Al Jazirah NewsPaper Tuesday  01/06/2010 G Issue 13760
الثلاثاء 18 جمادىالآخرة 1431   العدد  13760
 
أضواء
قافلة الحرية.. هل تُحرِّك العرب..؟!
جاسر الجاسر

 

قبل أن تنسحب آخر خيوط الظلام.. شنت قوات الشر الإسرائيلية هجوماً غير متكافئ على الناشطين الأمميين الذين قدموا من دول متعددة لمساعدة المحاصرين في غزة.. والذين يفتقدون الدواء والغذاء.

القوات الاسرائيلية وقبل عشرين ميلاً من ساحل قطاع غزة الفلسطينية، وفي المياه الإقليمية حاصرت الزوارق الحربية الإسرائيلية قافلة الحرية المكونة من خمس سفن تنقل مؤناً ومواد طبية و650 متضامناً مع الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة.. وفي الساعة الرابعة فجراً قامت عناصر من المارينز الإسرائيلي بعمليات إنزال على السفينة التركية التي تقود أسطول الحرية.. وما إن وطئت أقدام المارينز الإسرائيلي السفينة التركية، حتى ألقوا بقنابل الغاز وأطلقوا الرصاص، فأصابوا عدداً من المتضامنين.. مما أدى إلى مقتل تسعة عشر.. منهم تسعة من المواطنين الأتراك، وإصابة عدد كبير من الجرحى.. منهم الشيخ رائد صلاح «شيخ الأقصى».. وبعد أن أكملت القوات الإسرائيلية جريمتها اُقتيد المتضامنون الأمميون إلى السجون الإسرائيلية.. بعد إجبار السفن المُشكِّلة لقافلة الحرية واقتيادها إلى ميناء أسدود، حيث بدأ «التحقيق» مع هؤلاء المتضامنين والزج بهم في السجون الإسرائيلية.

جريمة بشعة ارتكبتها إسرائيل في الساعات الأولى من الفجر، وافتضحت بفعل هذه الجريمة، واندلعت المظاهرات والاحتجاجات وخصوصاً في المدن التركية التي اعتبر مواطنوها الجريمة الإسرائيلية موجهة بالأساس للأتراك، لأن المعتدين الإسرائيليين استهدفوا السفينة التركية في قافلة الحرية.. وأنهم قتلوا تسعة أتراك.

الأوروبيون أيضاً احتجوا وانتفضوا.. والاتحاد الأوروبي ومفوضيته الدولية استدعيا السفير الإسرائيلي وطلبا تفسيراً عما حدث.. خصوصاً أن السفن كانت في المياه الدولية.. وأن هناك عدداً من الرعايا الأوروبيين من بين المتضامنين مع الشعب الفلسطيني في غزة.

العرب وحدهم صامتون، سوى تظاهرة في بيروت أمام مقر الأمم المتحدة في لبنان.. تظاهرة انفضت بعد أن شتم المتظاهرون وزعقوا وصيّحوا ثم رجع كل شخص إلى منزله أو إلى فندقه.

أما التحرك العملي والإيجابي الذي يُستثمر لصالح الشعب الفلسطيني في غزة.. وبالتحديد رفع الحصار عن أهل غزة وبخاصة في الجانب العربي، الذي يستطيع أن يترجم هدف قافلة الحرية إلى حقيقة واقعية، فيكسر الحصار الظالم المضروب على أهل غزة.. ويعيد الحرية لشعب فُرض عليه السجن الجماعي.



jaser@al-jazirah.com.sa

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد