنا أتكلم على جيل الدكتور حمدي زكي، اليوم من ينجح في دراسته في الخارج أو حتى في الداخل يسعى ألا يعود، وهذا نوع من النزيف الذي لم يكن موجوداً في الماضي وأعتقد أن الآن هناك سهولة في الحصول على المعلومات مما كان عليه الحال قديما، وأنا بجانبي أحد العلماء المصريين ممثلا لجيل حمل على أكتافه نهضة مصر والمنطقة وكان من الصعب وقتها الحصول على المعلومة، والسير في طريق العلم، اليوم أصبح الأمر أسهل بكثير وهذه فرصة يجب أن نمهدها لجيل الشباب وننبههم لأهمية الأمر في أنه يجب أن يكون التعليم مشروعاً قومياً مهماً وله أولوية في نظري تسبق أي أولوية، فما سمح لمصر بأن تخرج من القرون الوسطى إلى العصر الحديث في أقل من 30 سنة كان قائماً على التعليم، والآن إذا أردنا أن نلحق بالركب فالأولوية للتعليم، والنقطة الأخرى هي أهمية الموقع، تقصير المسافات سواء في انتقال الأشخاص أو الأفكار وهو لا يقلل من أهمية الموقع، فكلما تقاربت الحضارات وانتقلت الأفكار يكون المركز الجغرافي هاماً.

وعن هجرة العقول البشرية في ظل التكدس السكاني لمص، تحدث أباظة وقال: أنا لم أقل إن المصريين يحبون الهجرة لكني قلت إنه على مدى سنين طويلة لم نلحظ جاليات مصرية بالخارج، وأنا أتكلم عن هجرة العقول التي بدأت تكون مشكلة وفي العام الثالث كله وأحيانا العالم الثاني وحتى في أوروبا يشكون من الهجرة لأمريكا في كثير من المجالات العلمية المتقلبة للإمكانيات.

أما عن الكتلة السكانية وجه أحد الحاضرين سؤالاً له فقال: عندنا في مصر كتلة سكانية حوالي 80 مليوناً ونحن جزء من كتلة سكانية حوالي 200 مليون، وبمقارنة الدول التي لديها نفس عدد السكان أو المتقاربة معنا نجد إيران وتركيا والبرازيل وباكستان، وكل كتلة بهذا العدد الضخم لها هدف تسعى إليه ونحن في مصر ما هدفنا في هذا الوقت التي نمثل فيه حوالي 80 أو 90 مليوناً؟

أباظة مجيباً على السؤال قائلاً: أنا في الحقيقة لا أحب تعبير الكتلة السكانية فهناك وطن وأمة وشعب، وموروث تاريخي، وعلى الأقل في العصر الحديث مصر بموقعها كان لها طموح معين في هذه المنطقة، ونحن فقدنا الطموح للدور، لأنه خلال العقود الماضية خسرنا المرافق العامة التي تقوم عليها أي دولة حديثة من التعليم والأمن والمواصلات والعدالة وغيره وهي تآكلت لسوء الإدارة والزيادة السكانية لأننا في 40 سنة زدنا 40 مليون مواطن أي تضاعف عددنا، لأن هذا المعدل العالي جدا يشكل تحدياً لأي أحد، والهدف مفروض علينا، ولا تتوازن هذه المنطقة من العالم إلا بوزن نوعي لمصر يسمح لها من خلال مجموعة من العلاقات الخاصة لأن دور مصر الإقليمي يتأثر جداً بسلامة المثلث (القاهرة والرياض ودمشق).. وماذا نقدم وماذا نستطيع أن نقدم.. والإحساس بالثقة وأنا أعتبر أن من ضمن العيوب التي يواجهها العالم أن يسوده الاقتصاديون الذين ينظرون إلى الأرقام والمعدلات والجداول دون النظر للعنصر المعنوي الذي يعطي معنى لكل هذه المنظومة.

كما تحدث عن دور الإعلام والحزب في الحياة السياسية في مصر فقال: إن الإعلام له دور مهم في السياسة ولكنه ليس لاعباً فيها ودوره هو أن يكون مرآة للمجتمع لأنني عندما أواجه حزباً أو جريدة حزبية أعرف أهدافها، لكن عندما تدخل جرائد المفترض أنها مستقلة في الساحة السياسية فهناك ما يوحي بوجود أشباح خفية، وبالنسبة للترشيح لرئاسة الحزب فالمعروف أن الوفد منذ بدأ كان رئيسه يبقى فيه دائماً وأنا أول رئيس منتخب لفترة محدودة ويتبع ذلك للزوم أن يكون هناك انتخابات وترشيحات، لكن ما نسعى إليه هو الانتقال من حزب هو جزء مهم جداً من التراث المصري من حزب قديم إلى حزب حديث لا يصبح فيه الرئيس أباً للجميع إنما يكون أول وسط متساويا ولا يحاط بالقداسة التي كان يحاط بها رؤساؤه السابقون وأن تقبل فيه فكرة الانتخابات، وبالنسبة لانتخابات الرئاسة فأنا لا أريد أن نأخذ الأمر وكأنه الشجرة التي تخفي الغابة، ونحن منذ 7 آلاف سنة لم نعرف انتخابات الرئاسة إلا من 5 سنوات فهي شيء جديد لكن تسبقه مسائل لا تقل أهمية فهناك انتخابات التشريعية وضمانات الانتخابات نفسها، وأحيانا يبدو الحديث عن انتخابات الرئاسة هو حديث منبت الصلة بالواقع، بمعنى أننا لدينا مشاكل في ضمان انضباط العملية الانتخابية على مستوى المحليات.. وفجأة ننسى كل ذلك ونتحدث عن انتخابات الرئاسة كما لو كانت هي الشيء الوحيد الذي أمامنا، وأنا أرى أن الحديث عن ذلك الآن فيه شيء من التعجل، فكثير من الذين أعلنوا عن رغبتهم في الترشح سواء طريق الترشيح مفتوحا من عدمه أو تحققت الضمانات التي تضمن أن تأتي النتائج معبرة عن إرادة الناخبين وهو ما لو فرضناه نظريا ونجح أحدهم فهناك علامة استفهام كبرى؟؟

وبالنسبة للفكرة الشائعة عن التوريث فلنا فيها رؤية تحليلية في نظر قطاع كبير من الوفديين أما مسألة التوريث فإننا بشكل أو بآخر نورث من عهد مينا وحتى اليوم، نحن نرى أن القضية الحقيقية في مصر أن يكون للشعب المصري الحق في اختيار حكامهم ومراقبتهم ومحاسبتهم وتغييرهم عند اللزوم من خلال مؤسسات دستورية مستقرة ومقبولة وأننا في بدايات القرن الواحد والعشرين لم نستطع أن نحقق هذا بعد، هذه هي القضية التي تبدو لنا وكأنها قضية رئيسة.

وبالنسبة للدور العربي للحزب هو دور تاريخي فهو الذي وقع عدة اتفاقات ومواثيق وكان هناك توجه عربي واضح والمشكلة العربية الآن أصبحت تعني الجميع، إنما دور الأحزاب هو أن تساهم في خلق الإرادة السياسية، وهي ليست عملية فنية، وأعتقد أن لدينا قصور متفاوت الدرجات في تحمل السياسة العربية.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد