نظام ساهر.. هذا النظام الذي أصبح مصدر حديث وإزعاج للناس ومادة دسمة للصحافة تناولته بالنقد وبالتساؤل عن سبب تطبيق هذا النظام قبل نشر توعية متكاملة في وسائل الإعلام المختلفة.. وكذا في الميادين العامة والشوارع وأمام المجمعات التجارية والمساجد، ويتساءلون عن سبب تطبيقه في مدينة الرياض وحدها.. وهل هذه المدينة وسكانها حقل تجارب؟.. فهذا ليس فيه عدل، وتساءل عدد من الكُتَّاب عن مدى مشروعية نظام الجباية وهذه الغرامات المرتفعة التي أزعجت المواطنين والمقيمين وخلقت مشاكل عائلية وأضرت بالكثير من الناس مادياً بسبب مخالفة أبنائهم أو مكفوليهم من السائقين.. وقد بلغت بعض الغرامات في يوم واحد 1500 ريال وأكثر.
وقد تناولت الصحف هذا الموضوع بعناوين مختلفة على النحو التالي:
1- كتبت الكاتبة سمر المقرن في زاويتها (مطر الكلمات) في جريدة الجزيرة في العدد رقم (13754) الصادر يوم الأربعاء الموافق 12-6-1431هـ تحت عنوان: (ساهر) تطرقت إلى فاعلية هذا النظام لكنها طرحت الكثير من الاستفسارات.. وكذا العديد من الملاحظات.
2- اللواء الدكتور سعيد بن ناصر المرشان كتب مقالاً في جريدة الجزيرة في نفس العدد الصادر يوم الأربعاء الموافق 12-6-1431هـ جاء تحت عنوان: (ساهر ونقص الإرشادات والتوعية المرورية) وتطرق الكاتب إلى أنه يفترض ألا يطبق نظام (ساهر) مباشرة دون أن يكون هناك إرشادات مرورية كافية سواء ما يتعلق منها باللوحات الإرشادية في الشوارع.. أو ما يتعلق بنظام (ساهر) نفسه، حيث يتعين قبل تنفيذ النظام أن تسبقه توعية شاملة تبين المقصود به، ومتى يبدأ تسجيل المخالفة سواء عند الوقوف أمام الإشارة الضوئية أو في التقاطع أو في الاتجاه إلى اليمين أو دخول الدوار وغير ذلك من الأمور المهمة التي يجب أن تكون معروفة بين الناس حتى لا يقعوا في المخالفات.. وقد تطرق إلى أمور أخرى ومنها أن أحد زملائه وصلت مخالفاته إلى 4000 ريال في وقت قصير، إلى غير ذلك من الروايات التي يكاد من يسمعها لا يصدقها، وقد طلب الكاتب في المقال من الإدارة العامة للمرور أن تعيد ترتيب الأوراق وأن تأخذ بأسلوب حل المشكلة كاملة من جوانبها الثلاثة (الوقاية والمكافحة والعلاج)... إلخ.
3- وفي جريدة الجزيرة كتب الأستاذ د. عبد العزيز الجار الله في عموده (مدائن) مقالاً جاء تحت عنوان (ساهر هل هو رادع؟) تطرق فيه إلى ما ترتب على تطبيق هذا النظام من مآسٍ وأضرار لحقت بالمواطنين والمقيمين، وطرح عدة تساؤلات موجهة لكل من الإدارة العامة للمرور وتساءل فيها: هل تحوَّل المرور إلى مركز للجباية والتحصيل؟.. ورسالة لمعالي وزير العدل تساءل فيها مع معاليه قائلاً: هل وافقت يا معالي الوزير على نظام (ساهر).. وتأكدتم أنه يحقق العدالة ويتماشى مع الأنظمة الحقوقية ولا يظلم أحداً؟.. ووجه سؤالاً إلى معالي وزير المالية: هل الإجراءات التي يتخذها نظام (ساهر) تتطابق مع أنظمة ولوائح وزارة المالية من حيث التحصيل والإيداع في خزينة الدولة وفق الدليل الإجرائي المتبع في الإجراءات الحكومية؟
وطرح عدة تساؤلات أخرى على وزير المالية حول نظامية هذه الغرامات.. وعدة تساؤلات أخرى طرحها على مدير عام المرور... إلخ.
والمقال جيد جداً وفيه تساؤلات وطروحات إيجابية حول الموضوع.
4- وفي جريدة الجزيرة في عددها رقم (13756) الصادر يوم الجمعة الموافق 14-6-1431هـ كتب الأستاذ محمد بن أسعد الفيفي مقالاً تحت عنوان: (ساهر هل أصبح جائراً؟) تطرق فيه إلى شرح لمعاناة كثير من الناس بسبب هذا الساهر الذي أسهر الناس وأزعجهم وقضَّ مضاجعهم، وضرب مثلاً لمعاناة أحد المواطنين الذي تحدثت عنه زوجته في كتاباتها قائلة: تفاجأنا أن نظام (ساهر) مرسل لنا مخالفات قيمتها 1500 ريال - حسبنا الله ونعم الوكيل - خلال يومين صدرت هذه المخالفات الثلاث.. ووالله إن زوجي أصابه الهمّ وخفت عليه أن يرتفع الضغط عليه خصوصاً أنه راح يدفعها.. وما يبقى عندنا مصروف ولا ريال للبيت والأولاد.. وقال الكاتب: لا أدري.. هل هو إحساسي بهذه السيدة هو الذي جعلني أصر على كتابة هذه الكلمات.. أم تذمر أصدقائي الذين أصبحنا حينما نلتقي نتبادل قبل السلام عبارة: (هل هناك ساهر بمخالفة جديدة؟).. أم هل هو التذمر قبل السلام عبارة (هل هناك ساهر بمخالفة جديدة؟) أم هل هو التذمر الجماعي من سكان الرياض الذين جعلهم يتساءلون كيف أصبح المرء ينام ويستيقظ في اليوم التالي.. وفي جواله رسالة من الأخ (ساهر)، بل إنها أصبحت همّاً جسيماً فإن لم تسدد فإن سياط المضاعفة للمخالفة ينتظر على أحر من الجمر.
ومن ثم تطرق الكاتب إلى بعض التساؤلات المعقولة والعقلانية حول هذا النظام وعدم أسبقية وضع اللوائح الإرشادية التوعوية.. إلى آخر المقال.
حقيقة الأمر الناس - كل الناس يعيشون في قلق وخوف وعدم اطمئنان لهذا الساهر الذي انفرد بإزعاج الناس.
لهذا وبعد الاستعراض الواضح أعلاه لبعض ما تناولته الصحافة حول هذا الساهر.. نضع الأمر بكل احترام وتقدير أمام أنظار صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية.. ونلتمس من سموه الكريم أن يوجه الإدارة العامة للمرور بإيقاف هذا الساهر حتى تتم إعادة النظر ويدرس نظام الساهر من كل جوانبه حماية لأمن وراحة وسلامة المواطنين والمقيمين الذين تسهر حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو نائبيه على راحتهم وأمنهم وعدم الإضرار بهم ورفع المعاناة عنهم.
هذا ما رأيت التنويه عنه في هذه المقالة.. وقد عانينا من هذا الساهر ما عاناه الآخرون.. ونسمع الكثير والكثير من تذمُّر المواطنين ومعاناتهم.
وأنا على يقين بأن إعادة النظر في هذا الساهر فيه ما يرفع المعاناة عن الناس وتأمين راحتهم وسلامتهم وأمنهم بطريقة تكفل راحة وأمن وحقوق الجميع بأسلوب لا ضرر ولا ضرار.
وفي اعتقادي أن مضاعفة وتكثيف البوليس السري (السيار) فيه الكثير من الفوائد للحد من المخالفات وكذا متابعة (أبالسة الإنس) من شباب مراهق ومتهور يتخذون من الشوارع الخلفية والحارات وأمام المدارس مسرحاً لنشاطهم الإجرامي الذي راح ضحيته الكثير من الشباب.
هذا هو المطلوب من المرور.. نسأل الله له الإعانة والتوفيق.. والله أسأل أن يوفق ولاة أمرنا لما فيه الخير والسعادة في ظل قيادتنا الرشيدة.
*عضو مجلس منطقة الرياض