Al Jazirah NewsPaper Thursday  20/05/2010 G Issue 13748
الخميس 06 جمادىالآخرة 1431   العدد  13748
 
حول إحصائية هدر المياه:
ما ذنب الذي ليس لديه أطفال ولا سيارة ولا (يستحم ) يومياً؟

 

أقرأ دائماً في الجزيرة عن الأمن المائي والثروة المائية والمستقبل والهدر المائي بجميع نواحيه اليومية مثل الاستخدام المنزلي والزراعي.

والإحصائيات تقول: إن المملكة العربية السعودية هي من أعلى دول العالم استهلاك للمياه للفرد الواحد في اليوم.

هذه الإحصائية هل هي خاصة بالفرد السعودي فقط أم تشمل جميع أفراد المجتمع من عمالة منزلية وشركات (من الوافدين) بجميع أطيافهم.

الإحصائية تقول: إن معدل استهلاك الفرد (286) لتراً يومياً.

من هو هذا الفرد المعني بالإحصائية هل هم السعوديين فقط أم الإحصائية شاملة الوافدين أيضاً.

أنا في ظني الشخصي أنها شاملة الوافدين أيضاً. المشاهدات اليومية لهدر المياه تتنوع أشكالها وصورها مثل:

الاستمتاع بفتح صنبور (الحنفية) الماء واللعب به متعة للجميع وخاصة الاطفال فما أن تفقد أي طفل في المنزل تجده في دورة المياه يلهو ويلعب بالماء، وهي تجدها عند الكبار أيضاً.

الشخص الذي يريد الاستحمام تجده بين حالتين إما أن يملأ حوض السباحة (البانيو) وإما أن يطلق الماء على جسده لمدة لا يعلمها إلا الله وكل يوم هل هذا يعقل!!

تمر على منزل أحدهم فتجده ماسك خرطوش الماء (اللي) وهو مرتدي لباس الرياضة بمعنى الأخ مبسوط إلى آخر درجة ويتفنن بغسل سيارته بقوة الماء فيأتي السيارة من هنا ومن هناك ومن هذه الزاوية ومن تلك الزاوية والماء يسيل من تحت أقدامه كالسيل الهادر لمدة لا يعلمها إلا الله أيضاً.

في الأخير تشاهد وأنت ذاهب إلى مسجد من مساجد الله وبمرورك بأماكن الوضوء تسمع صوت الماء وهو يرتطم بأرضية الحمامات وفجأة يأتيك صوت من داخل إحدى دورات المياه وقد يصيبك بعض رذاذ الماء وتفاجَأ بخروج شخص ومنشفته على كتفه تكتشف أنه يستحم في دورات المسجد!

خلاصة الكلام الماضي أن الاستمتاع في استعمال الماء متعة كبيرة للكبير والصغير والذي لا يفيق لنفسه قد يأخذ وقتاً طويلاً في هدر الماء.

نرجع للموضوع...

هل الأمثلة التي ضربتها سابقاً داخلة في الإحصائية، إذا فما ذنب الذي ليس لديه أطفال ولا سيارة ولا يستحم كل يوم في هذه الإحصائية، محسوبة عليه ويستمتع بها غيره.

فأنا أقترح أن تكون الإحصائية موزعة على فئات:

(المنازل الكبيرة)، المجمعات السكانية الخاصة والعامة، مجمعات العمالة الوافدة (الأحياء السكنية)، المساجد، المدارس، لكي تكون الإحصائية دقيقة ومعرفة من أين يأتي الخلل في الهدر الحاصل في الماء، ويمكن معالجته بأمور أعتقد أنها بسيطة للغاية.

صالح عبدالله الفداء - الرياض


 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد