Al Jazirah NewsPaper Sunday  23/05/2010 G Issue 13751
الأحد 09 جمادىالآخرة 1431   العدد  13751
 
مسؤولية
نساء بلا عقل!!
ناهد سعيد باشطح

 

فاصلة:

(لا يكون المرء مغلوبا عندما يعود إلى العقل)

- حكمة عالمية -
قدر الدكتور عبدالواحد الحميد نائب وزير العمل نسب البطالة بين أوساط السيدات السعوديات بنحو 200 ألف عاطلة عن العمل.

وأوضح الحميد بأن 78% من العاطلات عن العمل يحملن درجة البكالوريوس.

أجزم بأنه دون أن نذكر نسبا تحدد علميا نسب البطالة نجد المشكلة واضحة، وفي كل بيت يوجد أكثر من فتاة جامعية بحاجة إلى العمل.

لن أتحدث عن الأسباب الاقتصادية لوجود البطالة لأنني مؤمنة بأن قضية عمل المرأة هي اجتماعية بالدرجة الأولى.

والسؤال بسيط لماذا تعمل الفتاة لدينا؟

ماهي الفكرة التي من ورائها تسعى الفتاة للعمل؟

هل تدرس لتعمل لأنه النتيجة الطبيعية للدراسة؟

هل تعمل لاحتياج أسرتها للمال؟

هل تعمل لملء وقت فراغها؟

اشك في أن الفتيات لدينا يخططن للعمل في مجال يحتاجه البلد، وأشك أيضا أن لديهن القدرة على اتخاذ قرار العمل بحرية دون تدخل الأب أو الأخ أو الزوج في تحديد مجالات العمل ووضع ضوابط وشروط لطبيعة الوظيفة.

في مجتمعنا لا نتشكل في مهاراتنا الشخصية لنناسب الوظيفة التي نختارها بل على الوظيفة أن تناسب تفكيرنا ووضعنا الاجتماعي كيفما شئنا !!

ولكي تريح الفتاة رأسها من التخطيط والكفاح لتعمل فيما تريد تختار القطاع التعليمي لتخلق لدينا بطالة مقنعة.

لذلك فإن بداية حل البكرة المتشابكة أن نؤمن بأن المرأة شريك حقيقي في تنمية المجتمع وأنها تدرس لتعمل ولتشارك في البناء مثلها مثل الرجل ولا تعمل لكي تكمل ما لم يستطع الرجل صنعه مثلا.

المرأة أصبحت الآن تشارك براتبها في الأسرة إذا كانت تعمل دون اعتبار لنوعها أقصد لكونها امرأة، إذن لماذا في الواجبات تكلف كالرجل تماما فتدفع راتب الخادمة وربما السائق وتدفع لتدير شئون المنزل وتنفق على الأطفال وعلى ترفيههم !!

وحين يكون الحديث عن حقوقها تتحول إلى امرأة قاصر تحتاج إلى الوصاية على قراراتها الخاصة بحياتها !!

ليس المجتمع وحده المسئول عن بطالة النساء، النساء أنفسهن مسئولات فقد ارتكن إلى طرائق تربية صنعت منهن دمى متحركة لا يرغبن في التغيير خوفا من المجهول ويستسلمن إلى الوصاية التي لم يأمر بها الدين فقد خلقنا الله أحرارا.

العبودية الفكرية أخطر من العبودية التقليدية التي جاء الإسلام بإنهائها،وإنهاء أي عبودية بأي حال من الأحوال، لكن التراكم الزمني لأجيال ما بعد الحقبة الإسلامية خلقت جيلا آمن بان الوصاية على المرأة وتغييب عقلها يمكن أن تصنع مجتمعا أقوى بأيدي الرجال وحدهم.

غاب ذاك الزمان وبقيت أفكاره لتخلق جيلا من النساء المغيبّات عن البصيرة بأن المرأة كائن حر مستقل بذاته لا يقبل التبعية.

اذن الحكاية أكبر من وظيفة..الحكاية أعمق من عمل تلتحق به المرأة...

الحكاية كيف تفكّر المرأة في ذاتها كإنسان كامل الأهلية أولا ليستطيع أن يقبلها المجتمع بهذه الصورة السليمة.



nahedsb@ hotmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد