Al Jazirah NewsPaper Friday  11/06/2010 G Issue 13770
الجمعة 28 جمادىالآخرة 1431   العدد  13770
 
المواد الاجتماعية.. المقرر الدراسي الجديد
عبد لله بن ناصر الحديب *

 

ضمن سلسلة تطوير المقررات والمناهج الدراسية التي تضطلع بها وزارة التربية والتعليم يتسلّم طلاب وطالبات الصف الرابع الابتدائي كتاب «التربية الاجتماعية والوطنية»، كما يتسلّم طلاب وطالبات الصف الأول بالمرحلة المتوسطة كتاب «الدراسات الاجتماعية والوطنية» للعام الدراسي 1431 - 1432هـ، وقد اتبع في هذين الكتابين الأسلوب التكاملي الذي يربط مواد الاجتماعيات - التاريخ والجغرافيا والوطنية - بمقرر دراسي واحد، مقسم إلى وحدات دراسية وفق الموضوعات.

يعد هذا المقرر الجديد حصيلة جهد وعمل تسع سنوات ونيف ابتداءً من سنة 1419هـ في صياغة وثيقة الدراسات الاجتماعية حتى رأى الكتاب النور وتمت طباعته، وسيطبق بالتدريج على المرحلتين الدراسيتين الابتدائية (الخامس ثم السادس)، والمتوسطة (الثاني ثم الثالث)، وقد يشمل المرحلة الثانوية في السنوات القادمة.

لقد أخذ إصدار هذا المقرر الجديد وقتاً وجهداً طيباً في صياغة وثيقته، وتم ذلك على يد نخبة من أبناء هذا الوطن الغالي من منسوبي وزارتي التربية والتعليم، والتعليم العالي المتمثّل في أعضاء هيئة التدريس بالجامعات، فهو إذن عمل محلي أو لنقل مجازاً «صناعة سعودية»، وهذا لا ينفي أن يكون هذا العمل فيه قصور لأنه يظل عملاً بشرياً يعتريه النقص هذا من جهة، ولأنه من خلال التنفيذ والتدريس يمكن أن تظهر الملاحظات من جهة أخرى، الأمر الذي يحتاج معه إلى تدوين الملاحظات كي يمكن تلافيها.

لست هنا بصدد كيل الثناء لهذا المقرر الجديد أو التقليل منه، رغم انتقاد أحد أساتذة المناهج له بأنه لا يعد منهجاً تكاملياً إنما يمثِّل أحد مداخل التدريس وهو الأسلوب التكاملي للمواد الاجتماعية ومع ذلك يظل رأيه رأياً شخصياً نحترمه، وما أريده هنا أننا ونحن أولياء أمور ومعلمين وقبل ذلك عندما كنا في مرحلة الدراسة طلاباً اعتاد تفكيرنا التقليدي (النمطي) أن مواد الاجتماعيات مجزأة إلى تاريخ وجغرافيا ثم وطنية في جميع المراحل الدراسية، مما يجعل لدى الكثير موقفاً سلبياً لهذا المقرر الجديد الذي أراد أن يربط بين هذه المواد الثلاث بمادة دراسية واحدة، ولذلك قد نحتاج إلى عقد أو عقدين من الزمان حتى يألف ولي الأمر والمعلم والطالب تلك المواد الثلاث في مادة دراسية واحدة.

مما لا شك فيه أن المرء عدو ما يجهل وهي نظرة الكثير لما هو جديد بأنه غير مقبول أو غير مناسب ومن منطلق هذه الفلسفة أو هذه القناعة تأتي ردة الفعل المسبقة برفض ما هو جديد حتى وإن كان الأفضل.

ومن باب المقارنة فإن مادة العلوم التي تعد مثالاً جيداً للمادة الدراسية الواحدة، حيث استطاعت تحقيق التكامل بين ثلاث مواد الأحياء، والكيمياء، والفيزياء في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة ثم جاءت مجزأة في المرحلة الثانوية، ولو كان الأمر بالعكس أي تصبح مجزأة في المرحلة المتوسطة أو الابتدائية فإنها قد تقابل بالسلبية وسيلاحظ عليها التجزئة.

أمام النظرة التقليدية وإزاء الموقف الحذر من الجديد وأحياناً الرافض له تأتي مهمة مشرف ومعلم المواد الاجتماعية بأن تكون لديهما القناعة الداخلية بالمادة الجديدة بصورتها المتكاملة وإلمامهما بمزايا وأهمية ذلك التكامل لكي يتحقق الوعي والتأثير من المشرف للمعلم بهذا المقرر الجديد والذي بدوره يكون فاعلاً و مؤثّراً على الطالب.

* مشرف تربوي - إدارة التربية والتعليم بالخرج


 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد