Al Jazirah NewsPaper Monday  14/06/2010 G Issue 13773
الأثنين 02 رجب 1431   العدد  13773
 
أضواء
عودة الحراك السياسي العراقي
جاسر الجاسر

 

اليوم يجتمع مجلس النواب العراقي بأعضائه الجدد بعد 101 يوم؛ فقد أخَّرت المشاحنات والخلافات بين قادة الكتل والقوائم الحزبية انعقاد مجلس النواب كل هذه المدة. وحتى انعقاد اليوم لا يثمر عنه إجراء سوى انعقاد بروتوكولي تنفيذاً لمواعيد دستورية؛ حيث يُلزم الدستور أن يُعقد مجلس النواب الجديد في فترة لا تزيد على المئة التي انقضت، وبات حتمياً عقد الجلسة الافتتاحية للبرلمان التي يفترض أن يتم من خلالها اختيار رئيس مجلس النواب الذي لن يتم؛ حيث سيُكتفى باختيار أكبر الأعضاء المنتخبين الجدد سناً ليرأس الجلسة الافتتاحية.

جلسة اليوم رغم أنها ستقتصر على إجراءات بروتوكولية إلا أنها ستطلق فعالية العمل السياسي العراقي، فقبل بدء الجلسة الافتتاحية كان النشاط السياسي يقتصر على بناء التحالفات ومحاولة الوصول إلى اتفاق على من يشغل المناصب الرئيسة الثلاثة: رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس النواب وأخيراً - وهو الأكثر تعقيداً - رئاسة مجلس الوزراء.

التفاهمات والتحالفات بين قادة الكتل والقوائم السياسية تمت قبل يوم من عقد الجلسة الافتتاحية؛ حيث تم لقاء بين القطبين الأكثر تأثيراً في الوضع السياسي؛ فقد التقى الدكتور أياد علاوي، وبرفقته طارق الهاشمي، بغريمه السياسي نوري المالكي، في مقر رئاسة الوزراء الذي يحلم به كلا الرجلين؛ فإياد علاوي رئيس القائمة العراقية يُمنِّي النفس بأن يخلف المالكي في موقعه، فيما يتشبث الثاني بهذا الموقع محاولاً بشتّى السبل إزاحة كل مَنْ ينافسه على ذلك حتى حلفائه الأقربين، وليس غريمه السياسي؛ ولذلك فشل لقاء القطبين المتنافسين، وهو ما كان متوقعاً؛ ما أبقى الوضع على حاله، وإن حصلت بعض المتغيرات، وبالذات التحالف الجديد بين قائمة دولة القانون والائتلاف الوطني برئاسة عمار الحكيم، هذا التحالف الذي يحاول أن ينتزع حق التكليف بتشكيل الحكومة الجديدة من القائمة العراقية التي لها 91 مقعداً، فيما يجمع التحالف الجديد 159 مقعداً، برغم شكوك التزام التيار الصدري الذي له 40 مقعداً، والذي يعترض بشدة على إصرار نوري المالكي على التشبث بالكرسي، ويعدُّ ذلك إصرارًا على الدكتاتورية التي حاربوها؛ ولهذا فإن كثيرًا من نواب هذا التحالف يرشحون الدكتور عادل عبدالمهدي القيادي في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية، فيما يحاول علاوي استمالة التيار الصدري لصفوفه ليحصل على كرسي رئاسة الحكومة، خصوصاً أن معسكره يشيع بقدرته على كسب أصوات التحالف الكردي؛ ما يوصله إلى أكثر من 200 صوت.



jaser@al-jazirah.com.sa

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد