Al Jazirah NewsPaper Wednesday  02/06/2010 G Issue 13761
الاربعاء 19 جمادىالآخرة 1431   العدد  13761
 
كتاب جديد:
شاعر نجد الكبير محمد العبدالله القاضي: حياته وشعره وديوانه

 

برواية عبدالرحمن بن إبراهيم الربيعي

إعداد وتحقيق وشرح: عبدالعزيز بن حمد بن إبراهيم القاضي

هذا كتاب جديد في تأليفه وفي جمعه وفي تحقيقه، ويتناول كما يدل عليه عنوانه (ديوان الشاعر الكبير محمد بن عبدالله القاضي) وهو من الشعر الشعبي وعنوانه لا يدل على ما بذل فيه من جهد ومن دراسة موسعة تكاد تكون أنموذجية في دراسات كبار شعراء العامية في نجد، وقد أبدع المؤلف الأستاذ عبدالعزيز بن حمد بن إبراهيم القاضي في شرح الديوان وتحقيق قصائده، بل وتدقيق أبياته، ومن حشد المعلومات النافعة المتعلقة بالشاعر الكبير محمد بن عبدالله القاضي، وبخاصة ما يتعلق منها بشعره.

وذلك كله أقل القليل له أن يقال: إنه إعداد وتحقيق وشرح، بل إنه تأليف عظيم من ألفه إلى يائه، إذ الكتاب يقع في 622 صفحة منها 167 صفحة دراسة وتحقيق وإيضاح لحال الشاعر الكبير، وترجمة حياته وما اكتنفها من ظروف وملابسات مع بيان الأسباب التي سببت نظم قصائده المشهورة، أو نجم عنها ذلك.

كما أفاض المؤلف في تراجم من ورد لهم ذكر فيه سواء في المقدمة أو في متن الديوان من رجال بارزين ممن لا يتيسر للباحث الحصول على تراجمهم وأكثرهم ممن يترجم لهم لأول مرة.

وننقل هنا شيئاً مما ذكره المؤلف الأستاذ عبدالعزيز بن حمد القاضي في المقدمة الحافلة لنتبين من ذلك طريقة عمله في الكتاب، قال: (يعد محمد العبدالله القاضي واحداً من رموز الشعر النبطي القديم الذين ردد الناس قصائدهم وتلقوها بالقبول والإعجاب، وقد اهتم بشعره معظم الذين أخذوا على عواتقهم نشر النماذج الجيدة من الشعر النبطي في أوائل تدوينه قبل ما يزيد على نصف قرن.

وكان الناس - ولا يزالون - يتمثلون بشعره في الحكم والأمثال والنصائح، وغيرها من الأغراض الشعرية، ولا يزالون يتنادمون بأخباره الطريفة، وقصائده الممتعة في معظم دول الجزيرة العربية وما حولها ممن يهتم بهذا النوع من الأدب.

وقد نشر ديوانه عدة مرات ونشرت قصائده المتنوعة في كثير من المجاميع الشعرية، لكن لم يتطرق أحد من الباحثين إلى تقديم صفحات عن حياته وشعره، وكل ما تناولوه من شعره لا يكاد يتجاوز تقديم القصائد، وتقديم تعريف مختصر بالشاعر.

لذلك جاءت هذه الدراسة لتترجم له، وتتناول حياته وشعره، وتوثيق حياته، وتنقح تراثه وسيرته مما شابهما من أغلاط وخيالات الرواة، مشفوعة بتحقيق ديوانه، ونشره في هذا الكتاب لأول مرة، برواية الشاعر الراوية عبدالرحمن بن إبراهيم الربيعي).

إلى أن قال: (واعتمدت في تحقيق مخطوطة الديوان على مقابلة قصائدها على ما ورد في ديوان النبط، لأنه أصح النسخ التي نشرت ديوان القاضي، حيث اعتمد ناشره فيه على أصل الديوان بخط الشاعر نفسه، ثم على كراسة تمثل مخطوطة لديوان الشاعر بخط الراوية المرحوم محمد الحمد العمري (ت 1405هـ) وهي واحدة من عدة كراريس تمثل دواوين شعراء آخرين، فجعلتها نسخة ثانية لمقابلة النصوص، أستنير بها ولا أعتمد عليها.

واطلعت على مجموع المستشرق الألماني ألبرت سوسين (1844-1899م) من القصائد النبطية في كتابه (ديوان من وسط الجزيرة العربية) الذي نشر باللغة الألمانية عام 1900م ثم صدر بالعربية في (منشورات الجمل) في ألمانيا عام 2007م غفلا من أي مظهر من مظاهر النشر العلمي).

إلى أن قال: (وقمت بتوضيح معاني المفردات الغامضة وشرحت قصائد الديوان بيتاً بيتاً، وواجهت خلال الشرح صعوبات تعرض لكل من يتصدى لشرح شعر قديم نظم بلهجة دارجة تتطور مفرداتها وأساليبها وتتغير وفق تطورات الحياة السريعة وتغيراتها.

ومعظم الصعوبات لا تعود إلى جهل مدلولات المفردات بقدر ما تعود إلى التعبيرات الاصطلاحية التي اختفت أو كادت من اللهجة الدارجة في نجد عموماً وبلد الشاعر خصوصاً.

وواجهت صعوبات أيضاً عندما تعرضت لحياة الشاعر، وذلك لقلة المصادر المكتوبة وشح المعلومات، إذ ليس ثمة مصادر تحدثت في هذا الجانب سوى إشارات مقتضبة متناثرة في بعض الكتب، لذلك اعتمدت كثيراً في استجلاء صفحات حياته على معلومات من المعنيين من أحفاده ومن بعض الأقارب وعلى استقراء مباشر لشعره).

انتهى.

عنوان الكتاب:

عنوان الكتاب طويل كما قدمته وكان يمكن اختصاره بعنوان (شرح ديوان محمد بن عبدالله القاضي) تأليف عبدالعزيز بن حمد القاضي.

هذا من جهة الشكل، أما من جهة الموضوع فإن العنوان وصف الشاعر صاحب الديوان المشروح وهو محمد بن عبدالله القاضي بأنه (شاعر نجد الكبير).وهذا صحيح على إطلاقه إذا أريد أنه من شعراء نجد الكبار ولا غبار عليه.

لكن إذا فهم بعض الناس أن معنى شاعر نجد الكبير أنه أشعر شعرائها على مدى الدهر فإن هذا قد يثير تساؤلاً من بعض الناس إذ قد يفتح الباب لإجراء موازنة بين كبار شعراء العامية، وكان يمكن قيد العبارة بلفظ (في وقته) بحيث تكون (شاعر نجد الكبير في وقته)، فهذا واقع صحيح إذ الشارح أو لنقل المؤلف وهذا أصدق من وصفه بالشارح فقط نقول: إن الشارح الأستاذ عبدالعزيز بن حمد بن إبراهيم القاضي هو من أسرة القاضي العريقة التي منها الشاعر، ولكنه ليس من ذريته، بل هو من أبناء عمومته، وإنما المعروف من الأدباء والوجهاء المعاصرين من ذرية الشاعر عدد لعل أشهرهم صديقنا الأديب اللبيب حمد بن عبدالله القاضي رئيس تحرير مجلة العربية سابقاً.

والذي يعرف الأستاذ (حمد القاضي) وما يتمتع به من خلق كريم وطبع سليم، ومجاملة في معاملة أصدقائه، بل وكل من لهم علاقة به لا يستبعد ما وصف الشارح عبدالعزيز القاضي الجد الشاعر الكبير محمد بن عبدالله القاضي من كرم نفس ومعاملة نادرة في السماحة والطيب.

وذلك لا يستغرب على أسرة القاضي الكريمة.

ولعل ما يشهد لهذه الأسرة من التواضع العلمي ما صنعه الشارح في هذا الكتاب إذ لم أره ذكر نفسه بشيء، فلم يترجم لنفسه ولا ضمن الشرح أية معلومات عنه.

مع أن من حق القراء على من كتب هذا الكتاب الفريد في الكلام على حياة شاعر من أساطين شعراء العامية وذكر ما يتعلق به من قصص وأخبار أن يعرفوا عنه أي المؤلف إن لم يكن المعلومات الكاملة فما يكفي من ذلك، لأن عمله هذا سوف يبقى إلى ما شاء الله من الدهر، وينبغي أن أذكر هنا أن عدم ذكر شيء عن المؤلف الشارح - شخصياً - لم يؤلف لي أية مشكلة فأنا صديق لوالده الشيخ العالم حمد بن إبراهيم القاضي ولأخيه الأكبر الأستاذ عبدالرحمن، وترجمته في (معجم أسر عنيزة) إن قدر لي أن أمضي قدماً في تأليف ذلك المعجم، والله الموفق.

أما المؤلف الشارح فإنه الأستاذ عبدالعزيز بن حمد بن إبراهيم القاضي:

ولد في مدينة عنيزة في 25-5-1381هـ، درس في معهد عنيزة العلمي ونال شهادته عام 1400هـ، ثم انتقل مع أسرته إلى الرياض في العام 1401هـ حيث درس في كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وحصل على شهادة (الليسانس) في علوم اللغة العربية وآدابها عام 1404هـ، فعين معلماً في ثانوية العليا بالرياض، ثم أوفد للتدريس في دولة الإمارات العربية المتحدة، فعمل معلماً في إعدادية وثانوية حلوان بالشارقة.

ثم انتقل للإشراف التربوي بتعليم الرياض في عام 1413هـ، حيث عمل مشرفاً للغة العربية في مركز شرق الرياض آنذاك، وظل فيه حتى نهاية العام 1415هـ، ثم انتقل إلى الإدارة العامة للإشراف التربوي بوزارة المعارف مشرفاً عاماً للغة العربية.

أنشئت إدارة التعليم الأساسي في الإشراف التربوي فعين مديراً لها ولا يزال -1431هـ.

وفي الختام نرجو ممن يتصدون لشرح الشعر العامي أو لحيوات شعراء العامية أن يتخذوا ما ذكره الأستاذ عبدالعزيز القاضي في هذا الكتاب مثلاً وأنموذجاً، والله الموفق.

محمد بن ناصر العبودي - مكة المكرمة


 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد