Al Jazirah NewsPaper Tuesday  11/05/2010 G Issue 13739
الثلاثاء 27 جمادى الأول 1431   العدد  13739
 
لقاء الثلاثاء
الجماهير وحدها لا تكفي!
عبد الكريم الجاسر

 

خطوة جيدة تلك التي اتخذتها الإدارة الهلالية بالسماح للجماهير الهلالية بالدخول مجاناً لمباراة الغد التي ستجمع الهلال بالفريق الأوزبكي بونيود كور في دور الستة عشر لدوري أبطال آسيا، حيث سيمثّل الحضور الجماهيري دعماً كبيراً للفريق الأزرق في هذا اللقاء المهم المؤهل لدور الثمانية في البطولة.. غير أن الحضور الجماهيري وحده لن يكون كافياً لتأهل الزعيم المنتظر.. فالمباراة بلا شك ستكون صعبة وقوية والتأهل سيكون مرهوناً باللاعبين وبما سيقدمونه وسط الميدان.. وحتى يتأهل الهلال يحتاج لأن يعود سريعاً لمستواه المعهود ولأسلوب لعبه الذي غاب خلال المباريات الماضية باستثناء الشوط الأول أمام النصر في لقاء الذهاب بكأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال.. فمنذ الثلاثية التي شهدها الشوط الأول والأداء الطبيعي للفريق تخلى الهلال عن أسلوبه ونظام لعبه الذي شاهدناه طوال الموسم وخصوصاً في النصف الأول منه.. حيث الضغط العالي على الخصم والتحضير الممتاز وسط الميدان واللعب السريع من لمسة واحدة والتحرك بدون كرة وتبادل المراكز واللعب بروح عالية وبحث حقيقي عن الفوز طوال اللقاء.. هكذا تفوق الهلال وهزم الخصوم وسجل أعلى النتائج وحصد لقب الدوري.. ثم بعد ذلك شاهدنا فريقاً آخر لا يهاجم ولا يدافع ولا يستحوذ على الكرة ويصنع الأهداف والخطورة أمام مرمى الخصوم.. وعندما غاب هذا الأسلوب تحول الفريق لفريق عادي جداً لا يمكن التنبؤ بما يفعل داخل الملعب.. حيث غلب الاجتهاد على الأداء الفني والمنظّم داخل الملعب وتحولت الروح العالية لارتباك وتردد وعدم الثقة بالنفس والقدرات والإمكانيات فضلاً عن الكسل والخمول الذي طغى على أداء أغلب العناصر..

ولذلك حتى يتأهل الهلال غداً عليه أن يستعيد عافيته وأداءه وحضوره الفني وسرعته في اللعب مع عدم التفكير في النتيجة بقدر البحث عن التألق والأداء والإصرار على الفوز وتسجيل الأهداف.. فالمباراة على أرضه وبين جماهيره الغفيرة والتأهل في الملعب وما على اللاعبين إلا الحصول عليه بالأداء والكفاح والتعاون والإصرار لأن هذا فقط ما سيمنح الفريق بطاقة الدور القادم وليس الجماهير أو الأرض فالأسلحة داخل الملعب هي الأهم وما يوجد خارجه إنما هي عوامل مساعدة لا أقل ولا أكثر.. ولعلنا نتذكّر كيف أن بونيود كور انتزع التعادل الصعب أمام الاتحاد في جدة وقبل ذلك تأهل لدور الثمانية الموسم الماضي في طهران بهزيمة بيروزي الإيراني.. فالأرض تحتاج لأداء وعطاء داخل الملعب حتى تكون عامل حسم وهذا ما يجب أن يدركه لاعبو الهلال ومدربهم.. فهم سيواجهون فريقاً متمرساً يقوده مدرب محنك يعرف من أين تؤكل الكتف.. ولن يؤثّر عليه أي غياب قد يحدث لعناصره الأساسية لأن لديه عدداً كبيراً من البدلاء الذين لا يقلون عن الأساسيين ولا يجب أن يكون اهتمام اللاعبين بمن سيلعب ومن سيغيب بقدر اهتمامهم بهزيمة الخصم وتسجيل أكبر عدد ممكن من الأهداف في شباكه فمن يريد كأس آسيا عليه أن يتجاوز الخصوم مهما كانت قوتهم والهلاليون يطمحون للعب في طوكيو ولذلك لا يضيرهم من يقابلون طالما سعوا نحو هدفهم المنشود بكل قوة مع الأماني أن يوفّق الهلال والشباب معاً في الانتقال لدور الثمانية وتشريف الكرة السعودية عبر الوصول لأقصى مرحلة ممكنة في البطولة.

لمسات

مباراة الغد لا تحتمل أي تخبيص.. ووجود عزيز بجوار رادوي لا يقبل أي نقاش.. وكل ما يدفعه ويبذله الهلاليون هو لتحقيق الألقاب والانتصارات وليس للمنظرة.

يستحق الرئيس الاتحادي الخلوق الدكتور خالد المرزوقي التهنئة على الإنجاز الذي حققه بالحصول على كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال رغم كل الظروف الفنية التي يعانيها فريقه والعراقيل التي وضعت أمام إدارته.

رغم المستوى السيئ الذي كان عليه الفريق الهلالي في النهائي أمام الاتحاد إلا أن خط الدفاع وخصوصاً الثنائي هوساوي والمرشدي قدما مباراة كبيرة وبدون أخطاء تذكر.. حيث استعادا وضعهما المعتاد على الرغم من انكشاف خط الوسط طوال اللقاء.

كان الفريق الهلالي بحاجة ماسة للرائع نواف بن سعد في لقاء النهائي أمام الاتحاد بحضوره القوي وثقله الإداري وتواجده المؤثِّر.. وكذلك هو في لقاء الغد.. فسموه صاحب كاريزما خاصة وتأثير قوي على اللاعبين أكدته المباريات الماضية.

أخطر ما سيواجهه الهلال غداً تخلي مدربه عن اللعب الهجومي واحترام الخصم أكثر من اللازم، فالمطلوب حسم المباراة مبكراً ومنذ الشوط الأول ثم التفكير في احترام الخصم بعد ذلك.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد