هاتفني بعد مقال الأسبوع الماضي الأخ شاهر الشمري، وبكل حماس كان يطالب بالشركات الأجنبية لتنفيذ المشاريع التنموية الكبرى التي تشهدها البلاد، هو لديه قناعات بذلك، ويستشهد بالواقع، ويستدل بنتائج المطر التي كشفت كثيراً من العيوب.

من يشاهد شوارع أحياء الرياض هذه الأيام بعد هطول الأمطار يعرف تماماً كيف هو مستوى (بعض) المقاولين السعوديين، مشاريع الصرف الصحي أصبحت بعد الأمطار مصائد للسيارات بسبب الانخفاضات التي أصابتها (ويبدو أنها تحتاج مناقصة جديدة ومشروعاً جديداً اسمه مشروع الترقيع).

ومن شاهد مباني جامعة الأميرة نورة على الدائري الشرقي وهي المباني الحديثة التي لم يمض عليها سوى سنوات قليلة وكيف كان المطر يخر من الأسقف، والفناء يغرق بشبر ماء يعرف عن قرب كيف تكون نتائج «الدهلسة» التي يعمل بها بعض المقاولين (ويبدو أننا نحتاج مشروعاً ومناقصة جديدة تحت مسمى ترميم مبنى جديد).

من يزور مبنى جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية يتعرف عن قرب على الجودة الحقيقية لشركات المقاولات الأجنبية، مبنى على أحدث طراز ومنذ عشرات السنوات ولا يزال كأنه افتتح أمس، أيضاً مثال آخر لجودة التنفيذ الأجنبي يتجسد بمشاريع الإسكان للحرس الوطني.

مشكلة (بعض) المقاولين السعوديين أنه منذ أن يستلم المشروع يبدأ باستخدام العلاقات الشخصية، ومحاولة «الدهلسة» ولا يلقي اهتماماً لجودة التنفيذ، وربما أن طريقة إرساء بعض المشاريع بنظام الأقل سعراً أحد الأسباب التي تضطره إلى ذلك، لكن لا يمكن أن يقبل كعذر لرداءة وسوء التنفيذ.

رداءة التنفيذ لها كثير من الأسباب، لها علاقة بخبرة وكفاءة الأيدي العاملة التي تستقدمها شركات المقاولات، ولها علاقة أيضا بمستوى الإشراف الذي تقوم به الجهات صاحبة المشروع، أيضاً الثغرات التي عادة ما تستغل في بعض الجهات الحكومية.

الضوابط المعتمدة لدى الجهات الحكومية عند استلام المشاريع جيدة، ولكنها غير منفذة على أرض الواقع في كثير من الجهات، لا أعرف كيف يجرؤ المسؤول عن التوقيع على استلام مشروع من المشاريع دون التأكد من اكتمال مواصفاته.

لماذا لا يكون استلام المشروع النهائي عن طريق شركات استشارات عالمية، فلا بأس أن ينفذ المقاول السعودي ولكن استلام المشروع يكون بعد أن تتأكد شركة ذات خبرة وسمعة حتى لو كانت أجنبية من اكتمال ومطابقة كافة المخططات والمواصفات.

تذكروا أخيراً أنني قلت (بعض) وليس كل المقاولين، وأرجو أن لا يخرج علينا من يقول إنه محام عن جميع المقاولين وإنهم أفضل مقاولين بالعالم.