ما يحدث في سوق الأسهم السعودية من انهيارات متتالية، تجعلنا نتساءل: من المسؤول فيما حدث؟ ولم لاتخرج علينا هيئة سوق المال، لتبين لنا الأسباب الحقيقية وراء ذلك، فليس من المعقول أن يلزم مسؤولو السوق الصمت في الوقت الذي تلتهم فيه بقايا استثماراتنا التي فقدت 70 في المائة من قيمتها الأصلية.

ويبدو أن سوق الأسهم لدينا يعاني من خلل ما، تجعله في مهب الريح، لأدنى مؤثر يحدث، في أي بقعة في العالم.

ويظهر لي أن كلام المسؤولين الاقتصاديين والذي طالما رددوا على مسامعنا من أن اقتصادنا لن يتأثر بالتقلبات التي تحدث في دول اليورو، وبالتالي لاخوف على سوق الأسهم من تبعات مايحدث كلام غير دقيق، فسوق الأسهم لدينا هش، ويعاني من علل عدة، وتلاعب يظهر بعضها من خلال العقوبات التي توقعها السوق على بعض مسؤولي الشركات بين الفينة والأخرى. مايجري في سوق الأسهم لدينا لانجد له مثيلاً في أي سوق أخرى في العالم.

وحين نعود إلى عام 2006 وفي الوقت الذي حققت فيه البورصات العالمية والأسواق المالية الأرباح المتتالية كانت سوق الأسهم لدينا تغرد خارج السرب، وتنحدر إلى بوابة 6000 نقطة في تراجع مريب فقدت فيه، وفي يوم واحد، وهو ماسمي بالثلاثاء الأسود أكثر من 999 نقطة، مايجري في سوق الأسهم لدينا أمر محير لانعرف كنهه، وبتنا ضحايا لأقوال هؤلاء المحللين، ومكاتب الاستشارات المالية، الذين (يترززون) صباح مساء عبر الفضائيات حتى حفظنا ألوان سحناتهم، ورنة أصواتهم، وقاموسهم اللفظي، الذين يبشروننا أن سوق الأسهم استرد عافيته، وخرج من «العناية الفائقة «، وأصبح شاباً قوياً قادراً على (الصمود والتصدي)، وأن عام 2010 هو عام النمو والازدهار، غير أن ماحدث يوم الثلاثاء الماضي، من خسارة أكثر من 400 نقطة، أعاد ذكريات الثلاثاء الأسود عام 2006 .

ويبدو لي - والله أعلم - أن هؤلاء المحللين بابتساماتهم اللافتة، يفهمون في كل شيء إلا في الأسهم، بدليل أن كل توقعاتهم كانت تصب بعكس المؤشر تماماً، فكثيرا ماقالوا لنا أن المؤشر «يركب « موجة صاعدة لايمكن أن تعود إلى الوراء لأنها ستجابه بجيش «لجب» من نقاط المقاومة، التي ستقف في وجه أي هبوط محتمل، لكن الواقع يقول عكس ذلك بحيث رأينا نقاط المقاومة تلك تتحول إلى (كباري) تسهل عبور المؤشر إلى القاع! باختصار، لست خبيراً مالياً، لكنني أمثل شريحة لايستهان بها من صغار المستثمرين الذين ضاعت أموالهم، ويريدون أن يعرفوا بالضبط ماذا يجري في سوق الأسهم لدينا، لم لايخرج علينا مسؤولو هيئة سوق المال ليفسروا لنا مايجري، عوضا عن تركنا نهباً لأقوال المحللين الذين يتحدثون عن كل شيء إلا عن العلة التي يعانيها السوق.

نريد أن نسمع من المسؤولين السر فيما يجرى بكل شفافية وصدق.. وإنّا لمنتظرون!!