Al Jazirah NewsPaper Friday  14/05/2010 G Issue 13742
الجمعة 30 جمادى الأول 1431   العدد  13742
 
الفائزون بالجائزة في دورتها الثالثة:
جائزة خادم الحرمين العالمية للترجمة منارة للتواصل المعرفي والحوار الحضاري

 

الجزيرة- الرياض

أجمع الفائزون بجائزة خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة في دورتها الثالثة، على أن اقتران الجائزة باسم خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ورعايته الكريمة لها، ساهم في ترسيخ صفتها العالمية وقدرتها على استقطاب خيرة المترجمين من جميع أنحاء العالم للتنافس على الفوز بها، مما يعد مؤشراً على نجاح الجائزة في تنشيط حركة الترجمة من وإلى اللغة العربية.

وأعرب الفائزون بالجائزة في استطلاع حول انطباعاتهم ورؤيتهم للجائزة عقب حفل تسلمهم لها أول أمس بمقر منظمة اليونسكو في باريس، عن شكرهم وتقديرهم لخادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - لمبادراته وجهوده لتعزيز الحوار بين الحضارات واتباع الأديان السماوية والتي تعد الجائزة واحدة من ملامحها لتحقيق التواصل المعرفي وإثراء المكتبة العربية بأعمال راقية تدعم تطلعات الأمة على طريق التطور والتقدم.

وفي هذه الاتجاه أكد المحاضر الدولي الدكتور محمد الخولي، الفائز بالجائزة عن ترجمته لكتاب انهيار العولمة، أن رعاية المليك لهذه الجائزة العالمية والتي تهدف إلى تشجيع جهود الترجمة من اللغة العربية وإليها، خير دليل على اهتمامه بقضايا الأمة وطموحات الشعوب العربية على طريق التقدم والسعي إلى إيجاد الآليات القادرة على تحقيق هذه الطموحات مشيراً إلى أن القيمة المعنوية للجائزة المستمدة من اقترانها باسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز هذا القائد الفذ الذي تكشف كل مواقفه عن أصالة واستناده وطموح للتطور على أساس من الالتزام بمنظومة القيم الإسلامية واعتزاز بتراث الأمة أولى بالاهتمام من القيمة المادية، وأكثر حافزاً للمترجمين لنيل شرف الفوز بها.

وأضاف الدكتور الخولي أن من أسباب سعادته بالفوز بالجائزة، أنها تشكل اعترافاً من جهة يعتمد برأيها وموضوعية أحكامها بما بذله من جهد وما اتصفت به عملية الترجمة من توخي الإتقان والمعايير العلمية، مشيراً إلى أن ذلك التقدير الأدبي والمادي يمثل دعماً لجهود المترجمين في اختيار الأعمال المتميزة لنقلها إلى تراثنا المعرفي العربي بكل ما تقتضيه عملية الترجمة من بحث علمي وتحرير مهني للمصطلحات، والجمع بين دقة النقل وسلاسة الأسلوب وبلاغة الديباجة العربية.

وأعرب الدكتور الخولي عن سعادته بإقامة حفل تسليم الجائزة بمقر اليونسكو، لافتاً إلى أن ذلك يعبر بدقة عن عالمية الجائزة وانفتاحها على كل الثقافات ويدعم قدرتها على أن تكون محوراً لاستراتيجية عربية للترجمة.

من جانبه وصف أستاذ الجراحة بجامعة الملك سعود الفائز بجائزة خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة الدكتور عصام الجمل، فوزه وزميله الدكتور شريف الوتيدي بالجائزة في دورتها الثالثة، عن ترجمتها لكتاب أسس الجراحة العصبية من اللغة الإنجليزية إلى العربية، بأنها خير تتويج لجهد أكثر من عامين في ترجمة هذا الكتاب والذي يعد من أهم المراجع العلمية في مجال جراحة المخ والأعصاب.

وأضاف الدكتور الجمل إن الفوز بجائزة تحمل اسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز سيظل وساماً على صدري وباعثاً على الفخر وحافزاً للمزيد من العمل والجهد، مؤكداً أن الأهداف النبيلة للجائزة والتي تنبع من رؤية راعيها - يحفظه الله - لمد جسور التواصل الثقافي وتعزيز الحوار الفكري بين الدول والشعوب كانت حافزاً لإتمام الترجمة على أكمل وجه يليق بالتقدم لنيل شرف الترشيح للجائزة.

وأشار الدكتور الجمل إلى أن رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله للجائزة، تجسد رؤية وعناية بتشجيع العلم والعلماء ونشر الثقافة والمعرفة، ومبادرته للحوار والتفاهم والتعايش بين الحضارات، وتجعل من الجائزة مشروعاً علمياً وثقافياً فريداً للتواصل المعرفي من خلال الترجمة ليس بوصفها نافذة مفتوحة على الآخر، ولكن قناة للتفاعل الإيجابي المتميز بين أبناء الثقافات والحضارات، واستكشاف تجارب العلماء والإفادة منها وتوطيد الروابط العلمية والثقافية والإنسانية لافتاً إلى أهمية الجائزة في تشجيع الترجمة في مجال العلوم الطبيعية والذي يعاني من ضعف واضح في كثير من التخصصات في الدول العربية لأسباب تتعلق بالتمويل أو سيطرة اللغات الأجنبية في مرحلة التعليم العالي أو سبب نقص الإنتاج العلمي العربي في هذه المجالات العلمية.

في السياق ذاته أعرب أستاذ جراحة المخ والأعصاب بجامعة الملك سعود الدكتور شريف الوتيدي الفائز بالجائزة عن سعادته البالغة بالفوز بالجائزة في مجال ترجمة العلوم الطبيعية إلى اللغة العربية مناصفة مع زميله الأستاذ الدكتور عصام الجمل عن ترجمة كتاب (أسس الجراحة العصبية) مؤكداً أن رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لهذه الجائزة واقترانها باسمه الكريم يضاعف من سعادة كل من يفوز بها.

وأضاف الدكتور الوتيدي إن رعاية المليك للجائزة ودعمه لها، ساهمت في ترسيخ عالميتها رغم حداثة عمرها، حتى أصبحت تتمتع بحضور دولي كبير في صدارة الجوائز العالمية المعنية بالترجمة والثقافة والعلوم، وحافزاً كبيراً للباحثين والعلماء والمترجمين لتقديم أفضل الأعمال بما يرقى إلى مستوى هذه الجائزة الفريدة.

مشدداً على نجاح الجائزة في تشجيع حركة الترجمة إلى اللغة العربية ولاسيما في المجالات العلمية والتطبيقية والعلوم الحديثة، والتي تعاني المكتبة العربية من نقص واضح في كثير من تخصصاتها، لافتاً إلى أن إتاحة فرص الاستفادة من النتاج العلمي في الدول المتقدمة، من أهم الوسائل للنهوض بالأمة واستعادة مكانتها ومواصلة إسهامها الحضارية.

من جانبه أكد الدكتور حمادي صمود والفائز بالجائزة عن مشاركته في ترجمة كتاب معجم تحليل الخطاب من اللغة الفرنسية، إن سعادته بالفوز بالجائزة ترجع إلى كونها جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي لا يدخر جهداً من أجل رفعة الأمة ونهضتها والعمل على كل ما يحقق خير وسعادة الإنسان أينما كان، مشيراً إلى أن مبادرته ورعايته للجائزة خير دليل على حرصه على الانفتاح الإيجابي على الثقافات والحضارات الإنسانية، ووضع الثقافة العربية والإسلامية في حضرة آخر ما يستجد من العلوم والمعارف لتستفيد منها وتفيدها عبر حوار بناء هادئ بعيد كل البعد عن الانغلاقية والتعصب.

وأضاف الدكتور صمود أن جائزة بهذه المنزلة أمانة كبيرة في عنق من ينال شرف الفوز بها، تلزمه أن يحرص دائماً على اختيار ما ينجزه من أعمال وبحوث وترجمات وأن يسعى إلى المزيد من التجويد، مؤكداً أن الجائزة قادرة من خلال السنوات القادمة بمشيئة الله تعالى أن تقدم للمكتبة العربية الكثير من الأعمال المتميزة سواء في مجالات العلوم الإنسانية أو التطبيقية، والتي تدعم فرص التواصل بين الثقافة العربية والثقافات الأخرى.

أما الدكتور عبدالقادر المهيدي والذي تقاسم الفوز بالجائزة مع الدكتور صمود فقال: لا يمكن أن أصف سعادتي بالفوز بجائزة تحمل اسم خادم الحرمين الشريفين، قائد جزيرة العرب التي جادت علينا باللسان العربي، لسان القرآن والحضارة العربية والإسلامية، والذي يعد من أبرز عوامل التواصل بين الدول العربية والإسلامية، فضلاً عن دوره الأساسي في تحقيق التواصل بين الحضارات القديمة والحديثة.

مشيراً إلى أن شرف الفوز بهذه الجائزة يرتبط من سمو أهدافها لتفعيل الترجمة باعتبارها وسيلة للتواصل بين الأمم والشعوب والتقاء الثقافات وما ينجم عن ذلك من تقدم في كافة مجالات العلم والمعرفة.

وأوضح الدكتور المهيري أن رعاية الملك عبدالله للجائزة ودعمه لها، أكدت صفتها العالمية وضاعفت قدرتها على استقطاب خيرة المترجمين العرب والأجانب للتنافس على الفوز بها، معرباً عن تقديره لهذه الرعاية الكريمة واعتزازه بالحصول على الجائزة.

من جانبه قال أستاذ الكيمياء بجامعة الملك سعود أحمد العويس والفائز بالجائزة في ترجمة العلوم الطبيعية إلى العربية: إن الفوز بجائزة خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة إنجاز أعتز به في مسيرة حياتي الشخصية والأكاديمية، وذلك لارتباط هذه الجائزة باسم قائد مسيرة الشموخ والتطوير الملك عبدالله - يحفظه الله -.

وأضاف الدكتور العويس إن الأهداف العظيمة لهذه الجائزة والرعاية الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين لها تجعل من الفوز بها مصدر فخر واعتزاز وحافز لكل المعنيين بالترجمة من المؤسسات والأفراد لتقديم أفضل الأعمال التي تضيف للمكتبة العربية، وتوفر مصادر المعرفة للباحثين والطلاب في جميع التخصصات ولا سيما في مجال ترجمة التخصصات ولا سيما في مجال ترجمة العلوم الطبيعية والتجريدية والتي تعد من ركائز النهضة والتقدم.

في حين أعرب أستاذ الكيمياء بجامعة الملك سعود عبدالله بن علي القحطاني، عن سعادته البالغة بالفوز مع زميليه الدكتور ناصر العندس والدكتور أحمد العويس بالجائزة، ليس فقط لكونها تتويج وتقدير لعمل بذل فيه مجهود كبير، بل لارتباطها باسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، مشيراً إلى أن الفوز بهذه الجائزة العالمية أشعل لديه طاقة متجددة لإنجاز المزيد من الأعمال المتميزة.

وقال الدكتور القحطاني إن فوزي بهذه الجائزة وسام عز وفخر لي ولأبنائي وأسرتي، وحافز كبير لمواصلة الجهود في ترجمة المراجع العلمية التي تلبي احتياجات المكتبة العربية، مؤكداً أن رعاية المليك للجائزة، تشجع كل القادرين على الترجمة لتقديم أفضل ما لديهم أملاً في الترشح لها ونيل شرف الفوز بها، وهو ما يساهم ليس فقط في زيادة عدد الأعمال المترجمة من وإلى اللغة العربية، بل ويرتقي بجودة الترجمة ونوعية الكتب في كافة مجالات العلوم الإنسانية والطبيعية.

وأضاف د. القحطاني أن أهمية الجائزة تتجاوز تشجيع الترجمة والاستفادة من النتاج العلمي والفكري للعلماء والمفكرين من جميع دول العالم إلى تعزيز آليات الحوار بين الحضارات والثقافات واتباع الأديان على أسس وطيدة من احترام حق الاختلاف ومعرفة رصينة بالمقومات الثقافية والفكرية والدينية للآخر وهو ما يجعل من هذه الجائزة ملمحاً بارزاً في جهود خادم الحرمين الشريفين للحوار بين الحضارات واتباع الأديان لما فيه خير وسعادة الإنسان.

أما أستاذ الكيمياء الفيزيائية بجامعة الملك سعود الدكتور ناصر بن محمد العندس فقال: كان يوم إبلاغي بالفوز بهذه الجائزة العالمية والتي تعد أغلى جوائز الترجمة على المستوى العالمي من أسعد أيام حياتي، ليس بسبب القيمة المالية لها، لكن لاقترانها باسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يحفظه الله - ورعايته الكريمة لها وهو الأمر الذي يضاعف من قيمة الجائزة ويجعلها حافزاً كبيراً لكل المترجمين لنيل شرف الفوز بها. وأضاف الدكتور العندس: إن الجائزة نجحت في أن تستحوذ على اهتمام عدد كبير من المترجمين، مما ينشط حركة الترجمة من وإلى اللغة العربية، والتي كانت تحتاج إلى منشط بحجم هذه الجائزة العالمية، بما يحقق التواصل المعرفي بين الثقافات المختلفة ويكشف عن قدرة اللغة العربية على استيعاب كافة المستجدات العلمية معتبراً تكريم أصحاب ترجمة كتاب الفيزياء الكيميائية لمؤلفة (بيتر اتكنز ) والذي يعد للمترجمين لترجمة الأعمال المميزة وخدمة الباحثين وطلاب العلم ممن يجيدون اللغات الأجنبية أو لا يجيدونها.

وأعرب الدكتور العندس عن تفاؤله بأن تساهم الجائزة في السنوات القادمة بمشيئة الله تعالى في تشجيع المؤسسات والأفراد على ترجمة أفضل الأعمال في مجال العلوم الطبيعية وانتقاء الكتب التي تلبي احتياجات حقيقة للباحثين، ولا سيما أن إنجازات المؤلفين العرب، في هذا المجال لا تحقق التطلعات المنشودة بدليل حجب الجائزة هذا العام في مجال ترجمة العلوم الطبيعية من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد