Al Jazirah NewsPaper Wednesday  02/06/2010 G Issue 13761
الاربعاء 19 جمادىالآخرة 1431   العدد  13761
 
بلا تردد
ما بداخل الرأس أهم مما فوقه
هدى بنت فهد المعجل

 

في حديث للملكة رانيا، زوجة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني عن الحجاب، وعدم قبولها أن يرغمها أحد عليه، أكّدت أن «ما بداخل الرأس أهم مما فوقه».

وفي العمل، في طريق مغادرتي غرفة الدرس اعترضت دربي إحدى طالباتي وسألتني: أستاذة أنت «تحفين» حواجبك!!؟ (عنت بالحف النمص).

قلت لها: وهل هذا الأمر يعنيك في شيء، أو هو ضمن شؤونك؟!!

موقفين ضمن مئات المواقف التي تُعنى بتدارس ومراقبة المظهر دون أدنى اهتمام بالجوهر!!.

الملكة رانيا، وأنا، وكثيرات غيرنا اشتغل الناس بتدارس مظهرنا، واشتغلتْ الملكة أو اشتغلنا بتعميق العلاقة بيننا وبين الله بطريقة مباشرة، شخصية، وروحانية للغاية اشتغال يجعل من حسن الظن بالله الغفور، الرحمن، الرحيم، السلام، المؤمن، اللطيف، الخبير، الشكور، الكريم، الواسع، الودود، التواب، الرءوف، وسيلة لتجاوز ترهات المشتغلين بالآخرين، المنشغلين عن مراقبة أنفسهم بمراقبة البشر. فكيف هي النتيجة!!؟

عن جندب بن عبد الله «رضي الله عنه» قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال رجل: والله لا يغفر الله لفلان، فقال الله عز وجل: من ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان؟ إني قد غفرت له وأحبطت عملك» رواه مسلم. وفي حديث أبي هريرة: أن القائل رجل عابد. قال أبو هريرة: تكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته.

فشتان شتان بين حسن الظن، وسوء الظن بالله ونحن نرى أن القائل «رجل عابد» وبين «العبادة» و»العلم» مشوار قراءة، واطلاع، وبحث، ودراسة، وتركيز يدخل الرأس فلا يغادره بسهولة في حين ما أسهل ما يغادر ما على الرأس، الرأس!!.

اختلف العلماء والفقهاء في الحجاب اختلافهم في النمص!! ولأن أمة «إقرأ» لا تقرأ اكتفت بما نقله الأب عن الجد عن عاشر جد وبالتالي عرفنا بالتبعية والتقليد حتى توطنا جحر الضب!! في حين أن بحث متواضع في الشبكة العنكبوتية يمكنه ربطنا بموقع «إسلام أون لاين» وباختلاف العلماء في مسألة النمص اختلاف عده نبي الأمة «رحمة».

مما جاء في الموقع «ذهب الفقهاء إلى حرمة النمص، ويرى الحنابلة أنه مكروه وليس بحرام، ويرى البعض جوازه إن كان بإذن الزوج، وإلا حرم، وذهب آخرون أنه يحرم إن كان شعاراً للخليعات، أو قصد به التدليس، فإن لم يقصد به لا يحرم. واختلفوا في الحف: الذي هو إزالة الشعر بآلة الموس وغيره، والحلق، فذهب المالكية والشافعية إلى أن الحف في معنى النتف. وذهب الحنابلة إلى جواز الحف والحلق، وأن المنهي عنه هو النتف فقط. ونقل عن أحمد وغيره أن النهي في حديث الرسول «لعن الله النامصات، والمتنمصات» محمول على الكراهة. وجمهور العلماء على أن النهي في الحديث ليس عاماً. ويرى الجمهور أن المتزوجة يجوز لها النمص، إذا كان بإذن الزوج، أو دلت قرينة على ذلك؛ لأنه من الزينة، والزينة مطلوبة للتحصين، والمرأة مأمورة بها شرعاً لزوجها. ودليلهم ما روته بكرة بنت عقبة أنها سألت عائشة رضي الله عنها عن الحفاف، فقالت: إن كان لك زوج فاستطعت أن تنتزعي مقلتيك فتصنعيهما أحسن مما هما فافعلي. أما ابن الجوزي فقد أباح التنمص - وهو النتف -، وحمل النهي على التدليس، أو على أنه كان شعار الفاجرات».

فهل نمعن النظر في قضايا الحل والتحريم ونوظف عقولنا وأذهاننا كي تتولى منهجاً بحثياً يتفق وما أخبر به «صلى الله عليه وسلم» أنه يبعث على رأس كل 100 عام مجدد وبالتالي نفرّق بين النصوص قطعية الدلالة فلا نقربها أو نمسها والنصوص ظنية الدلالة فنعيد قراءتها بعقلية معاصرة؟؟!

P.O.Box: 10919 - Dammam 31443




happyleo2007@hotmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد