Al Jazirah NewsPaper Sunday  30/05/2010 G Issue 13758
الأحد 16 جمادىالآخرة 1431   العدد  13758
 
ممر
الأخ الأكبر.. ساهر: عساك على القوة..!
ناصر صالح الصرامي

 

البيت الكبير تعمه فوضى مخيفة وقاتلة، قليلون هم من يلتزمون بالآداب واتباع النظام واحترامه، ولسنوات طويلة تعددت التحذيرات والحملات دون جدوى، وفي كل مرة كان جميع الأولاد الأشقياء ينكرون، وكل يلقي باللائمة على الآخر، قبل أن يعودوا لممارسة الأخطاء والأخطار في الممرات والتقاطعات، لعقود فقدت أرواح، وتعرض عدد هائل لإصابات وعاهات تفوق ما تسببه الحروب الطاحنة، إضافة لخسائر تعادل ثروات شعوب، تطلع الأخ الأكبر للمشكلة، شاهد بيوت أخرى أكبر أو أصغر، ووجدها أكثر هدوءاً ونظاماً.

استحسن فكرة المراقبة والعقاب، زرع كاميرات مراقبة في منطقة محددة من البيت، ورفع وتيرة التحذير بالعقوبات على كل من يضبط مصوراً بتجاوز حدوده، ويعتدي على حق الآخرين.

في الفترة القصيرة التي لحقت تشغيل كاميرات المراقبة، اكتشف الأولاد الأشقياء أنه تم تغريمهم بمبالغ مستحقة عقوبة على الفوضى والتعديات، ترتفع أصواتهم احتجاجاً، وأطلقوا الشائعات في حق الأخ الأكبر، وأنه يحاول تشويه صورتهم، وسرق ما في جيوبهم، فقد ارتكب أخطاء في طريقة تسجيل المخالفات المصورة، وهو يظلم شقاوتهم!.

والحقيقة أن صدمة الأولاد الأشقياء كانت في اكتشاف حجم ما يحدثوه من فوضى، وهو ما فضحته أرصدتهم المسجلة آلياً، إلا أنهم - ودون أن يشعروا - أصبحوا أكثر هدوءاً وانضباطاً.

وحين سمعت مناطق أخرى بفكرة الأخ الأكبر، أطلق الأولاد الأشقياء هناك احتجاجات تضامنية، بعد أن وصلت إلى مسامعهم حجم الغرامات التي سجلت على نظرائهم نتيجة تهورهم وأنانيتهم، ولكنهم يعرفون أن فكرة الأخ الأكبر ستصلهم عاجلاً.

* وصلت إلى الرياض واستلمت سيارة من مكتب التأجير، وبصراحة لم استمتع في قيادة السيارة في هذه المدينة المزدحمة كما أفعل الآن، وتحديداً في الشوارع الرئيسية، وجدت «ساهر» أو الأخ الأكبر، وأرقام الغرامات التي تصل عبر رسائل الجوال، أو يمكن فحصها عبر النت، حديثاً ومثار جدل، لكن الجميع ممن استمعت إليهم - بما فيهم الأشقياء سابقاً - متفقين على النتيجة السحرية لساهر في تنظيف شوارع الرياض الرئسية من الفوضى. وحين «يتحسس» الناس جيوبهم جيداً سيطبقون أي نظام عام، وسيأتي الوعي لاحقاً.

صحيح أنه لا يوجد نظام يخلو من احتمال عيوب التطبيق في مراحله الأولى أو التجريبية، لكن هذه العيوب يمكن تصحيحها مع الوقت، فيما عين ساهر تعمل بلا توقف، وتعمم وتنتشر في المناطق والطرق، وليدفع كل مخالف أكبر قيمة مادية لذنوبه في حق الطريق وآدابه، فالأخ الأكبر هو للنظام والسلامة والأمن.

والأهم هنا، أن تخلو صرامة التطبيق من أي استثناءات، أو مسح لمخالفة، أو صور، أو شطب لها، والتنفيذ يشمل كل المركبات العامة والحكومية والخاصة وحتى الخاصة جداً.

إلى لقاء



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد