Al Jazirah NewsPaper Friday  11/06/2010 G Issue 13770
الجمعة 28 جمادىالآخرة 1431   العدد  13770
 

شجرة العلم (2-3)
عبدالعزيز بن سليمان بن عبد الله التو يجري *

 

سمى الله العلم جهاداً كبيراًً, قال تعالى: {وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا * فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا} (51-52)، وهذه الآية مكية والمقصود بالجهاد جهاد القرآن والبيان.

وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ} (73) سورة التوبة, وجهاد المنافقين يكون بالحجة والبيان، لذا قال بعض العلماء: طلب العلم أفضل من الجهاد في سبيل الله (جهاد التطوع).

يقول ابن القيم: الجهاد بالحجة والبيان أفضل من الجهاد باليد والسنان. ويقول أيضاً: وتبليغ سننه إلى الأمة, أفضل من تبليغ السهام إلى نحر العدو لأن تبليغ السهام يفعله كثير من الناس وأما تبليغ السنة فلا يقوم بها إلا ورثة الأنبياء وخلفاءهم في أممهم.

ولقد أحسن من قال:

ومداد ما تجري به أقلامهم

أزكى وأفضل من دم الشهداء

يا طالب علم النبي محمد

ما أنتم وسواكم بسواء

والجهاد في سبيل الله يطلق على الجهاد ويطلق على طلب العلم ودعوة الخلق به إلى الله.

ولهذا قال معاذ رضي الله عنه: (عليكم بطلب العلم فإن تعلمه لله خشيه, ومدارسته عبادة, ومذاكرته تسبيح, والبحث عنه جهاد). وفي سنن الترمذي ( من خرج في طلب العلم فهو سيبل الله حتى يرجع ), وقرن الله تعالى بين الكتاب المنزل والحديد الناصر بقوله تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ} (25) سورة الحديد.

إن نبيكم عليه الصلاة والسلام هل طلب الزيادة في المال؟ ( لا), هل طلب الزيادة في الشجاعة؟,

(لا), إنما طلب الزيادة في العلم فقط {وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا}, ولم يزل الرسول صلى الله عليه وسلم في زيادة حتى توفاه الله عز وجل حتى كان الوحي أكثر ما كان يوم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم . فالعلم لا ينتهي إلى مرحلة دراسية، أو وظيفة, أو شهادة عالية, العلم لا ينتهي إلا إلى الله {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ}. قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: (إنما أطلب العلم حتى أدخل القبر) وكما قيل من المهد إلى اللحد، ومن المحبرة إلى المقبرة .

* خطيب جامع الشيخ ابن عثيمين بالخبر

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد