اطلعت على ما ينشر في جريدة الجزيرة حول أخبار الحوادث المرورية التي تقع في الطرق السريعة وخاصة في طريق الرياض - مكة المكرمة السريع.., وأود أن أعقب على الحوادث التي تقع في المنحدرات الخطرة مثل (طلعة القدية) والتي تقع غرب مدينة الرياض على الطريق السريع إلى مكة المكرمة وقد يستغرب البعض من هذا التعقيب، وإنني أدعو كل من يخالجه أي استغراب في الطرح أو سبب عرضي لتقديم مثل هذا الطلب أن يقوم بالنزول شخصياً بسيارته مع (طلعة القدية) التي تقع على مشارف جبال طويق (غرب الرياض) والتي تقع تحديداً على بعد أقل من كيلو متر واحد من حدائق الملك عبدالله العالمية والتي يجري العمل بها حالياً ومن ثم يعود للصعود مرة أخرى إن تيسر له ذلك ولم يحبسه حابس أو مانع من حادث مروع تسبب في إغلاقها لساعات وذلك ليستمتع بجمال وروعة ذلك المشروع الجبار الذي اختصر المسافات والوقت بفضل من الله ثم بفضل ما تقدمه الدولة -وفقها الله- باتجاه أطهر بقاع الأرض (مكة المكرمة).. كما إنني أتمنى وأدعو المولى عز وجل أن تخلو تلك الجولة من أحد المنغصات اليومية والتي نراها بفصولها المتنوعة والمروعة اليومية بحكم مرورنا مع هذا المنحدر بصفة شبه يومية فبين ناقلة تسحق مجموعة من المركبات وبين مصابين ووفيات وبين حرائق واحتجازات والتي يلعب بطولة فصولها التي تحاكي أروع أفلام (هوليود) أفواج من الناقلات تتراقص بتجاوزاتها وسرعتها ووقع ضحيتها آلاف الأبرياء منذ سنوات وهي تنتظر تدخل المسؤولين عن الطرق السريعة وتحسين السلامة المرورية فيها لإنهاء المآسي وخاصة المنحدرات الخطرة منها مثل هذه الطلعة.

إنني أتساءل عن أسباب ذلك الصمت المطبق وعدم التحرك الجدي من الجهات المعنية على الرغم من التوجيهات المتلاحقة لإمارة منطقة الرياض ممثلة في سمو أميرها وسمو نائبه -حفظهم الله ورعاهم- لحل هذه المشكلة فكم نحتاج من الوفيات والإصابات والتلفيات في الممتلكات لتتعلم تلك الجهات الدرس، وبالمناسبة تذكرت أن الدول والأفراد يسعون لتحقيق الأرقام القياسية للدخول في عالم الشهرة ومنها موسوعة (جينيس للأرقام القياسية)، حيث إن موسوعة جنس من أشهر الموسوعات التي تقوم على تسجيل ما يتحقق من أرقام قياسية في مجالات شتى ومن هذا المنطلق وبما أننا نملك ما يؤهلنا لدخول تلك الموسوعة بدون أن يكلفنا الأمر سوى تقديم طلب ولا شيء سوى ذلك لكوننا وبفضل من الله وبلا حول ولا قوة منا امتلكنا العديد من الجهات المعنية التي عملت ومازالت تعمل بصمت!! طيلة أكثر من 30 عاماً كانت حصيلته آلاف الحوادث في منحدر واحد هو (طلعة القدية) والتي ستؤهلنا وبدون منافس لتحقيق أعلى الأرقام في حوادث المنحدرات بالموسوعة وليس من باب النكتة أن أطالب المسؤولين في القطاعات المعنية بهذا الأمر بتقديم هذا الطلب إلى الموسوعة لنحتفي جميعاً بنتاج الصمت ولنفرح سوياً بما حققته الجهات المعنية بحوادث (قديتنا) العزيزة والتي كانت ولازالت هي البوابة الغربية لعاصمتنا الحبيبة الرياض منذ القدم لعلنا بدخولنا لتلك الموسوعة نكون قد قمنا بواجبنا تجاه صمت تلك الجهات لترضى عنا ولتقوم بواجبها أو لنعود لنبحث عن موسوعة أخرى.

وقبل أن أختم حديثي أتمنى من الجهات ذات العلاقة وعلى رأسها وزارة النقل والتي قامت بالكثير من الحلول ومنها الطبقة الإسفلتية المانعة للانزلاق، ولكن دون جدوى حيث إنها إحدى الجهات المعنية ولا يخفى عليها ما يحدث في القدية من مآسي وذلك بوضع إستراتيجية لحل هذه المشكلة بإيجاد طريق بديل للناقلات تقل شدة انحداره عن القدية ويتناسب مع هذا النوع من الناقلات، فقد آن الأوان لذلك وخاصة وأن محافظات غرب الرياض تشهد حالياً نهضة صناعية تسببت في زيادة حركة الناقلات، كما أنني أطالب الجهات الأمنية (أمن الطرق- المرور) بتنفيذ التوجيه الصادر من مقام إمارة منطقة الرياض مؤخراً والقاضي بتحويل الناقلات إلى طريق نجم الدين الأيوبي كحل مؤقت وهمسة خاصة لمدير مرور الرياض بإيجاد أكثر من نقطه لكأميرات ساهر في القدية لضبط حركة التجاوز والسرعة والتي هي السبب الرئيس فيما يحدث من مآسٍ.