قبل سنوات مضت كانت جامعة الملك سعود تحتضن الشعر الشعبي وتقيم حفلات المحاورة داخلها ولم يكن هناك صوت يضج بمنع الشعبي وخطره، ولا أدري هل كان السبب في أن حضور تلك المحاورات كان قوياً نخبوياً بحيث لم يستطع أحد منع المحاورة أم كانت القناعة بالشعر الشعبي أقوى؟.
المهم إذا رجعنا للشعبي والفصيح وجدنا أن العربية الفصحى هي مكسور السريانية التي هي اللغة الأم، ولكن العربية حفظها القرآن الكريم وانتهت السريانية، مع العلم أن المنافحين القدامى عن السريانية كانوا ينتقدون من يتكلمون العربية حتى أتت نعمة الإسلام.
والشعبي هو ابن من رحم الفصحى ومع هذا فقد قدم الشيخ عبدالله بن خميس قبل عقود مضت تقريباً بين الفصيح والعامي وأثبت ذلك من خلال شعراء الرعيل الأول ومفراداتهم التي على السليقة والتي ولدت من رحم الصحراء.. أنها عربية فصيحة خالصة، والآن ومع تعلم الكثيرين وتثقفهم أصبحت أكثر كلمات القصيدة الشعبية فصيحة تماماً.
وعندما نتجه بالنظر هنا وهناك في خليجنا نجد أمسيات الشعر الشعبي تقام للطلبة في مقر الجامعات العريقة ولم يخرج أحد ليمنعها.. وليوحي بأنه (مخدرات) اللغة وخطرها شر مسيطر علينا، بل إننا نحن في جامعاتنا المصونة نتهرب مما هو شعبي مع أننا عندما نقف في طابور التسجيل نسمع من الشعبي على لسان أكاديميينا ما يصل إلى حد اللهجة الصرفة، فلماذا (ننهي عن أمر في الجامعات ونأتي مثله؟).
غريب أمر الشعر الشعبي (مأكول مذموم) ما هي العلة من تدريس الشعر الشعبي داخل حرم الجامعة؟
وما الضير من إقامة أمسيات داخل حرم جامعي؟.. أم أن الأمسيات والمحاورات لم يعد يحضرها مَن بحضورهم تصبح أكثر قوة، وتصبح إقامتها داخل حرم الجامعه أمراً جيداً!!.
zabin11@hotmail.com