استكمالا لمقال الأسبوع الماضي سنواصل الحديث عن الحيل النفسية وإليك بعضا منها:

4 - حيلة (لإزاحة النفسية) وهي حيلة تمارس لتفريغ المشاعر المشتعلة على طرف ضعيف لاعلاقة له بالموضوع ولدى المصريين مثل جميل يعبر عن تلك الحيلة يقول: (ماقدرش على الحمار اتشيطر على البردعة) فأحيانا تتعجب من اعتداء أحدهم عليك فجأة وبلا مقدمات إما برفع الصوت أو السب دونما ذنب ارتكبته فيحار بك الفهم عن إيجاد تفسير لهذا التصرف, وغالبا ما تعاني الزوجات من الانقلاب الحاد في مزاج الزوج وتعديه عليها دونما سبب وتلك السلوكيات إحدى حيل التنفيس المشهور وهي (الإزاحة)، وقد يعاني موظف من وطأة الظروف الصعبة، ويتعرض للإهانة من مرؤوسيه لأبسط خطأ يرتكبه، فيكتم غضبه، حتى يعود إلى البيت، ليصب جام غضبه على أفراد أسرته، والطفل الصغير الذي يتعرض للإحباط، تراه يوجه غضبه نحو لعبته، فيحطمها!! وقد نراه عند بعض الأزواج عندما يصطدم مع زوجته القوية فينفس عن مشاعره الملتهبة في أولاده بضربهم أو رفع الصوت عليهم، أو المعلمة التي تزعجها مديرتها فتتسلط على التلميذات وهذه سمة الجبان الرعديد وظلم بيّن وجور لايقره عقل ولا منطق.

5 - حيلة (الإنكار) Denial وهي حيلة نفسية تستخدم لرد هول المصائب ودفع آلامها فيُلجأ إلى تكذيبها للإبقاء على الحالة النفسية الجيدة وقد يستخدم هذه الحيلة المتكبرون والمتغطرسون وهم كثيرا ما يردون الحقائق ويرفضون الواقع لكونهم قد تبنوا وجهات نظر مختلفة عنه. ومع أن الإنكار قد يساعدنا في خفض القلق إلا أنه يحول دون مواجهتنا للمشكلة مواجهة واقعية في وقت مبكر.

6 - حيلة (استعذاب الآسن) و هي تعني الرضا بالواقع المرير وتزيينه والتكييف معه كالزوجة تعاني من قسوة زوجها ورغم كثرة عيوبه إلا أنها تخدع نفسها وتتحدث ذاتيا بأنه الأفضل دون الاستناد إلى أي منطق يؤيد وهي حيلة إيجابية في حال عدم العجز التام عن تغيير الواقع.

7 - حيلة (أحلام اليقظة): وهي السفر إلى عالم الحلم عبر الخيال بعيداً عن الواقع، كحل سحري للوصول إلى الأماني التي عجزت النفس عن تحقيقها كتلك الزوجة التي تعيش حياة غير مستقرة مع زوجها فتحلق بخيالها وترتبط بآخر يملك من الصفات الكثير مما ينقص زوجها وهي تقضي ساعات تحلم به مبتعدة عن الواقع المرير الذي تعيش فيه سارحة في أحلامها التي تعتبرها حلاًّ سريعًا سهلا لمشاكلها، والمستغرقون في أحلام اليقظة هم من ذوي الإرادات الواهنة والعزائم الضعيفة.

8 - حيلة (التعويض): حيلة دفاعية يحاول صاحبها تجاوز نقاط الضعف ومواطن النقص الفكري أو الاجتماعي أو المادي، سواء كان هذا النقص حقيقيّاص أو متوهما فهو يمارس تلك الحيلة لكي يثبت لنفسه أنه قادر وقوي، فالطالب الذي يخفق في تحقيق أمنيته بالالتحاق بكلية الطب يذهب إلى تخصص آخر واضعا جهده ومستنفرا قواه لتعويض ما فاته من دراسة في الطب، ومن أشكال التعويض ما يفعله ذوو الشخصيات الهزيلة والإنجازات الضعيفة من العناد والمكابرة والاستبداد بالرأي، والتخريب، والتمرد على السلطة.

شعاع: لكي تكتشف قارات جديدة يجب أن تكون راغبا في أن يغيب الشاطئ عن نظرك.

***