Al Jazirah NewsPaper Sunday  09/05/2010 G Issue 13737
الأحد 25 جمادى الأول 1431   العدد  13737
 
مدينة عفيف بين جمال الطبيعة وتقصير الكتاب!!
سعد بن علي الماضي (*)

 

لمحافظة عفيف من جمال الطبيعة في أيام الربيع ما يكفي لتوجيه الزيارات إليها، ولطبيعة سكانها من حسن الاستقبال ودماثة الأخلاق ما يشجع المرء على السير فيها والحرص على لقاءات أهلها.

ولقد قمت بجولات طويلة في المحافظة وعلى أطرافها مصطحباً إخوة أحبوها كحبي إياها.مما جعلني أبحث عن أي كتاب أو بحث يصدر عنها، ومن ذلك كتاب مدينة عفيف والتطور الحضاري لمؤلفه، باجد بن رفاع العضياني في طبعته الأولى سنة 1431

وحين اطلعت على بعض صفحات الكتاب بدا لي أن أنظر في الكتاب صفحة صفحة لأسجل أهم ما يلحظ عليه، وبالله التوفيق.

الملحوظات:

خشية الإطالة وتفاديا للأسلوب التعبيري الممل سأسجل ملحوظاتي في نقاط مرقمة، غير معول على الأغلاط النحوية مهما بلغت، والطباعية التي يصبح فيها وادي الجرير الشهير جدا واديا للجريد وكأنه موضع ينبت فيه النخل! ونحو هذه الأغلاط التي لا أدري ما مصدرها أهو خطأ الكاتب أم خطأ غيره!

لقد قسم الكاتب كتابه إلى فصول غير منتظمة ولست معلقا على الجوانب الفنية في هذا.

من أهم الملحوظات ما يلي:

1 - ظهرت خريطة المملكة العربية السعودية في الصفحة 17 على أنها خريطة مدينة عفيف، وعفيف في هذه الخريطة لا تكاد تقرأ إلا بعدسة مكبرة.

2 - الفصل الأول: سبب تسمية عفيف وتاريخها.

أ- ذكر بيتين نقلهما ياقوت الحموي عن ابن الأعرابي - رحمهما الله - وعلق الكاتب على أن ابن الأعرابي ربما كان من بني كلاب استنادا إلى أن ابن بليهد - رحمه الله - حدد كون الشاعر كلابيا، وابن الأعرابي في هذا النص راوية لا شاعر.

ب - ذكر جزءا من أبيات لفيحان الرقاص - رحمه الله - فأدخل عجز بيت في مكان عجز بيت آخر.

ج- ذكر بعضا من الرحالة الأجانب الذين زاروا مدينة عفيف، وهناك من الرحالة من لم يورد أسماءهم وقد زاروا عفيفا قبل أن تكون مدينة.

3 - عفيف جغرافيا.. ضمن الفصل الأول:

ففي حديثه عن المعادن نقل الأسماء كما وردت مغلوطة الترجمة في سجلات الثروة المعدنية وكأنه ليس من أبناء عفيف.. فجبل الشهبة هو في الواقع جبل الشهباء « الضرسية «، وجبل اغدادة هو جبل غددة.

4 - خصص الفصل الثاني للحديث عن طائرة الملك عبد العزيز - رحمه الله - وأتى ببيتين من الشعر الفصيح أحدهما للشاعر تركي الغنامي وكتب قافيته كما تكتب قوافي الشعر العامي، والآخر للوزير الشاعر غازي القصيبي وليس له علاقة بطائرة الملك عبد العزيز، لكن الكاتب وجد البيت الأول على بوابة عفيف الغربية والثاني على بوابة عفيف الشرقية فظن أن مغزاهما واحد.

5 - الفصل الثالث: الدوائر الحكومية في عفيف.. وقد خلط فيها بين الدوائر الحكومية والمؤسسات الأهلية، وجاءت الإحصائيات قديمة، ومما رأيته من ملحوظات:

أ- وضع في صفحة 49 خريطة بدائية للطرق تربط بين مدن المملكة وسماها « خريطة منطقة الرياض « في حين أن الخريطة الحقيقية لمنطقة الرياض وردت في صفحة 29 على أنه لم يذكر مصدرها.

