Al Jazirah NewsPaper Friday  14/05/2010 G Issue 13742
الجمعة 30 جمادى الأول 1431   العدد  13742
 
متى نلتزم بتطبيق القرارات؟
فياض بن حمد الفياض

 

عندما يصدر قرار ما يكون لجلب المنافع ودرء المخاطر، ولا يصدر قرار إلا بعد دراسة وافيه يؤخذ في الاعتبار لإصداره المصلحة العامة، ولكن وللأسف الشديد أن بعض القرارات وقتية وأحياناً لا يعتد بها نهائياً ولا يكون جدية التطبيق فيها بشكل فعلي، وربما تكون حبراً على ورق. وأذكر من هذه القرارات (منع التدخين في الأماكن العامة). عند صدور هذا القرار استبشر الناس خيراً، ولقي استحسان الجميع حتى المدخنين أنفسهم، ولكن وللأسف الشديد هذا القرار لم يطبق في أي مكان عام، فتجد في الأسواق والمطارات والدوائر الحكومية قاطبة عدا الجهات الدينية من محاكم وهيئات وما هو في حكمها تجد المدخن لا يأبه بأحد، حتى العيادات الطبية والمستشفيات لم تخلو من هذه الظاهرة السيئة، نعم إنها ظاهرة سيئة والدليل على ذلك أن أغلب دول العالم تحاربها وتحاول تقليص الأماكن التي تخول المدخن لإشعال سيجارته، ولهذا منعت التدخين في الأماكن العامة مثل الأسواق بجميع فئاتها وأحجامها والفنادق (عدا داخل بعض الغرف فقط)، وعند قدوم الساكن للفندق يسأله موظف الاستقبال مدخن أو غير مدخن لأن الفنادق تحتوي على غرف يسمح فيها بالتدخين وغرف يمنع فيها التدخين، وكذلك منع التدخين في وسائل النقل قاطبة والمطاعم وجميع المرافق الخدمية. لقد شاهدت هذا في الهند وتايلاند وسنغافورا وفي هونج كونج والصين واليابان وغيرها من الدول، وكذلك في الدول الأوروبية وغيرها من الدول التي تحترم النظام. أما المطارات فهي عامة لدول العالم عدا مطاراتنا المتواضعة فإنك ترى المسافر وعامل النظافة ورجل الأمن وموظفي الخطوط الكل مشعل سيجارته جهاراً دون رقيب، وكأن الأمر عادي، فهل العيب فينا أم في النظام ومدى تطبيقه ولماذا هؤلاء المدخنون يحترمون أنظمة الدول عندما يسافرون لها ولا يحترمون النظام عندنا؟! هل هو ضعف في تطبيق القرارات أم إهمال في المتابعة والحزم؟ لا شك أنه يوجد إرشادات تمنع التدخين، ولكن لا أحد يأبه بها وكأنها منظر حائطي. السؤال هل طبق غرامة مالية على من يدخن في مكان ممنوع التدخين؟ طبعاً (لا)! إذاً من المسؤول عن تطبيق القرار؟؟ إن عدم الصرامة والحزم في تطبيق الأنظمة والقرارات جعل من الوافدين لبلدنا أرضاً خصبة لممارسة جميع الأنشطة المسموحة والممنوعة وأمام الملأ حتى أن البعض منهم عندما تتحدث معه عن ما يمارسه مسموحاً به أم لا فإنه يضحك ملئ فمه وتجد الرد السريع (سعودية كل شي مسموح)! يا أحبه عندما طبق نظام حزام الأمان وقرن بغرامة مالية التزم الجميع وإن كان هناك بعض التجاوزات ولكن النسبة العظمى تلتزم بتطبيقه، كذلك السرعة عندما زرع المرور سيارات البوليس السري مزوداً بقسائم مخالفات التزم السواد الأعظم بالسرعة المحددة، لذا العيب فينا. نعود لموضوعنا (التدخين) في المطارات الدولية دون استثناء يوجد غرف مهيأة للتدخين مجهزة بمراوح شفط وتكييف تعطي المدخن فرصة للتدخين بعيداً عن المسافرين الآخرين ويأخذ المدخن حريته داخل إطار محدد، أما في مطار الملك خالد على سبيل المثال فقد تم تحويل دورة مياه يكرم القارئ والسامع لتكون غرفة تدخين حولت بطريقة عشوائية وكأنها مستودع تفتقر للنظافة وروادها قليلون لأن التدخين عام في المطار ولا يحتاجون لمثل هذه الغرفة إلا القليل الملتزم بالنظام الدولي. لهذا أقول لمن بيده الأمر أن مطاراتنا هي واجهة بلدنا، فالقادم لبلدنا والمغادر منها شاهد على حضارتنا وتقدمنا في جميع المجالات لذا يجب أن نكون يداً واحدة في إظهار بلدنا بالمظهر الحضاري الذي يعكس تطورنا وتقدمنا في جميع المجالات خصوصاً وأن بلدنا يمثل قبلة المسلمين قاطبة ممثلة في وجود الحرمين الشريفين مكة المكرمة والمدينة المنورة، وما تتمتع به بلدنا من نعمة تطبيق الشريعة الإسلامية - أدامها الله وزادها عزة ومتانة - لذا نأمل أن نرى مرافقنا العامة بجميع فئاتها ومنافعها منظمة ونظيفة وخالية من التجاوزات الفردية التي تسيئ لنا جميعاً وإن كانت تحتاج للتوعية فقط واخص بذلك تدريب موظفي المنافذ عامة على حسن التعامل مع المسافرين والقادمين وإظهار علامات الترحيب بهم بدلاً من التعبيس في وجوههم ونهرهم، فهل تتحرك الوسائل الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية لترشيد المواطن والوافد لاحترام الأنظمة؟ نأمل أن يتجاوب الجميع دون استثناء، الأمر بسيط جداً عندما يفرض غرامة مالية وجزئية على المطاعم والفنادق والأسواق وكذلك السيارات وتكثف الحملة لهذا المنع ويطبق القرار بحزم سوف يلتزم الجميع وتقل نسبة التدخين ويكثر المقلعين عن التدخين نهائياً. نعم نحن أمة يقتدى بنا لا نقتدي بأحد لذا يجب أن نكون القدوة في جميع التصرفات الحسنة والمظهر اللائق في جميع الأحوال سواء كان في بلدنا أو عند سفرنا للخارج، كلنا مسؤولون عن سمعة بلدنا دون استثناء. والله نسأل الهداية للجميع إنه سميع مجيب.

الرياض ص.ب.43090 _ 11561


 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد