Al Jazirah NewsPaper Friday  04/06/2010 G Issue 13763
الجمعة 21 جمادىالآخرة 1431   العدد  13763
 

خواطر مكسورة
علي بن عبدالله الحسين

 

زارني في مكتبي شاب يستشيرني في شراء قطعة أرض، وهذا الشاب تربطني به علاقة أسرية فاستغربت بأن هذا الشاب يبحث عن الأرض قبل الزواج لأنه لا يزال أعزب، ومن باب (الميانة) سألته قائلاً: لماذا لا تكون الزوجة أولاً والأرض ثانياً؟! فسمعت زفرات وعبارات واحمراراً في العيون، وهو يقول هذا البيت:

هذي المصيبة لا أقدر أحكي ولا أقول

لأجل الذي حبيت مني قريبي

فعرفت أن هذا الشاب في بحر الغرام المباح!!

وبدأ حديثه قائلا: إن قلبي معلق بفتاة تربطني بها صلة القرابة، ولكن والدتها حالت بيني وبين رغبتي، وها أنذا أعيش في زمن الانتظار ولعل وعسى. تقدمت لخطبتها فقوبل طلبي بالرفض من قبل والدتها لأسباب ما أنزل الله بها من سلطان.

فقلت له: أنت تحمل الشهادة الجامعية وبوظيفة رسمية وتتمتع بالوسامة والرجولة والثقافة ومحاط بالدين والخلق، وصاحبة الحظ السعيد من تكون لك زوجة، فقال لي: إن الحجة في الرفض حديث من الأمثال الشعبية (الأقارب عقارب) (وما في البلد غير هاالولد) كما أن والدتها تدعي بأن والدتي تكرهها، وأن بيتنا من البيوت القديمة، وأننا نعيش معيشة الفقراء، وتصف والدي بالبخل، ووالدتي بالمتسلطة الآمرة الناهية وذات اللسان الطويل، وأنها مخيفة بشعرها المتعكرش وتردد: أستغفر الله.. أستغفر الله (ما ودي أقول شيء ثاني).

ومع هذا كله (وش بقي ما ظهر).

(إن حكينا ندمنا وإن سكتنا قهر)

وحديثها باللهجة العامية تقول (والله ياله أخت اسمها خدوج، ذات لسان بذيء وكذابة وسراقة تسرق الكحل من العين)، (آه يا خديج تبين بنتي عندك) (يا بعده على قلبك).

(والا أخوه المعصقل) هب بلا لب، الملقب أبو (سعبول) كل شوي داخل طالع (وغطائك على رأسك) ما تأخذين حريتك مع زوجك. والا أخوه أبو شعف اللي يحب (الوقوقة) (كره من بيت يجمع هالشلة).

وبسم الله عليك هذا يطلع عن أهله، الكلمة للأم والأب ما له كلمة بالبيت؛ لأن الام خازمة الجميع خزم.

والا عيشتهم حبة رز بيضا مع نصف دجاجة للغدا، والعشا من الرخيص فول بريالين وأربع حبات خبز بريال، والحديث عن الكلمات العامية والأمثال الشعبية كثير لكنني أكتفي بما ذكرت. قلت له: يا أخي اصرف النظر عن هذه الفتاة والخيرة بما يختاره الله، والزواج قسمة ونصيب وأسال الله أن يعوضك خيراً.

فرد عليّ قائلا: وما هو ذنب الفتاة الموافقة، ولكن الحاجز بيني وبينها والدتها.

هي تدرس في الجامعة مع أختي وسألتها عن رأيها فقالت لأختي: أنا محتارة في الأمر حزينة في الموقف، وبعدها لم تستطع أن تحبس دموعها. فسالت على خديها بلون السواد من كحل العيون، وسكتت عن الكلام، ولم أسمع سوى زفرات وعبرات وكلمة: أين الحلول.

وأسأل الله أن يأتي بالفرج القريب، والزمن يحل المشاكل، وهزت رأسها ثلاثا وقالت (جبر الخواطر على الله) ثم سألته عن موقف والدها فقال: والدها ما له كلمة. قلت له إذن زواجك بحاجة إلى وقت فالأرض هي البديلة، وتم الشراء.

أيها القراء الأعزاء الأفاضل: هذه حادثة من الأمور التي تكون خلف الكواليس في الخطبة، وهذه من أسباب العنوسة التي يتزايد عددها سنويا، فالأم تديرها العاطفة، جاهلة بمصلحة ابنتها.

فما رأيكم أيها القراء؟ وما هي الحلول السليمة لهذه المشكلة وما شابهها؟

بيتان من قصيدة كتبتها:

سافرت كم مرة على شان أرتاح

أبي السعادة وما لقيته بالأسفار

أثر السعادة غرفة طيبها فاح

غرو بجنبك مع سواليف وأخبار

اعتذار:كتبت كثيراً من عبارات المقال باللهجة العامية لأنني أنقل الصورة الحقيقية للمحادثة.

بريدة

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد