Al Jazirah NewsPaper Thursday  13/05/2010 G Issue 13741
الخميس 29 جمادى الأول 1431   العدد  13741
 
لما هو آت
في إثر نوَّارة..
د. خيرية إبراهيم السقاف

 

رسالة مبهجة وردتني من قارئة وزوجها، رمزا لاسميهما «في إثر نوَّارتكِ»..

يقولان: (ستدهشين كثيراً، وربما لن تفعلي دكتورتنا الغالية، لكننا منذ تزوجنا وذلك كان قبل عشرة أعوام، ونحن نقرأ ما تكتبين عن نوَّارتكِ، ورزقنا بطفلين، أحدهما في الثامنة وبعض شهور، والآخر في السابعة، وقد وضعنا نصبنا منهج نوارتكِ تماماً، نقتدي حذوها، لعلنا نصبح الرمز الجميل لهما، بمثل ما عرفناها رمزاً لكاتبتنا الغالية، لكن السؤال الذي نريدك أن تؤكدي لنا إجابتنا عنه، هو: كيف استطاعت نوَّارتكِ أن تبقى حية في كل حرف تكتبين؟ ونتوقع أنها تفعل في كل حركة لكِ في الحياة..؟ إجابتنا: أنها كانت قريبة منكِ كثيراً، ودائمة اليقظة في حياتها في حياتكِ..؟ كيف بالله عليكِ أن نكون مثلها.., ابنتك وابنك: في إثر نوَّارة)...

بخ بخ يا في إثرها..,

تلك امرأة جاءت من رحمة الله، نبضها رضاه، ولسانها ذكره، وقلبها قُدَّ من غيم، كلما تحركنا أمامها، أمطرتنا، تارة تغسلنا من أدران ما حولنا، وتارة تطهرنا من أدراننا، وفي كل المواسم تزخُّ رُواء تسقينا، ما عرفَت ليلاً لم تكن فيه ذاكرة مُذكِّرة، ولا نهاراً لم تتوكّأ فيه عصا الدليل.., حتى كلمة تخرج من أفواهنا لم تكن تمر بمحك قبولها أو رفضها، دون أن تجلِّيه,.. وجهها مرآتنا، إن تبسم اطمأنت جوانحنا لما نقول أو نفعل، وإن قطَّبت، تسارعنا نغتسل بغيمتها،..

دليلها الإحساس، ومشعلها المنطق اللين،... أظلتنا حتى وجدنا امتدادها لأقاصي خطواتنا، وإن لم تتماثل بجسدها، لم تغلق علينا فلم نختنق، ولم تُشرع لنا، فلم نتُه.., ما كان نوراً فمنها، مستمدته من لسانها الرطب بقرآنها، وقلبها العامر بثقتها في ربها، وما كان غباراً، فمن تعفّرنا في سياجات ذواتنا.., لذا كانت لنا الضمير حتى بعد أن ودعتنا..

حقيقة هي نوَّارة الماضي، والراهن والذي سيأتي.., تلك النَّوارة ليست لي ولا لهما، إنها لكما ولهن ولهم... فهي من كانت تربي الإحساس، قبل الحواس.. ما أحوج المحاضن لمثل محضنها..

وفقتما في إثرها.., ولعلي أن أقتفي جميلكما وجمالكما بالشكر.. وبزخات من مطرها... حفظتما، ورحمها الله..



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد