Al Jazirah NewsPaper Wednesday  09/06/2010 G Issue 13768
الاربعاء 26 جمادىالآخرة 1431   العدد  13768
 
مدائن
بحيرة الرياض الكبرى (1-2)
د. عبدالعزيز جار الله الجار الله

 

لكل أمة أحلامها الكبيرة التي تراودها زمناً طويلاً سواءً كانت تلك الأحلام في (مربع) المستحيلات أو كانت قابلة للتنفيذ حيث يتحول الحلم مع الإصرار إلى هدف تحققه الأجيال في إحدى المراحل، ومن تلك الأحلام التي تحققت وأثرت في تاريخ وحضارة بلادنا حفر قناة السويس التي ربطت البحر الأبيض المتوسط ببحرنا الأحمر، ومن أحلامنا التاريخية توحيد بلادنا وحدة هذه الأقاليم وإنشاء الهجر الذي تحول إلى مشروع حضاري في توطين البادية ومعها تحولت تلك الهجر إلى مدن, واكتشاف النفط بكميات تجارية واقتصادية، وإنشاء المدينتين الصناعيتين الجبيل وينبع, والتطور العلمي في تقنيات تحلية المياه لتصبح مياهنا محلاة من البحر، وربط المملكة براً بمملكة البحرين عبر جسر الملك فهد.

وهناك حلم خالد ما زال في بال الكثيرين من القياديين والبيئيين والاستيطانيين والجغرافيين والأدباء والمفكرين هذا المشروع هو حفر قناة تربط البحر الأحمر بالخليج العربي لتربط غرب المملكة بشرقها كما هو بحر العرب الحفر الأخدودي الطبيعي الذي يربط بين محيطين الهندي والأطلسي وأيضاً شط العرب الذي شق طريقه ليربط دجلة بالخليج العربي وبالتالي ربط ثقافتين خليج العرب الذي يضم بالجوار بلاد شرق العالم الإسلامي القديم بلاد السند والبلوش وفارس والقارة الهندية وحضارة العراق ربطه بالبحر الأحمر الذي يضم حضارة الشام ومصر والبحر الأبيض المتوسط وإفريقيا.. تلك القناة لو قدر لها أن تكون لغيرت وأثرت في ثقافة وسط المملكة وجعلتها بإذن الله من صحراء يابسة وجافة إلى صحراء رطبة وشاطئية.

وللملك عبدالله يحفظه الله سجل نير في التغيرات الحضارية في بلادنا مثل المدن الجامعية والمدن الاقتصادية والمدن الاقتصادية والمدن الصناعية والمدن الطبية. فالرياض التي عاشت العطش البيئي طوال تاريخها الحضاري.. والرياض التي عاشت بين مظهرين جغرافيين جبال السروات غرباً وقوس الدهناء شرقاً، بقيت جافة ويابسة إلا من أمطار ترطبها بسحب غير منظمة تجدب سنوات وتفيض أخرى كل ربع قرن تموت أشجارها الموسمية والقصيرة ويجور عليها الرعاة من أهل الإبل والماشية ومياهها وسط هضبتها الوسطى نصف مالحة تغور من عام إلى عام ولذا لا فارق أن نسحب الماء من طبقات مالحة أو نجلب من مياه البحر المالحة إذا كانت لنا إرادة في أن نجعل للرياض بحيرة وضفاف شاطئية.

يا ملك البلاد كان للأجيال التي قبلنا حلم ربط البحر الأحمر بالخليج العربي عبر قناة مكشوفة.. وإن كان هذا الحلم بانتظار الإرادة والمال والحاجة والتقنيات فإن لنا هذا الجيل حلما يوازي ذلك الحلم وهو إنشاء بحيرة على بعد حوالي (100) كم من الرياض قطرها التقريبي (10) كم في منطقتي الوسيع وسعد شرقي الرياض بأن يمد لها أنبوب مائي -خط ماء- من الجبيل والدمام أو الأحساء أسميه من الآن: «قناة الملك عبدالله للبيئة» قناة مغطاة تضخ مياهها شبه المحلاة في البحيرة لسقيا البشر والشجر والطير وحتى الحجر ليكون متنزه لمنطقة الرياض ولدعم الحياة البيئية الفطرية من الأشجار والحيوانات والطيور ويؤسس لهذا المشروع إدارة لاستثمار المياه تجارياً وإيجاد أوقاف تصرف على هذا المشروع وتنميته اقتصادياً وحضارياً. أما تفاصيل هذا المشروع ففي عدد السبت القادم.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد