Al Jazirah NewsPaper Monday  14/06/2010 G Issue 13773
الأثنين 02 رجب 1431   العدد  13773
 
سلامة الدم مسؤولية كل فرد منا
عبدالله بن زامل الدريس

 

يعلم الجميع أن الحاجة ازدادت في السنوات الأخيرة إلى الدم ومشتقاته، وذلك نتيجة للتقدم الطبي والتوسع في إجراء العمليات الكبيرة المختلفة مثل عمليات القلب المفتوح وزراعة الكبد وكذلك ازدياد المصابين من الحوادث المرورية والتي تتطلب حالاتهم نقل الدم لهم لإنقاذهم.

لذلك يعمل المختصون في مجال نقل الدم في كثير من دول العالم على إدخال الفحوصات والأجهزة الحديثة التي تعمل على التأكد من خلو الدم المتبرع به من الأمراض المنقولة عن طريق الدم وكذلك إدخال الطرق التشخيصية التي تساهم في اختصار الوقت ودقة الفحص وإعداد المختصين والمؤهلين في هذا المجال.

ولقد شهدت خدمات نقل الدم تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة في كثير من الدول حيث نظمت الهيئات واللجان المختصة والتي تعمل على وضع الأدلة والضوابط الكفيلة بزيادة مأمونية الدم.

والمملكة العربية السعودية إحدى الدول التي امتازت في العقود القليلة الماضية وتقدمت تقدماً مضطرداً ونمواً متسارعاً فاتسع نطاقها وارتفعت نوعية خدماتها وتفيأ نعيمها القاصي والداني على أرض المملكة وقد أمكن تحقيق ذلك كله بفضل من الله وبدعم سخي ظلت تبذله حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، ولعل التطور الملموس الذي حققته خدمات نقل الدم يقف شاهداً شامخاً على البون الشاسع الذي قطعته الخدمات الصحية في مسيرتها نحو بلوغ غاياتها المرجوة.

ومعظم بنوك الدم مجهزة تجهيزاً مناسباً وحديثاً بالأجهزة والمعدات ويشرف عليها متخصصون في مجالات نقل الدم وتحتاج هذه الأجهزة والمعدات إلى مراجعة دورية شاملة خلال فترات زمنية قصيرة لأن التطورات في المجال الطبي تتلاحق بصورة سريعة.

ولقد كان من العلامات الفارقة في درب تطور خدمات نقل الدم صدور التوجيهات السامية في عام 1406 هـ بمنع استيراد الدم ومشتقاته من خارج المملكة والاعتماد على الدم الذي يجود به المتبرعون محلياً وقد كان هذا التوجيه السديد مدعاة اطمئنان لأولئك المرضى الذين هم في حاجة ماسة لكل قطرة دم يتلقونها فقد سكنت نفوسهم واطمأنت وهم يعلمون علم اليقين أن الدم الذي يسري في أجسامهم قد تم فحص مأمونيته بأحدث الأجهزة وتم اختبار خلوه من كل شائبة مرض بواسطة أدق الكواشف الطبية المتطورة وتم تحديد مواءمته للمريض المعين عن طريق أحدث التحاليل الطبية المتوفرة.

واستشعاراً من الجهات الطبية المسؤولة قامت بتنظيم حملات التبرع الطوعي بالدم على مستوى المملكة واستصحبت ذلك بحملات توعوية لتبيان فوائد التبرع بالدم فإن كانت فائدته جلية وواضحة لمتلقي الدم فإن هناك فوائد عدة للمتبرع كذلك، وقد قامت الوزارات الأخرى والمؤسسات والهيئات بدورها بتنظيم حملات التبرع بالدم بين منسوبيها وساهم الجميع في إنجاح هذه الحملات للتبرع بالدم المرة تلو الأخرى حيث تجاوبوا مع نداءات التبرع بالدم ولم ينضب معينهم متبرعين طوعاً مبتغين مرضاة الله سبحانه وتعالى، كل ذلك مقروناً بمبادرة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بمنح ميدالية الاستحقاق لكل من يتبرع بدمه عشر مرات - وقد تجاوزت الميداليات الممنوحة حتى تاريخه قرابة خمس وعشرين ألف ميدالية - أدى إلى استمرارية إمدادات الدم وتوفير مشتقاته لكل من يحتاج إليها.

ونتيجة للدور الذي تؤديه بنوك الدم في المملكة وتميز الأداء فيها تم اختيار المملكة لرئاسة الهيئة العربية لنقل الدم منذ عام 2005م.

وأثناء ترؤس المملكة لها شهدت خدمات نقل الدم في الوطن العربي تطوراً واضحاً وملموساً حيث أعدت البرامج التدريبية للفنيين وكذلك إقامة الندوات والمؤتمرات العربية للدم ومساهمة خبراء عالميين بالمشاركة فيها.

كما أن للدليل الموحد الذي أعدته الهيئة والنشرات الدورية دور فاعل في تحسين الأداء.

كما أن الزيارات التي تمت من قبل خبراء من الدول العربية لعدد من الدول دور واضح في تطوير الأداء في بنوك الدم في تلك الدول.

ولاشك أن على السلطات الصحية الوطنية في الدول وضع البرامج الشاملة للدم وتوفير الدعم اللازم لها والعمل على تنظيم وتقوية رقابة الجودة في كل مراحل نقل الدم وتثقيف الأطباء والعاملين الصحيين والمجتمع على أهمية توفير الدم والاستفادة منه عند الحاجة بعد فحصه لتجنب العدوى عن طريق نقل الدم. والعمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي من إمدادات الدم بتكثيف الحملات للتبرع بالدم الطوعي. مع العمل على إدخال مادة التبرع بالدم في المقررات الدراسية.

والله الموفق...

رئيس لجنة الشؤون الصحية والبيئة
«عضو مجلس الشورى»


 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد