Al Jazirah NewsPaper Tuesday  18/05/2010 G Issue 13746
الثلاثاء 04 جمادىالآخرة 1431   العدد  13746
 
أوقفوا نظام ساهر فقد أضرَّ المواطن
عبدالله الرفيدي

 

أتت زوجي مخالفة 1500 ريال ليقع في حيرة من أمره مع حجم كبير من الاستغراب؛ فأصبح لا يعلم عن ماذا سيفعل بمصروف أسرته الذي يوازي المخالفة في القيمة، وما كان منه إلا أن يفضل السداد على أن يبقي أطفاله هذا الشهر من دون أكل أو شرب, لقد خشيت عليه كثيرا من المرض لصعوبة الموقف.

ورجل وقور آخر يقول أنا أسكن بشارع التخصصي بالرياض، وحصلت على مخالفة, ولأنني قادر في الوصول إلى معرفة السبب فقد صدمت بأن المخالفة تجاوز السرعة المحددة والبالغة 70 كلم في الساعة في شارع مثل هذا، في الوقت الذي لم أجد فيه ما يردع العابثين بالشارع, لقد أضر النظام العقلاء كثيرا. ورجل آخر يقول أتتني أكثر من 4000 ريال مخالفة، وراتبي يقل عن ذلك.

هذه بعض من تعليقات المواطنين على مقالتي التي نشرتها عن نظام ساهر الأحد الماضي, أصبح على المواطن أن يضيف فاتورة شهرية إلى راتبه المتعب. والمطلع على النظام والعارف بشوارع الرياض يجد أن من وضعه لا يعلم شيئا عن هذه الشوارع التي لا تقبل سرعات دنيا وليست مجهزة للنظام، أضف إلى ذلك وصف بعض المخالفات بغير المعقولة. لقد ذهبنا إلى دول تطبق الأنظمة المرورية الدقيقة، ولكن لم نشهد مثل ساهر أبدا, ولم نسمع أن المخالفة تتضاعف عند التأخر في السداد, كنت أتمنى أن نعالج مشكلة تأخر وصول المرور عند وقوع الحوادث, وانتشاره في المدينة وإيقافه للمفحطين والمستهترين بالقيادة وحرمة الطريق وسلامة مرتاديه.

كنت أتمنى أن نوقف تحدي الشباب لرجل المرور من اللحاق به بعد أن يقوم بحركاته البهلوانية أمامه في الشارع, أو عندما يرتقي الرصيف لينتقل إلى الشارع المعاكس. كثيرة هي المخالفات التي تكثر في شوارع الرياض ولا يقبل بها عقلاء المدينة.. للأسف إن النظام لم يلتفت إليها واكتفى بالسرعة فقط, وأيضا طريقة تطبيقه بشكل واسع ليحصد الملايين في أول يوم له من جيوب المواطنين المتعبين من كثرة الالتزامات المالية عليهم، في وقت نعلم فيه أن إيجار المنزل قد تضخم ليحصد 75 % من الراتب, وما تبقى يقسم على الإنفاق في السلع المبالغ في أسعارها. وهنا أتساءل: مَنْ المستفيد من ذلك؟ هل هي الشركة المبتكرة أم ماذا؟ هل يراد بهذا النظام مصلحة المواطن فعلا؟.. لنكن واقعيين ونوقف النظام ونعيد دراسته من جديد ونسعى إلى إجراء التعديل الجذري في مخالفاته, وألا نقوم بالتعديل بينما هو يعمل؛ حيث لوحظ أن هناك تغييرا في لوحات السرعة؛ حيث تم رفعها بعد أن صادت مواطنين من قبل. يجب ألا يكون التعديل بشكل خفي بل علني بإيقاف النظام والتركيز على المشاكل الحقيقية في الطريق.. وأتساءل أيضا: لماذا لم أسمع من إدارة المرور بأن النظام استطاع إحباط سرقة سيارة أو القبض على سيارات مبلغ عن سرقتها من قبل؟ أليس هذا أحد أدوار النظام؟..

وأخيرا أقول: أوقفوا النظام؛ فليس عيبا أن نعود عن خطأ، وأن نرحم المواطن؛ فيكفيه ما لديه من أعباء.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد