نشرت جريدة الجزيرة في عددها رقم (13720) خبراً عن السكر والملح وأنهما وحسب الباحثون يضران بالأمريكيين من خلال زيادة نسبة الدهون (الكولسترول) ورفع الضغط وقد خلص الباحثون إلى ضرورة تغيير الأمريكيين لعاداتهم الغذائية وأن على شركات الأغذية السعي لفطامهم عن المنتجات المشبعة بالملح والسكر وبغير ذلك فالصحة العامة ستتدهور للصغار والكبار وبما أننا نعيش في عالم واحد فلسنا ببعيدين عن الأمريكيين وبالتالي كما أن هذه النصائح موجهة لهم هي موجهة لنا كذلك في الوقت نفسه خاصة أن استهلاكنا لهذين المنتجين اللذين يسميان «السُمين الأبيضين» كبير جداً على اعتبار أن التوعية بخطرهما عندنا ضئيل جداً حتى أنني استخدمت في إحدى المرات أمام أحدهم السكر الخالي من السعرات الحرارية في كأس الشاي الخاص بي فسألني ذلك الشخص بدهشة هل بك مرض السكري وأنت في ريعان الشباب؟! وعندما أجبته بلا ازدادت دهشته أكثر وما أريد أن أصل إليه أننا نحتاج من الجميع خاصة حماية المستهلك بالتعاون مع الأطباء تنظيم حملات توعية مدروسة تغرس في الناس خطر السكر والملح بعيداً عن مسألة السعر وارتفاعه أو انخفاضه سواء في المدارس أو الشوارع أو المنازل لأن المسألة بالنسبة لمنتج السكر بالذات ليست مجرد سمنة نستطيع القضاء عليها ببعض التمرينات الرياضية بل أمراض صامتة تخرج للشخص في فترة من فترات عمره لنجد أنه مصاب بها حينها ستتحول التوعية من عامة إلى توعية خاصة بالمريض الذي تجده جهلاً منه يمتنع أو يقلل من استهلاكه للملح والسكر وفي الوقت نفسه يشتريهما بكميات كبيرة لبقية أفراد أسرته فيعيد بذلك المأساة إن صح التعبير بعد سنوات لأحد أفراد عائلته أو جميعهم وهذا في نظري مرده ضعف الثقافة والوعي الصحي الذي جعلنا لا نستسيغ طعم الأكل أو الشراب دون ملح وسكر مع أن من أجبر نفسه في البداية على الاستغناء عنهما وجد أن هذا ممكن لدرجة أنه لم يعد يشعر بلذة الأكل والشرب في حال وجودهما.
وأخيراً لمن غضب من ارتفاع سعر السكر في الفترة الماضية لظنه أنه لا يستطيع العيش دونه أذكره أن الواقع خلاف ذلك فالحياة دون السكر ألذ وأدوم للصحة خاصة أن الموجود في الأسواق هو سكر صناعي وليس طبيعياً أما المدهش إن سمحتم لي فهو أنه صادف أنني كنت أتصفح كتاباً للطبخ فهالني حين عرفت أن ما يسمى بالتوفي الذي يغطي ويتمازج مع الحلويات يصنع من السكر حيث تتلخص طريقة إعداده بحرق كمية من السكر على نار عالية الحرارة حتى يتحول السكر إلى مادة سائلة تميل إلى اللون الذهبي ليضاف إليها علبة من القشطة وقليل من الماء والكارثة أن السكر الصناعي المتوفر في الأسواق ينصح الأطباء بعدم تعريضه لحرارة النار العالية لأنه ينتج عن غليه في الماء عند إعداد الشاي على سبيل المثال مواد كيميائية قد تصيب بالسرطان فكيف الحال عندما يتم حرق السكر بالنار مباشرة والمشكلة الكبرى أن غالبية إن لم يكن كل محلات الحلويات تمتلئ وتعج بالحلويات والشكولاتات التي يدخل في صنعها ما يسمى بالتوفي المصنوع من السكر المحروق فهل قامت جهة كإحدى الجامعات الطبية أو مراكز الأبحاث وتأكدت من سلامة ما يقومون به وحللت المادة الناتجة عن حرق السكر لأن السرطان وغيره من الأمراض صارت تفتك بنا دون سبب واضح وقد يكون السكر المحروق أو السكر الذي تعرض لدرجة الغليان بالماء أحد أسبابه.
علي بن زيد القرون - حوطة بني تميم