ب - ذكر في معرض حديثه عن مديري التعليم أن الأستاذ خلف بن إبراهيم الخلف قد أحيل على التقاعد في حين أنه قد نقلت خدماته من وزارة التربية والتعليم ولم يتقاعد بعد.

ج- في الصفحة 58 وضع خريطة عفيف التعليمية للبنين ولم يوضح مصدرها، وهي خريطة اختصرتها عن خريطة عامة قمت بإعدادها بعد أربع وثلاثين رحلة ميدانية، بتكليف من إدارة تعليم عفيف، وهي مثبتة لديها، ولقيت صدى واسعا لدى أهالي عفيف ودوائرها.

د - في معرض حديثه عن الطرق ذكر في جدول في صفحة 78 أن مساحة محافظة عفيف تبلغ 36810 أمتار مربعة في حين أنها لا تجاوز 31000 متر مربع.

وهو هنا لم يذكر الطرق في المحافظة والطرق التي تربطها بجيرانها.

هـ - في معرض حديثه عن من تولوا رئاسة فرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في عفيف ذكر آخر رئيس لها باسم الشيخ الثقفي دون ذكر اسمه الأول، وليس ذلك مما تشح به المصادر لرؤساء قدامى بل إن هذا مما هو معاصر، ولكن ليس غريبا أن لا يستقصي الاسم وهو لم يستقص الإحصائيات.

و- في حديثه عن مأذوني الأنكحة في عفيف جاء بشروط الحصول على رخصة مأذون عقد أنكحة، فهل يريد من ذلك أن ييسر البحث للراغبين في الحصول عليها أم أن هذه الشروط خاصة بعفيف وحدها؟ ولكن لعل ذلك دليل على أن الكاتب دخل إلى هذه الإدارة وقرأ إعلاناتها.

6 - الفصل الرابع: المنتزهات البرية والمشاريع الترفيهية.

أ- في معرض حديثه عن جبال النير أورد أحد بيتي جحدر اللص مشوها، في حين أن حديثه عن النير اختلط بما قصه من معجم عالية نجد دون تحديد للمنقول، ثم أتى بأبيات من الشعر العامي لم يوفق في التقسيم بين صدر كل بيت وعجزه.

ب- تحدث عن بحيرة صفاق بشيء من المبالغة في بقاء المياه فيها ولا يمكن إطلاق اسم « بحيرة « عليها فهي سبخة متسعة، ولم يتحدث عن مظاهر مشابهة لها في المحافظة.

7- تحت عنوان: آثار تاريخية بعفيف، وهي تابعة للفصل الرابع هناك بعض الملحوظات:

أ- جاء بأسطورة عن بئر للأسود في جبل النير وأن مهلهلا أحضر لأخيه كليب منها حليب لبؤة!! وكان الأجدر به أن يلتمس أسطورته في الذنائب على حدود محافظة عفيف الغربية.

ب - تحت عنوان: بركة زبيدة، ذكر أن البركة بالقرب من الصقرة والخضارة وأن زبيدة هي التي أنشأتها، وفي هذا وقفات:

- أولاها: أن الصقرة والخضارة تبعدان عن بعضهما أكثر من ستة وسبعين كيلومترا.

- والثانية: أن في الصقرة بركة وفي شمال غربي الخضارة بركة وبينهما بركة ثالثة.

- والوقفة الثالثة: أن هذه البرك في طريق حاج البصرة ولم تذكر المصادر أن لزبيدة - رحمها الله - بركا على طريق حاج البصرة بل كان دربها المعروف باسمها هو طريق حاج الكوفة.

8 - حول الحياة الاجتماعية في عفيف ذكر جوانب لا تختص بعفيف وحدها بل إن من تلك الجوانب ما لا ينطبق على عفيف فهو ينقل من مصادر بعيدة عن عفيف ويحاول تطبيق ما فيها.

ولن أعلق على هذه الجوانب فهي تحتاج إلى رحلات ميدانية ومقابلات طويلة لاستقصائها وتحديد الصحيح منها والمغلوط.

9 - الفصل الخامس: وخصصه للتعريف برجال من عفيف وقسمهم إلى ( العمد وأعضاء مجلس المحافظة والمجلس البلدي والأعلام والأعيان والأدباء والكتّاب والباحثين والإعلاميين والرياضيين ) ومن الملحوظات عليه:

أ- جعل من الضباط الشاعر خلف بن هذال الحافي من أعلام عفيف والمعروف أنه من أعلام ساجر في محافظة الدوادمي، لا يجهل ذلك أحد في المحافظتين، وقد ناقض الكاتب نفسه حين لم يسجل خلف بن هذال ضمن الشعراء.

ب - واضح أنه لم يراجع كتابه فقد سجل فيه أن المهندس عبد الله العبدان هو رئيس بلدية عفيف حاليا.

ج - جعل نفسه في صدر الكتّاب والباحثين في عفيف، والذوق الاجتماعي يجعله يضع نفسه في آخر القائمة.

د- سجل شعراء مدينة عفيف حصريا بقوله: « الشعراء التالية أسماؤهم « ولم يقل: « من الشعراء «، وقد أهمل من قائمته الشاعر تركي بن ماطر الغنامي الذي ذكر شيئا من أشعاره في كتابه، كما أهمل الشاعر ملفي المورقي، وأضاف إلى قائمته الشاعر علي بن سالم العازمي وهو من سكان جهام بمحافظة الدوادمي.

ولو تتبعنا هذه القائمة العجيبة من حيث فنياتها لوجدناه قد خلطها خلطا، إذ أخّر الشعراء كبار السن مثل مطلق الضميان ومقحم بن دحيم ودحيم بن مشلح وبدر بن خضير القسامي وهو عم بندر بن سرور وقد جعله آخر القائمة، وقدم ابنا على أبيه وهو ناصر بن محمد بن هلال السلات وفي هذا ما فيه من تجاهل القيم الشرعية والاجتماعية.

10 - الفصل السادس كان قصيرا جدا وهو عن عفيف في الشعر، حيث أورد أربع قصائد إحداها فصيحة وأخرى مستفصحة واثنتان عاميتان وكان نصيب بعضها اعتداء أعجازها على صدورها.

11 - الفصل السابع: وخصصه لأهم القرى والهجر.

في هذا العنوان مغالطة كبيرة حيث إن الكاتب لا يستطيع أن يحدد أهمية بلد ما، فكل موطن استقرار هو عند سكانه مهم، فلو غيّر العنوان إلى « أشهر « بدلاً من « أهم « فلن يحاسب الكاتب على رأيه في الشهرة.

- ذكر خمساً وخمسين هجرة من بين أكثر من مائتي هجرة وفي معظمها ينص على البعد عن محافظة عفيف، فإذا كانت ضمن نطاق محافظة عفيف فكيف تبعد عنها! والصحيح أن يذكر بعدها عن مدينة عفيف.

- ذكر في كل واحدة منها أنه يوجد فيها خدمة بلدية وخدمة بريد وكهرباء عامة وبث تلفزيوني، وأريد أن أذكّر الكاتب بأنه قد مضت ثمانون سنة على توحيد المملكة العربية السعودية.

12 - لقد خلا الكتاب من ذكر مواضع مهمة جدا في محافظة عفيف وكأنها لم تطرق سمعه، فلم يذكر هضاب الشعب ولا بئر سجا الشهير ولم يفرد بحثا لنباتات المحافظة وأماكن انتشارها أو تركزها، أما الثروة الحيوانية التي ذكرها فلعل حبر قلمه قد جف فلم يسعفه التعبير.

وأخيراً فإن من يتتبع هذا الكتاب يجدني قد بالغت في اختصار الملحوظات عليه، والتي قد تصل إلى صفحات بحجم الكتاب نفسه.

والله ولي التوفيق.

(*) إدارة محافظة التربية والتعليم بمحافظة الدوادمي


 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد