Al Jazirah NewsPaper Wednesday  02/06/2010 G Issue 13761
الاربعاء 19 جمادىالآخرة 1431   العدد  13761
 
مستعجل
شطحات الأطباء والأكاديميين
عبد الرحمن السماري

 

أن تحصل المخالفات والأخطاء والتجاوزات من أشخاص غير متعلمين وغير محسوبين على الأوساط العلمية.. ربما لا تكون محل استغراب كبير.. وإن كان يُفترض في كل إنسان أن يكون ملتزماً نظيفاً متمسكاً بالقيود.

فالأكاديمي والطبيب والعالم.. هو لا شك قدوة.. والناس عادة.. تنظر له نظرة مختلفة.. وهو مؤثر في غيره.

مثل هؤلاء الأشخاص.. فوق أنهم قدوة أيضاً.. فهم أيضاً.. محل احترام وتقدير الجميع ولهم وزنهم وقيمتهم الاجتماعية وهذه القيمة.. وهذا الوزن.. فرضوها بعلمهم ومكانتهم.. ما بلغوه من منزلة تستحق بالفعل.. التقدير.

وفي المقابل.. فإن شطحات وأخطاء وتجاوزات هؤلاء.. تُعد مزعجة للغاية.. وتهز المجتمع.. وتبعث على الاستياء..

فالناس.. تستكثر من هؤلاء مثل هذه الشطحات.. ذلك أنها غريبة عليهم.. ولذلك.. إذا جاءت منهم.. فإنها تأتي نادرة قليلة.. ولا تشتمل نسبة.. ولا تُعد رقماً ولكن.. إذا حصلت هزَّت المجتمع.

نحن نسمع عن حوادث اختلاء بين رجال ونساء ولا نتوقف عندها.. ولا تشدنا كثيراً.. ذلك أن أي مجتمع أو أي تجمع بشري.. لا بد أن يشهد بعض التجاوزات والأخطاء.. وهذا شيء طبيعي ولكن.. أن يحصل ذلك من أكاديمي أو طبيب أو عالم في أي فن.. وفي أي مجال من العلوم.. فهذا محل استغراب.. ومحل تساؤل.. وهو أيضاً.. شيء مزعج.. وموجع.. ومؤلم..

نقرأ في الفترة الأخيرة بعض الأخبار المؤسفة في هذا الشأن.

ضعوا أيديكم على رؤوسكم.. طبيب اختلى بممرضة أو مريضة..

و»صِكُّوا» آذانكم.. أستاذ جامعي اختلى بطالبة.. أو صحبها في سيارته.

و(حاميها.. حراميها) مسؤول طبي اختلى في مكان آخر بمريضة.. أو أي امرأة كانت.. يعني (مدير داشر).

هذا ما قد يُنشر.. سواء في الصحافة المكتوبة أو الصحافة الإلكترونية.

وهي أوسع نشراً في هذا الميدان.. وأكثر أخباراً.. والله أعلم بالصحيح منها والمبالغ فيه والمكذوب أساساً.

كلنا ننزعج.. ونضيق.. ونتأمل عندما نقرأ هذا الشيء (اللِّي يْسَوِّد الوجه).

أما ما يشاع في المجالس.. فهو أوسع.. وأكبر من ذلك كله.. و (يْطَيِّر النوم من راسك) ولكن.. نحن تعلمنا.. وعرفنا.. أن ما يشاع في المجالس.. وأحاديث المجالس.. أكثرهاً مكذوب.. وأكثرها إشاعات ليست دقيقة وكفى بالمرء كذباً.. في أن يتحدث بكل ما يسمع.

أعود وأقول.. إننا نسمع ونقرأ وفي (جرايدنا) عن تجاوزات ومخالفات وشطحات و(دشارات) تحصل من هؤلاء النخبة.. الذين يُفترض فيهم.. الالتزام والسلوك السوي.. واحترام ثوابت المجتمع وصنع القدوة.

أليس مؤذياً.. أن تقرأ خبر اختلاء طبيب بمريضة أو ممرضة أو أي امرأة كانت.. وهذا الطبيب قد أقسم بالله العظيم على أن يؤدي رسالته على أكمل وجه.. وألا يخون الأمانة الموكلة له.. وأن يحافظ ويلتزم بأداء رسالته بالشكل الصحيح؟! ومع ذلك.. يخون ذلك كله.. وتنحدر أخلاقياته وتسف أخلاقه.. ويهوي إلى الدرك الأسفل من الأخلاق الرديئة؟!

هو يسيء لنفسه.. ولهذه المهنة الشريفة.. ولكل زملائه.. ولا شك أن جنحته وشطحته و(دشارته) تُعد أضعاف أضعاف شطحة غيره.

كم هو مؤلم.. أن (يغازل) أستاذ جامعي طالبته.. أو الباحثة عنده.. أو يتحدث معها بأحاديث بعيدة عن الأدب!

>> وكم هو مؤلم.. أن تسمع بعض المخالفات والأخطاء السلوكية داخل بعض المستشفيات.. سواء كان على شكل علاقات أو غزل أو خلوة.. أو شطحات تعكس فساداً في بعض النفوس.. وتتألم بأن تسمع ذلك في بعض مستشفياتنا.. ولم يبق.. إلا أن يفحطوا في مواقف السيارات!!

إن المطلوب.. أن يثار هذا الموضوع للنقاش.. ونتساءل.. ونسأل الجميع.. هل ما يشاع صحيح.. أم أنها مبالغات؟

وهل الأجواء الأكاديمية سليمة من هذه الآفات؟

وهل الأجواء الطبية.. وأجواء المستشفيات سليمة وخالية من هذه «الطفيليات»؟!

ثم.. ألا يجب أن تكون عقوبة الطبيب «المخطئ» مضاعفة وأقلها.. شطبه من المهنة نهائياً؟!

نريد أن نسمع آراء الجميع حول هذا الشأن.

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد