لاشك أن لكل وزارة أسلوبها في الإدارة والعمل، ويقيناً أن كل أسلوب إداري هو قراءة «شفافة» لفكر الوزارة وإستراتيجيتها الإدارية.

والأسلوب الميداني في العمل والمتابعة والإشراف - وبكل أسف - هو الأسلوب المغيب في وزارة التربية والتعليم حتى عهد قريب، وتبني هذا الأسلوب الآن يعد تحولاً، بل انقلابا «إدارياً» في وزارتنا التربوية التعليمية..

أخيراً: وجدت وزارتنا فكراً يعي قيمة العمل الميداني، ويدرك أنه يعمل في قطاع لا تقاس فيه جودة العمل بالأرقام، ومن خلف المكاتب الزجاجية أو فوق الكراسي الجلدية، وجاءت المرأة اليوم في وزارة التربية التعليم لتعلن أنها المسؤولة الأولى عن هذا التحول.

الجولات الميدانية التي يقوم بها فريق وزارة التربية والتعليم «بنات» بقيادة الأستاذة نورة الفايز للمناطق والمحافظات التعليمية يرصد لنا حقائق اجتهدت «فئة ما» على تغييبها وهي:

أولاً: أن المرأة قادرة على مباشرة العمل الميداني وبتكنيك إداري جاد ومقنن ومبتكر، فكانت برامج هذه الجولات على مستوى من التخطيط الذي يحقق أهداف تتراوح ما بين التحفيز والمتابعة والإشراف..

ثانياً: أن المرأة أسرع انطلاقا في الميدان الإداري، بل أن المرأة لا تطيق صبراً في ترقب العمل, حيث «تترصده» وتلحق به أينما كان..

ثالثاً: أن التربية والتعليم في «الفكر النسائي» حقل عمل، لا تستنبته الكراسي الجلدية ولا المكاتب الزجاجية، وإنما يُستصلح بالحرث ويُزرع بالبذر ويُتعهد بالسقاية فوق كل أرض وتحت كل سماء.