سعادة رئيس تحرير الجزيرة الأستاذ خالد بن حمد المالك -وفقه الله لكل خير-..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

قرأت المقال المنشور في جريدتكم يوم الجمعة الموافق 5 ربيع الأول 1431ه العدد 13658 ص 38 بعنوان (عقوق الوالدين) ل مصطفى محمد كتوعة، وقد أفاد وأجاد، وليس لدينا عليه اعتراض إلا أنه قال في معرض كلامه ففي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يدخل الجنة عاق ولا منان ولا مدمن خمر) وعنه صلى الله عليه وسلم قال: (لو علم الله شيئاً أدنى من الأف لنهى عنه فليعمل العاق ما شاء أن يعمل فلن يدخل الجنة، وليعمل البار ما شاء أن يعمل فلن يدخل النار).. ونقول: أما حديث (لا يدخل الجنة عاق ولا منان ولا مدمن خمر) فليس في الصحيحين ولا في أحدهما، لكنه حديث صحيح رواه أحمد في المسند والنسائي في السنن وصححه الألباني في كتابه صحيح الجامع الصغير (5 - 6).

أما حديث (لو علم الله شيئاً أدنى من الأف لنهى عنه فليعمل العاق ما شاء أن يعمل فلن يدخل الجنة وليعمل البار ما شاء أن يعمل فلن يدخل النار)، فهو حديث موضوع رواه الديلمي في مسند الفردوس وفيه عيسى بن عبدالله العلوي وهو متروك الحديث، انظر تحقيق ومراجعة سعد كريم الفقي على كتاب الكبائر المنسوب للذهبي. وقوله في آخر كلامه (وإذا ماتت الأم ينادي مناد من قبل السماء يا ابن آدم ماتت الذي كنا نكرمك من أجلها فأعمل صالحاً نكرمك من أجله) فنقول من أين أتى بهذا الكلام وأين مصدره ولم ينسبه إلى مصدر فعلى المسلم أن يتقي الله وأن يتثبت في نقل الأحاديث والأخبار وإذا كان الحديث ضعيفاً أو لا يعلم هل هو صحيح أو غير صحيح أن يقول في الحديث كذا أو في الأثر كذا ولا يقول قال رسول الله إلا في الحديث الصحيح الذي يجزم بصحته عن علم وخبرة لئلا يقع في الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو لا يشعر وقد جاء الوعيد الشديد في ذلك كما هو معروف عند كل طالب علم.. وفي الآيات الصريحة والأحاديث الصحيحة الواردة في هذا الموضوع ما يكفي ويشفي.