Al Jazirah NewsPaper Tuesday  08/06/2010 G Issue 13767
الثلاثاء 25 جمادىالآخرة 1431   العدد  13767
 
أمير الإنسانية في مملكة الإنسانية
مصطفى محمد كتوعه

 

إن الجهود التي يبذلها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة جمعية فهد بن سلمان الخيرية، وأمير منطقة الرياض في مواساة والوقوف بجانب مرضى الفشل الكلوي ليس بالأمر الغريب عنه فهو دائماً سباق للخير معطاء له، فقد وقع عشرين اتفاقية مع العديد من الجهات الحكومية والخاصة والخيرية لدعم مرضى الفشل الكلوي، وليس دعمهم فقط بل مساعدة ذويهم وأقاربهم، وإن التعاون بين هذه الجهات ليؤدي إلى رفع مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، وأيضاً يؤدي إلى تحقيق أهداف الجمعية، وتعزيز روح التعاون بين أفراد المجتمع وتنمية الإحساس، وتمكين جميع شرائح المجتمع من أن يكونوا على دراية واطلاع ووعي بحاجات المرضى سواء كانوا يعانون من فشل كلوي أو تليف كبدي أو زراعة قرنية وغيرها من الأمراض المزمنة، وأيضا نشر ثقافة المسؤولية الاجتماعية التي تعكس الوجه المشرق للمملكة وحب الخير المتأصل في نفوس المواطنين النابع من تفقههم في دينهم وتمسكهم بكتاب الله تبارك وتعالى وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم.ومن الصعوبات التي تواجه المرضى عدم وجود المتبرعين سواء كانوا أقاربهم أو غيرهم نظراً لقلة الثقافة عن هذا المرض الخطير، وأيضا لتخوف الناس من التبرع بحجة عدم ارتكاب الحرام كما يعتقد البعض بأن جسم الإنسان ليس ملكاً له بل ملكاً لخالقه فلا يستطيع أن يتنازل أو يتبرع عن جزء منه، فلابد من إعادة التوعية وعقد جلسات وندوات دينية يقودها رجال دين ثقات حتى يذلل هذه الصعوبات التي تواجه هؤلاء المرضى، وأيضا سن القوانين التي تجيز التبرع بالأعضاء من المتوفين دماغياً حتى يتوفر لهم الأعضاء ويعطي الأمل في الشفاء، وإن الاتفاقيات التي تمت بين الجمعية والجهات الحكومية والخاصة لم تغفل أقاربهم وذويهم فقد تم الاتفاق مع وزارة التعليم العالي للابتعاث الخارجي لذوي المرضى والزارعين والمتبرعين بالكلى، وقبول عدد منهم وإعفائهم من دفع الرسوم الدراسية السنوية، وأيضاً شملت الاتفاقيات على توظيف المرضى في وظائف مناسبة، كما تمت اتفاقية قبل ذلك مع وزارة الشؤون الاجتماعية على تصنيف مرضى الفشل الكلوي على أنهم معوقين وبالتالي يستحق المواطن منهم الحصول على 10 آلاف ريال سنوياً.وتشير الجهود التي يبذلها الأمير عبدالعزيز بن سلمان المشرف على الجمعية والذي يزداد تواضعاً في كلماته ولا يفخر ولا يزهو بنفسه بأنه مشرف على هذا العمل بل يريد بعمله هذا وجه الله سبحانه وتعالى حيث يقول: (إنني شخصياً ومعي الزملاء المتطوعون في العمل في الجمعية شديدو الحساسية من موضوع المدح أو تسليط الأضواء على الأشخاص فالمعيار الحقيقي ومقياس النجاح بالنسبة لنا وللجمعية ليس ما يكتب أو يقال عنا، ولكن مقدار ما تقدمه الجمعية لهذه الفئة التي تستهدفها وتهتم بها، لأنه من وجهة نظري فإن أخطر ما يسيء إلى العمل الخيري هو شخصنته.

ولهذا فإننا في الجمعية نبتعد تماماً عن هذا المنزلق وننأى بأنفسنا عنه لأن الشيء الذي نفخر به هو ما كان خدمة لهذه الفئة في المملكة سواء كانوا مواطنين أو مقيمين وما نشترطه فقط هو أن تكون إقامتهم إقامة نظامية وأن الإصابة بالمرض تمت أثناء الإقامة في المملكة ولا نميز بعد ذلك بين العرب وغير العرب ولا بين الذكور والإناث ولا نميز حتى بين مسلمين أو غير مسلمين منطلقين في ذلك من فتوى شرعية أباحت لنا تقديم الخدمة الطبية لهم من مصارف الصدقات، وليس من مصارف الزكاة، ولدينا لجنة شرعية في الجمعية تتولى هذا الشأن وتحدد أطر عملنا في هذا المجال).

وذكر تقرير صادر من (المركز الوطني لزراعة الكلى) في المملكة: إن بين الذين تجرى لهم جلسات غسيل كلوي يوجد بينهم 4080 مريضاً قابلون لزراعة الكلى، ولفت التقرير إلى أن المملكة العربية السعودية حققت تقدماً في مجال زراعة الكلى بنسبة نجاح تجاوزت 95% من عدد الحالات التي تم إجراء زراعة لهم.

وأكد التقرير أن الزراعة للمصاب بالفشل الكلوي هي الحل الأمثل لشفاء المريض، مشيراً إلى أن عدد الذين أجريت لهم عملية الزراعة حتى الآن تجاوز 1400 مريض، لكن المشكلة التي تواجه الكثير من مراكز زراعة الكلى هي قلة المتبرعين.

وللوقاية من المرض، نصح التقرير بضرورة مراجعة الطبيب عند الشعور بأي عارض مرضي، وعلاج داء البول السكري وارتفاع ضغط الدم بطريقة جيدة مع المتابعة المنتظمة، وعدم تناول الأدوية المسكنة والمضادة للالتهابات من دون استشارة الطبيب، والكشف الدوري بمعدل مرة واحدة على الأقل كل عام خصوصاً بعد سن الأربعين، ومكافحة مشكلة (البدانة)، مع التأكيد على ضرورة الإقلاع عن التدخين.تتراوح نسبة الإصابة بأمراض الكلى على مستوى العالم وتتفاوت من بلد إلى آخر، ولكن تعد الولايات المتحدة الأعلى نسبة في العالم، حيث تصل إلى 240 حالة جديدة لكل مليون من السكان في العالم الواحد، وتنخفض النسبة في بعض الدول الأوروبية إلى 60 حالة جديدة لكل مليون من السكان في العام.

ويقسم الدكتور (سعيد محمد الغامدي) استشاري أمراض الكلى مرض الفشل كلوي، إلى نوعين: الفشل الكلوي الحاد، والمعروف علمياً بأنه (توقف تسارعي حاد في عمل الكلى) وهو قابل للعلاج، وهذا يعني أن المريض الذي يصاب بهذا المرض سيتمكن من استرجاع وظائف الكلى إذا تم التدخل العلاجي في الوقت المناسب.أما النوع الثاني فهو الفشل الكلوي المزمن وهو تدهور بطيء ومستمر وغير محسوس في عمل الكلى، وهو غير قابل للاسترجاع، وهذا يعني أن المريض المصاب بالفشل الكلوي إلى مرحلة متأخرة يصبح عندها مصاباً بالفشل الكلوي الدائم والذي يحتاج إلى العلاج بالغسيل أو إلى زراعة كلية.

ويؤكد الدكتور (الغامدي) أن مرض الفشل الكلوي بالمملكة في تزايد مطرد، لأسباب عديدة، على رأسها زيادة معدلات البدانة خصوصاً بين النساء السعوديات، فضلاً عن التدخين وعوامل أخرى، مشيراً إلى هذا المرض قد يكون خافياً على المريض نفسه في أغلب الأحوال، ولكنه لا يظهر إلا بعد أن تتدهور وظيفة الكلى إلى أقل من 10% من قدرتها، وفي هذه الحالة لابد من اللجوء إلى جلسات الغسيل الكلوي فوراً.ومن المعتقد أن الذين يعانون زيادة الوزن أو السمنة المفرطة أكثر عرضة للإصابة بأمراض الكلى وأن (متلازمة الاستقلاب) المصاحبة لمرض السمنة تؤدي للتعرض للإصابة بمرض الفشل الكلوي.

الحكمة (من اشتاق إلى الجنة سارع إلى الخيرات)



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد