Al Jazirah NewsPaper Tuesday  08/06/2010 G Issue 13767
الثلاثاء 25 جمادىالآخرة 1431   العدد  13767
 

شيء للوطن
نورا العلي

 

(صعبٌ عليك أن تشعر بأن الآخر صخرة! والصخرةُ قد تؤتيك صداها).

في هذه الحياة، نتعرف على ناس كثر، والناس أجناس، بعضهم تربطنا بهم وشائج قربى، وبعضهم مصالح عمل، والبعض الآخر علاقات عابرة، احتكاك، تعايش، اختلاف، توافق..... وهلم جراً.

تصدمك الأشياء ،،، الأشخاص.

تتبدل مفاهيمك ،، تتغير قناعاتك.

تتمنى الوصول إلى مكان بعينه، وإلى شخص معين، لتطلعه على ما تعتقد أنه من صميم عمله ومسؤولياته، وحينما تصل إليه، تكتشف بأنك لم تصل، تعيد حساباتك، تعود إلى ذاتك، تؤمن بأنه: (حين يطغى الحس على النفس... تتبخر الروح).

تعود لتتقوقع على نفسك، تؤثر العزلة، تقفل أبوابك، لتؤكد بأن (... كل إقفال نتيجة فتح!) وكل توارٍ هو نتيجة موقف.

الوطن ساحة الإبداع والعطاء، ترجمة الإخلاص.

الوطن يبقى فوق الأشياء.. يعلو ويسمو كي يظل خيمة، وواحة أمن وعطاء.... أن نحبه.... يجب أن نعطيه حقه.... أن نخلص له، لابد أن يتميز العطاء ليبقى شامخاً... وليعلو البناء.

أن تحب الوطن فبالتأكيد ستكون مخلصاً له.. متفانياً في سبيله. ما أجمل العطاء المخلص والأجمل أن تحب العمل لأجله. حتى ينهض الوطن، ونحافظ على ثرواته ومكتسباته, لا بد أن نحب العمل، لتشرق شمس النهضة، وليتقن الكل عمله، لا بد أن يحبه، وحب العمل مسؤولية، ومن يفرط في مسؤوليته يتحمل تبعات تفريطه، وإذا لم تستطع حب عملك، اتركه فوراً, مهما كنت، وأي كان عملك، لأن (.. الحُبّ لا يُمنح، ولا يُعطى، ولا يُشرى، ولا يُفرض، ولا يُقرض..

الحُبّ هو الشيء الوحيد في الحياة الذي يدور خارج المقايضات! ليس للحُبّ سُوق!)

كانت الوزارات فيما أظن تطمح لجيل مستنير... مبدع.. واعٍ، لمفكر ذي رأي ولقارئ متنور جيد، لكاتب مخلص، بل وكانت تستقطب الأشخاص المثقفين من الخارج كي يساهموا في رفع مستوى النهضة في مجالات عدة، وتجزل لهم العطاء، تسأل عن المثقف لدينا، تسأل كي يجيب ونفخر به، والآن (.. تبادلا الأدوار!) هو يبحث... يسأل و(.. صار السؤال يقف ببابها يستجدي إجابة، فيرجع كسيراً بخفي حنين) بل (.. صارت تمن عليه أنها تحييه، إن حيّته) وكأنه أصبح لدينا فائض من المثقفين.

آخر الكلام

فإن بلغت نفسي المنى, فبعزمها

وإلا، فقد أبلغت في حرصها عذرا

(المتنبي)

ما بين الأقواس من قصيدة (أنفاس ودخان) للدكتور عبدالله الفيفي

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد