Al Jazirah NewsPaper Friday  14/05/2010 G Issue 13742
الجمعة 30 جمادى الأول 1431   العدد  13742
 
لا تقل أهمية عن اختبار الثانوية العامة وتعد أساساً للتفوق الجامعي
اختبار (القياس) والمعايير الأخرى للقبول الجامعي لا تزال غامضة لدى طلاب الثانوية

 

حوار- بدر العبدان

لا تزال المرحلة الدراسية في الثانوية العامة في التعليم العام هي مفترق الطرق بالنسبة للطلاب والطالبات , فمن خلالها يحدد الطالب ميوله ورغباته ويبدأ برسم مستقبله العلمي, ومن هذا المنطلق جاء اهتمام المسئولين عن التربية والتعليم على هذه المرحلة ليتشعب فيها عدد من الأنظمة التي تحكم هذه المفاهيم , ومن هذه الأنظمة (قياس) الذي يقيس قدرات الطلاب ويحدد اتجاههم, ولأن كثير من الأنظمة قد يجهلها بعض من طلاب هذه المرحلة جاء هذا اللقاء مع المشرف التربوي الأستاذ يوسف العميريني وأيضا الأستاذ عبد العزيز السريّع المتخصصين في القياس للإجابة على بعض الاستفسارات:

الاختبارات المطلوبة

بداية.. ما هي الاختبارات المطلوبة من الطالب من أجل دخول الجامعة؟

- من خلال الأنظمة واللوائح هي:

1 - اختبار الثانوية الذي تعقده المدارس في السنة الثانية والثالثة ثانوي.

2 - اختبار قياس وهو اختبار القدرات العامة للطالب ويعقده المركز الوطني للقياس والتقويم.

3 - بالنسبة لأغلب الكليات العلمية يضاف الاختبار التحصيلي ويعقده المركز الوطني للقياس والتقويم.

وما هي النسبة المحتسبة لكل اختبار عند القبول؟

- يختلف هذا باختلاف الجامعات والكليات ومراكز الابتعاث.

فبعض الجهات تشترط معدل الثانوية بالإضافة إلى القياس ويكون من 60-70% لمعدل الثانوية و30-40% للقياس وبعض الجامعات تشترط الاختبارات الثلاثة ويكون من 20-30% للثانوية و30% للقياس و40-50% للتحصيل.

هذا يعني أن نتيجة اختبار قياس والتحصيل لها أهمية لا تقل عن أهمية اختبارات الثانوية؟

- ولا شك في ذلك فقد أصبحت معايير القبول للدراسة بعد الثانوية متعددة وليست قاصرة على اختبارات الثانوية.

وما فوائد تعدد المعايير؟

الفوائد كثيرة وأهمها:-

1 - أن اختبار الثانوية لا يقيس إلا التحصيل الدراسي وهناك عوامل أخرى مؤثرة في صلاحية الطالب للدراسة الجامعية ولذلك أضيف اختبار القدرات.

2 - أصبحت الضرورة ماسة لوجود معيار تحصيلي موحد بعد إلغاء الاختبارات المركزية في الثانوية وذلك لإيجاد معيار تحصيلي مشترك للجميع.

3 - يعتبر الاختبار التحصيلي فرصة ثانية لمن فاته إثبات تفوقه الدراسي لأي سبب في اختبارات الثانوية.

4 - الاختبار التحصيلي يؤكد ضرورة الاحتفاظ بالمعلومة بعد اختبارات المرحلة الثانوية الثلاثة لأن الطالب سيحتاجها في اختبار التحصيلي وبذلك يتم القضاء على الدراسة من أجل الاختبار القريب فقط.

5 - اختبار القياس ((القدرات)) سيجعل هناك اهتماما من الجميع (جهات تعليمية-أولياء أمور- طلاب) بتنشيط عمليات عقلية ضرورية كالفهم والاستنتاج واقتراح بدائل وابتكار طرق جديدة.

وهذا النوع من العمليات الذهنية أساسي لتفوق الطالب وإبداعه في الحياة الجامعية والعملية.

ما هو اختبار القياس؟

- هو اختبار القدرات العامة للطالب ويسمى (قياس) وهو يركز على معرفة قدرات الطالب المعتمدة على الفهم والاستنتاج والقياس حيث إن المعلومات المطلوبة فيه ليست كثيرة ولا متشعبة وإنما يقيس قدرة الطالب على الفهم واستنتاج الإجابة أو الوصول إليها بطرق غير منمذجة وإنما بطريقة تدل في النهاية على ما يتمتع به الطالب من قدرات عقلية.

محتويات اختبار قياس

وما هي محتويات اختبار قياس؟

- يحوي قسمان:

الأول: القسم اللفظي: وهو يقيس قدرة الطالب على فهم واستنتاج الروابط بين مدلولات كلمات اللغة العربية ويقيس ذلك بأربعة طرق مختلفة هي:-

1 - شرح المفردات

2 - التناظر اللفظي

3 - إكمال الجمل

4 - استيعاب المقروء.

وما هو القسم الثاني؟

- هو القسم الكمي وهو قسم رياضي يتعامل مع الأرقام والرموز والأشكال والإحصاءات.

وعلى الطالب أن يكتشف العلاقات ويصل للحلول معتمدا على الفهم والاستيعاب والاستنتاج.

وما أهم ما يحتاج الطالب والطالبة لمعرفته في الاختبار؟

- الأهم أن يدرك الطالب والطالبة أن عامل الوقت عامل حاسم ومؤثر جدا لإنجاز الاختبار. فلا يكفي أن يعرف الطالب أو الطالبة الجواب بل لابد أن يكون ذلك في الوقت المحدد.

وعلى ذلك فلابد أن يتدرب الطالب والطالبة على الإجابة في الوقت المحدد وهي مهارات متعددة يمكن للطالب والطالبة اكتسابها بالتدريب بعد الاطلاع على المقدمات النظرية التي تساعدهم على ذلك.

ما سبب شكوى الطلاب والطالبات من اختبار قياس؟

- السبب واضح وهو أنه نوع من الاختبارات لم يتعودوا الدخول فيه ولا يعرفون فنيات الإجابة عليه ولم يتعودوا على تفعيل قدراتهم المجدية فيه.

ويمكن تشبيه ذلك بأي قدرة موجودة عند الإنسان وكامنة فيه ولا يمكن من المحاولات الأولى أن تصبح هذه القدرة فعالة.

بل لابد من التركيز لمعرفة القدرات المطلوب تفعيلها ومن ثم التدرب على تفعيلها.

وفي اعتقادي أن المركز الوطني للقياس والتقويم أحسن كثيرا بإتاحة الفرص لإعادة الاختبار أكثر من مرة.

ما جدوى إعادة الطالب للاختبار؟

- يحتاج الطالب إلى التعرف على ماهية الاختبار عمليا وفي الغالب أن المحاولة الأولى للطلاب تكون تعريفية يدركون منها ماهية الاختبار ويستنتجون أخطاءهم او على الأقل يتنبهون ويعون الأخطاء عندما يتم تنبيههم لها.

بالإضافة إلى أن دخول الاختبار أكثر من مرة يطور قدرة الطالب وكذلك فإن بعض الطلاب يحصلون على درجات جيدة لكنهم يريدون درجات أفضل وإعادة الاختبار تمكنهم من ذلك.

نصائح للطلاب

ما نصيحتك لأولياء أمور الطلاب والطالبات؟

- أنصحهم بتحديث معلوماتهم المتعلقة بالقبول الجامعي حيث أن معايير القبول تغيرت في السنوات الأخيرة وهي في حالة تطوير مستمر يؤدي في الغالب إلى تغيرات سريعة.

ولابد من توزيع جهد الطالب بشكل مناسب بين المعايير كلها وعدم تركيز الجهد في معيار وإهمال المعايير الأخرى

وأتمنى منهم الإشراف المبكر على تدريب أبنائهم وبناتهم على مهارات الاختبارات وخصوصا اختبار القياس وحثهم على مواصلة التدريب.

يعتقد الطلاب أن اختبار قياس غريب عليهم وليس له صلة بما درسوه؟ هل هذا صحيح؟

- هناك خلط كبير في أذهان الطلاب والطالبات فهم يأتون للاختبار باعتبار أنهم سيسألون بنفس الطريقة التي يتم فيها اختبارهم في المدارس.

والحقيقة أن الاختبار في الجزء الكمي والرياضي مرتبط كلياً بما سبق ودرسه الطالب والطالبة في المراحل المبكرة من تعليمه ولكن القالب الذي تأتي فيه الأسئلة مختلف ويحتاج لمهارات في الفهم والاستنتاج.

وفي الجزء اللفظي مرتبط بقدرات الطالب في الفهم والاستنتاج وشيء من الاطلاع «مفردات من اللغة»

فالمحتوى في الحقيقة سهل جداً لكن يحتاج من الطالب والطالبة شيء من التفكير الواعي المعتمد على الاستنتاج والفهم.

هل هناك مرجع مكتوب أو إلكتروني تنصح الطلاب والطالبات بالرجوع إليه؟

- أنصحهم بالاطلاع على دليل الطالب لاختبار القدرات العامة (قياس) وذلك لأسباب منها: صدوره من المركز الوطني للقياس والتقويم وهو الجهة التي تنظم الاختبار ومنها وضوح الكتاب وسهولة التعامل معه من قبل الطلاب والطالبات ومنها كثرة الأمثلة والنماذج وتنوعها وتعدد أهدافها.

أما المواقع الإلكترونية فأنصحه بزيارة www.qiyas.org وهو موقع المركز الوطني للقياس والتقويم وفيه كل ما يتعلق باختبار قياس بالإضافة إلى اختبارات تجريبية مفيدة.

ما أبرز أخطاء الطلاب والطالبات في التعامل مع اختبار قياس؟

- أبرز الأخطاء هي:

1 - عدم الاطلاع على ماهية الاختبار ونوعية الأسئلة وعدم تجربة الاختبار تجربة مبكرة وتأجيل ذلك للصف ثالث ثانوي.

2 - الدخول المتكرر للاختبار بدون بذل جهد للاستعداد المبكر له حيث يتطلب إعادة الدخول أن يقوم الطالب ببذل جهد لمعرفة أخطائه وسبب هذه الأخطاء وكيف يمكن تجاوزها.

3 - الاعتماد على الشائعات فيما يتعلق بالاختبار حيث يشيع بين الطلاب شائعات مثبطة عن الاستعداد وتجعلهم يتعاملون مع الصدف.

4 - الاعتماد على مواقع إلكترونية غير موثقة وقد يكون من يكتب فيها غير متخصص فيما يكتب ويعطي نصائح أو أسئلة لا يمكن أن تكون أبدا صحيحة بسبب مخالفتها لأساسيات وأهداف الاختبار.

5 - التأخر في التسجيل مما يكلف الطالب جهدا لا داعي له للتنقل من أجل الحصول على مقعد في الاختبار.

ما مدى فائدة اختبار قياس على المدى الطويل بالنسبة للطلاب والطالبات؟

- يساهم اختبار القياس في المفاضلة العادلة بين الطلاب والطالبات بالإضافة إلى زيادة الوعي لديهم مما يحدوهم إلى الجد والاجتهاد في التحصيل ويساهم اختبار القدرات في الاعتماد على المخرج التعليمي حيث يكون هو المقياس وليست الدرجة التي يحصل عليها من المدرسة والتي قد لا تمثل المستوى الحقيقي للطلاب والطالبات، بالإضافة إلى تحسين مستوى التعليم في المدارس.

ما دور المدرسة في اختبار قياس؟

- دور المدرسة مهم للغاية فيمكن أن تقوم المدرسة بنشر الوعي بين الطلاب والطالبات من خلال توضيح المقصود باختبار قياس وتنوير الطلاب بآلياته وتبصيرهم بأهميته، ويكون ذلك من خلال عقد لقاءات ودورات واستضافة المختصين وكذلك عقد لقاء لأولياء الأمور لتوضيح ذلك إسهاما من المدرسة في نشر الوعي بين الجميع.





 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد