استطلاع - حمد البدر(*) :
نظَّمت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية فعاليات أسبوع العلوم والتقنية الرابع خلال الفترة من 17 إلى 28 جمادى الأولى، وذلك للعام الرابع على التوالي، تحت شعار المعرفة للجميع، وأُقيم في مقر المدينة بالرياض.
وتأتي أهمية هذا الأسبوع العلمي من دوره في ربط مفاهيم العلوم والتقنية بالمجتمع، وتنمية الوعي العلمي بين جميع فئاته، وترسيخ أهمية القضايا العلمية، وإدراك أبعادها في حياة الناس، ودورها في بناء وتقدم المجتمعات والشعوب.
واستقطب الأسبوع اهتمام مختلف شرائح المجتمع، ولاسيما طلاب وطالبات التعليم العام والعالي.
صفحة (علوم وتقنية) تابعت فعاليات الأسبوع واستطلعت وجهات نظر بعض الزوار والمشاركين؛ فكان هذا الاستطلاع:
بداية تحدث عبد الله بن منصور المنصور من المركز الإعلامي بالمدينة، الجهة المنظمة لفعاليات الأسبوع، وقال: إن أسبوع العلوم والتقنية الرابع قد شهد توافداً كبيراً من قِبل طلاب المدارس والجامعات والكليات والمعاهد العلمية، ومن المختصين والمهتمين خاصة في الفترة الصباحية، في حين تم تخصيص يومي الخميس والجمعة للعائلات، ونظراً إلى رغبة العديدين من الزوار فقد مددت المدينة معرض أسبوع العلوم والتقنية الرابع لمدة خمسة أيام ابتداءً من يوم السبت 24 حتى الأربعاء 28 جمادى الأولى.
وعن الفعاليات التي شملها الأسبوع قال المنصور: إن المعرض ضم عدداً من الأجنحة قدمت العديد من العروض والتجارب الحية، في عدد من المجالات والتخصصات العلمية. مشيرا إلى أن بعض أجنحة المعرض شهدت تزاحماً بسبب العروض المميزة التي قدمتها والمعلومات التي حرص الزوار على السؤال والاستفسار عنها، خاصة جناح الفضاء والأقمار الاصطناعية، وجناح الروبوتات الذي شد أنظار الحضور خاصة الفئات السنية الصغيرة، وجناح البيئة، وجناح تقنية الطيران الذي يقدم فرصة للزوار لتجربة قيادة طائرة باستخدام محاكٍ الطيران، كما قدم في الوقت نفسه مفاهيم أساسية ومبسطة حول مبادئ تقنيات الطيران.
وأضاف المنصور أن زوار المعرض قد استمعوا إلى شرح عن بعض النظريات العملية بشكل سلس ومشوق، حيث أمكن لهم التعرُّف على طرق الكشف بالبصمة الوراثية, والنتائج التي توصل إليها الباحثون في المدينة من خلال التعريف بجينوم الجمل العربي، وقاعدة المعلومات الحيوية لتصنيف الصفات الوراثية له، وبعض الأطعمة المهندسة وراثياً، فضلا عن أجهزة قياس لحظية تقيس تلوث الهواء، وجهاز قياس التلوث الضوضائي، وبعض النماذج للأقمار الاصطناعية السعودية، والصور الفضائية ثلاثية الأبعاد.
وقال إن عروض القبة الفلكية حازت إعجاب الحضور خاصة طلبة المدارس, إضافة إلى مشاهدتهم نماذج لأجهزة تعمل على الطاقة الشمسية، وأخرى لخلايا وقود تم تصنيعها في ورش معملية خاصة بالمدينة من قِبل فنيين ومهندسين سعوديين، فضلاً عن عرض نموذج للنفط الخام وكيفية الحصول على مشتقاته من برج التقطير.
وأردف المنصور أنه فيما يتعلق بتقنيات الطاقة فقد شاهد الزوار نموذجاً لخلية وقود مع أجزائها الداخلية تم تطويرها في مقر المدينة، إضافة إلى مجسم للحقل الكهروضوئي الكبير الذي يقع في قرية العيينة، ونموذج لسيارة تعمل بالطاقة الشمسية، وسيارة هجين تعمل بمصدرين هما خلايا شمسية وخلايا وقود.
وقال: إن نسبة الحضور لم تختلف في أيام العائلات حيث شهدت الفترات المخصصة للعائلات إقبالاً متميزاً عكس الاهتمام الكبير لديها لحضور معرض أسبوع العلوم والتقنية، والتفاعل مع المعروضات العلمية، ومشاهدة محتويات الأجنحة، وما تقدمه من معلومات حول العديد من القضايا العلمية ومستجداتها.
الزبن: تقنيات النانو تثير اهتمام الجمهور وتفاعلهم
من جانب آخر استطلعت الصفحة وجهة نظر المشاركين وزوار المعرض؛ حيث تحدث عبد الله بن علي الزبن من مركز التقنيات المتناهية الصغر بالمدينة، منوها بتفاعل الجمهور وإقبالهم على المعرض، خاصة مع تقنيات النانو التي تثير اهتمام الجمهور لحداثتها وكثرة تطبيقاتها؛ ما جعلهم يبدون تفاعلهم مع المعروضات.
د. الشافعي: المعرض يثري الحس العلمي.. وحبذا تعميمه وتمديده
الزائر الأستاذ الدكتور محمد الشافعي عضو هيئة التدريس بقسم الهندسة الكهربائية بجامعة الملك سعود زار المعرض بصحبة أفراد عائلته، وأشار إلى أهمية المعرض في إثراء الحس العلمي، وقال: إن المعرض شهد تطورا كبيرا هذا العام بتوفير المطبوعات العلمية التي تحوي معلومات مفيدة، ولم يخف ملاحظته بأهمية تعميم المعرض وتمديده حتى يتسنى لعدد أكبر من الجمهور والطلاب الاستفادة من المعروضات التي تقدم التعريف بالتقنية بطريقة جذابة.
الدايل: تقديم المعروضات بطريقة تفاعلية يثري التعلم
وأشار الزائر صالح بن عبد الرحمن الدايل إلى أهمية المعرض في تقديم التوعية العلمية بوصفها ضرورة حضارية، وبطريقة عصرية، وشكر المدينة على هذه المبادرة السنوية التي تقدم الفرصة للجمهور للتعرف على التقنيات الحديثة بطريقة شيقة تحفز الزائر على التعلم والاحتكاك بالعلوم والتقنيات الحديثة. وشدد الدايل على أهمية أن يشمل المعرض تقديم المعروضات بطريقة تفاعلية تعطي الفرصة للجمهور للتعرف على طريقة عملها لتحقيق الاستفادة الكاملة بدلا من وجودها للعرض دون تفاعل.
(*) المحرر العلمي للصفحة halbadr@kacst.edu.sa