Al Jazirah NewsPaper Tuesday  18/05/2010 G Issue 13746
الثلاثاء 04 جمادىالآخرة 1431   العدد  13746
 
مسؤولية
من غيب التاريخ
ناهد سعيد باشطح

 

فاصلة:

(كثير من الأخطاء يولد من حقيقة نسيء استعمالها)

-حكمة عالمية-

نظرت إلى عنوان مقالة الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ (الاختلاط المباح وفق الضوابط الموجودة في صدر الإسلام، ولم تأتِ الشريعة الإسلامية بمنعه على الإطلاق) التي نشرت الأحد الماضي في جريدتنا (الجزيرة) وتساءلت إلى أي مدى سيلقى الشيخ تأييداً على سماحة تفكيره وبالمقابل إلى أي مدى سيلقى اعتراضاً يطول علمه وشخصه.

القضية في ذاتها ليست في اختلافنا حول حجاب المرأة أو الاختلاط؛ بل في الصورة الذهنية التي خلقتها سنوات من تكريس الأدلة التي تقضي بضعف المرأة وحاجتها إلى الرقابة والوصاية التي تشمل تغييب عقلها وفكرها وكأنها في حكم الطفل أو المراهق أو ربما أقل.

ماذا لو أعطينا طفلاً وفتاة وشاباً ورقة وطلبنا أن يكتب كل واحد ماذا تعني له المرأة !!

أعتقد أن الإجابات ستكون مفاجأة بالنسبة لنا لأنها مهما اختلفت فلن تخرج عن إطار قولبة المرأة في القالب الأنثوي وكأن وظيفتها في الحياة أن تكون أنثى فقط!!

المرأة في الأصل إنسان ومن الظلم أن يقولب الإنسان وفق نوعه فيحد من إمكاناته وقدراته سواء كان رجلاً أو امرأة.

بالنسبة لجيلنا الذي لم يشهد ثورة التقنية تشكلت المرأة في أذهاننا من خلال صور منهاج القراءة للمرأة في المطبخ فقط؟ وما زال المنهاج كما هو رغم أن المرأة تجاوز دورها المطبخ !!

حتى الدور الجهادي العظيم الذي مارسته زوجات النبي والصحابيات -رضي الله عنهن- قُدم كتكريس لصورة الرمز البطولي الذي لا يتكرر .

وفي تاريخنا المحلي لا يوجد تركيز على دور المرأة في تاريخ تأسيس المملكة رغم أن المؤسس الملك عبد العزيز -يرحمه الله- كان يعتز بالمرأة كثيراً ويحترم إنسانيتها.

وفي تاريخ الدولة نساء شهيرات في العلم والأدب جمعتهن الدكتورة «دلال الخالدي» في كتابها نساء شهيرات من نجد غير أن مثل هذه المعلومات المهمة لا نجد لها ذكراً في مناهجنا الدراسية.

بعض الدول سواء الغربية أو العربية بدأت تتنبه إلى خطورة هدر طاقات المرأة وإلى خطورة الصورة النمطية التي خلقتها مؤسسات المجتمع في أذهاننا ولم نستطع تغييرها.

صورة المرأة الحقيقية هي التي برزت في عصر النبوة بقوة وحين منحها الإسلام الثقة استطاعت أن تقدم أبطالاً للمجتمع ثم استسلم المجتمع لتشكيل صورة نمطية عنها وربما استسلمت هي لذلك فغابت أو غيبت عن الدور الحقيقي لها.

لئن حُرمت المرأة من فرصة المشاركة دون النظر إلى نوعها فإنها ما زالت حاضرة بقوة إن أردنا لها هذا الحضور، وإن تكاتفت الجهود على أن تزرع الصورة الحقيقية للمرأة وليس الصورة النمطية التي تواترت عبر تاريخ طويل لابد من تغيير أحداثه.



nahedsb@hotmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد