Al Jazirah NewsPaper Tuesday  08/06/2010 G Issue 13767
الثلاثاء 25 جمادىالآخرة 1431   العدد  13767
 
انتصرت غزة... وخسر الكيان الصهيوني
محمد بن ضميان العنزي

 

إرهاب دولة وقرصنة.. هذا هو أبسط وصف قانوني للجريمة الإرهابية التي ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيوني بحق ركاب أسطول الحرية الذي كان متوجهاً إلي قطاع غزة لكسر الحصار الذي يفرضه الكيان الصهيوني الغاصب على غزة منذ أكثر من أربع سنوات، وعلى مرأى ومسمع من العالم كله.

العالم الحر الآن مطالب بالدفاع عن الضمير الإنساني الذي اغتالته القوات الصهيونية باعتدائها على ركاب سفينة الإغاثة الإنسانية التركية (مرمره) والمطلوب هو إحالة مرتكبي المجزرة وكل من شارك باتخاذ القرار بارتكابها من الصهاينة إلي المحكمة الجنائية الدولية وفقاً لنظام المحكمة الذي يتيح للمدعي العام فيها بتحريك الدعوى الجنائية ضد مرتكبي الجريمة، هذا بالإضافة إلى أن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يجب أن يدعى للانعقاد بأسرع وقت للعمل على تشكيل لجنة تحقيق في هذه الجريمة الإرهابية التي تعتبر تحدياً سافراً للقانون الدولي، وكذلك مطالبة مجلس الأمن الدولي للقيام بواجباته الدولية للحفاظ على الأمن والسلم العالمي الذي انتهكه الكيان الصهيوني الغاصب باعتدائه الإرهابي على سفينة أسطول الحرية التركية (مرمره).

وأما بالنسبة للدول العربية فإننا نناشد كافة القادة بأن يتخذوا القرارات التي تناسب الجرائم التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني عامةً وقطاع غزة خاصةً، وبما يحقق تطلعات وآمال الشعوب العربية وأولها فتح معبر رفح بشكل نهائي والعمل على تحقيق المصالحة بين كافة الفصائل الفلسطينية.

وحان الوقت للتوجه للأمم المتحدة بكل قوة للمطالبة بتطبيق كافة القرارات الدولية التي تنص على إزالة الاحتلال من الأراضي الفلسطينية وعودة اللاجئين الفلسطينيين ورفع الحصار عن قطاع غزة ومحاكمة مجرمي الحرب الصهاينة عن كل الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني منذ قيام الكيان الصهيوني وحتى الآن فالمطلوب هو وقفة تاريخية؛ لأن العالم الآن أدرك الوجه القبيح للكيان الصهيوني وهذه فرصة تاريخية يجب أن يستغلها القادة العرب.

وإن الدور التاريخي الذي تقوم به تركيا حكومةً وشعباً في نصرة القضية الفلسطينية العادلة يعتبر تحولاً استراتيجياً يجب أن يستفيد منه العرب عبر التنسيق الكامل مع الدولة التركية المسلمة لهزيمة الكيان الصهيوني في كافة المحافل الدولية وإجباره على الانسحاب الكامل وغير المشروط من كافة الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة، فكل الشكر والتقدير للحكومة والشعب التركي البطل ولكافة أحرار العالم المشاركين في قافلة أسطول الحرية، ونسأل الله الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى الذين بذلوا أرواحهم في سبيل نصرة الحق.

حقاً لقد اتضح للعالم بأسره بعد الجريمة الإرهابية التي ارتكبت بحق قافلة أسطول الحرية مدى عدوانية الكيان الصهيوني وانتهاكه لكافة القوانين الدولية، وبذلك فإن غزة قد انتصرت وخسر الكيان الصهيوني ونحن بانتظار الموقف التاريخي لقادة الأمة الإسلامية والعربية، وكلنا ثقة بأن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله ورعاه- وهي الداعم القوي والمستمر للقضية الفلسطينية سيكون لها موقف حاسم في نصرة الحق يعبر عن قوة مكانتها الدولية والإسلامية والعربية.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد