Al Jazirah NewsPaper Saturday  22/05/2010 G Issue 13750
السبت 08 جمادىالآخرة 1431   العدد  13750
 
مفارقات لوجستية
توني بلير في المنطقة
د. حسن عيسى الملا

 

قال الشعب البريطاني كلمته وحرم حزب العمال البريطاني من الأغلبية في مجلس النواب البريطاني وانتخب فقط 258 من مرشحيه لمجلس النواب من أصل 650 نائباً حيث حل ثانياً بعد حزب المحافظين الذي حصل على 309 مقاعد في مجلس النواب، وحصل حزب الديموقراطيين الأحرار على 75 مقعداً.

الشعب البريطاني بدأ وكأنه منقسم على نفسه، وهو يعاقب الحزبين الكبيرين فأدى بذلك إلى ما يسمى بالبرلمان المعلق، حيث لا يستطيع أي من الحزبين بمفرده أن يشكل الحكومة حيث لن تحصل هذه الحكومة وإن شكلت على ثقة مجلس النواب.

حكومة الوحدة الوطنية غير واردة في القاموس الدستوري البريطاني، بحيث يتناوب زعيما الحزبين على رئاسة الحكومة كما حصل مثلا في إسرائيل في حالات سابقة.

المفارقة هنا أن حزب الديموقراطيين الأحرار الذي حصل على 57 مقعداً فقط في البرلمان هو الذي بيده قرار تشكيل الحكومة، إذ إن اتفاقه مع أي من الحزبين الكبيرين سيؤدي إلى تشكيل الحكومة.

حاول حزب العمال البقاء في السلطة كما يحاول السيد نوري المالكي في العراق، فأعلن (براون) أنه سيتخلى عن رئاسة حزبه في الخريف القادم إذا ما تمكن من تشكيل حكومة أقلية بالإتلاف مع الديموقراطيين الأحرار، لكنه سرعان ما أعلن تخليه عن رئاسة الحزب ومن ثم رئاسة الحكومة، لأن مفاوضات الديموقراطيين الأحرار مع حزب المحافظين نجحت في الاتفاق على تشكيل حكومة أغلبية.

الشعب البريطاني لم يكتف بتنحية توني بلير عن رئاسة مجلس الوزراء في بريطانيا بعد غزوه العراق وقتله آلاف المدنيين والتسبب في مقتل العشرات من الجنود البريطانيين وإهدار الملايين من الجنيهات، فأمعن في العقوبة بحيث نحى حزب العمال البريطاني كله عن السلطة لأن أغلبيته البرلمانية صادقت على ذلك الغزو الذي تبين للشعب فيما بعد كذب ما سبق له من مبررات، رغم أن حزب العمال نجح إلى حد بعيد في التصدي لتداعيات الأزمة المالية العالمية.

السيد توني بلير يتجول هذه الأيام في المنطقة العربية، واضعاً على رأسه قبعة ألبسه إياها الرئيس جورج بوش قبل أن يسقط حزبه الشعب الأمريكي، بأن عينه رئيساً لإحدى لجان ما يسمى بالسلام في الشرق الأوسط.

أستطيع أن أفهم، أن يستقبله بعض السياسيين لاعتبارات دبلوماسية ولكن ما لا أستطيع فهمه أن تستقبله بعض من مؤسسات مجتمعنا المدني وإن كان ذلك بغرض مباحثات تجارية أو اقتصادية أو حتى للمجاملة.

وهو الذي قتل وهجر الألوف من المواطنين العراقيين في جنوب العراق عندما كان جيشه يحتل ويسيطر على ذلك الجزء من أرض العراق.

مفارقة مرورية: أعجب لمن ينتقد الفوضى المرورية في الرياض، ثم يستاء عندما يضبط هو مشاركاً في تلك الفوضى، ولكني أشفق على تلك الموظفة المضطرة إلى استئجار سائق لإيصالها إلى عملها لأنها ممنوعة من قيادة سيارتها، ثم تسلبها مخالفاته المرورية ما تبقى من راتبها.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد