Al Jazirah NewsPaper Monday  14/06/2010 G Issue 13773
الأثنين 02 رجب 1431   العدد  13773
 
نهارات أخرى
التهوين من الإرهاب لمصلحة من؟؟
فاطمة العتيبي

 

(شدّد اللواء منصور التركي المتحدث الأمني بوزارة الداخلية على أهمية دور الأسرة في حماية الناشئة والشباب من آفات الغلو والتطرف والمخدرات, حيث إن الاعتماد على المدرسة لا يكفي في هذا الجانب، ودلل على ذلك بأنه كاد أن يخسر ابنه الوحيد «سلطان» بسبب اعتماده على المدرسة وانشغاله عنه, ونجح في احتوائه, في الوقت المناسب وتدارك الموضوع، وقال: لو لم أقف وأحتوي الموضوع فربما كان الآن في اليمن أو العراق أو أفغانستان حياً أو ميتاً).

بعد هذا الحديث الشفاف والواقعي والصادق من رجل أمن مهموم بالقضية الأمنية ,يعيشها بكامل تفاصيلها, يباشرها ويملك القدرة على تقييمها, هل نصدق من يقول إن الإرهاب لا وجود له بيننا وأن الإعلام يهول من أمره!!

يحق لنا أن نتساءل بألم: لمصلحة من يجري تهوين أمر الإرهاب ومخاطر انتشاره وتغلغله؟

لمصلحة من يهون البعض من أمر الجرائم الفكرية التي تؤدي في النهاية إلى إرهاب وقتل وتمويل للأعداء؟

حينما يتحدث مسؤولون ومسؤولات معنيون بالأمن الفكري أنهم بعد لم يحددوا سمات المرأة المتطرفة؟؟

ألم يقتنعوا بعد بنموذج هيلة القصير؟ فقد طلب أحدهم أن نتريث في الحكم عليها, وهو بذلك يتناسى أن وزارة الداخلية هي التي صنفت القصير بأنها إرهابية, وهل بعد تجنيد الشباب وتمويل القاعدة إرهاب؟؟

وقال إن أغلب كتاب الصحف ليبراليون وقد أورد العبارة في سياق انتقاص وتصنيف ولا أظن هذا يليق بهذه المرحلة التي نهانا فيها خادم الحرمين حفظه الله من الوقوع في التصنيف, كما أني لاحظت أنه لا يتحدث عن الإرهاب إلا ويقرنه بحديث عن الانحلال الليبرالي وكأنه يرسخ ما يراه الإرهابيون من أن لجوءهم للفكر الإرهابي هو نتيجة مضادة للفكر الليبرالي, فهل من واجبات مسؤول عن نشر ثقافة الأمن الفكري أن يبرر للإرهابيين أفعالهم خاصة حين تحدث عن الهدوء النفسي والإشباع الذي يجلبه المتشدد لصاحبه؟!!

أدرك حسن النوايا ولا أخوض فيها مطلقا لكنني ضد الارتجال والانسياق مع ما يروق المحاور أو الجمهور!! في التعاطي مع قضية الإرهاب كما أنني ضد التهوين في ناتج الفكر المتشدد الذي يقود حتما لإرهاب وقتل وتجنيد وتمويل , في الأوساط النسوية والرجالية على حد سواء!!

لاحظوا الفرق بين حديث رجال الأمن وحديث أعضاء المناصحة أو المسؤولين عن نشر ثقافة الأمن الفكري, لا تتساوى الكفتان مطلقا وأكرر اقتراحي أن يتولى الحديث عن الإرهابيين والإرهابيات رجال الأمن فهم الذين تلظوا بنار محاربتهم ومطاردتهم، وشروط الإرهاب واضحة لديهم ليسوا مثل غيرهم مازالوا يبحثون ويتناقشون في محددات الإرهاب ومتى تكون المرأة إرهابية أو متى يكون الرجل إرهابي.

رجل الأمن تكون الصورة واضحة لديه عكس غيره من أولئك الذين مازالوا يتساءلون هل هيلة القصير إرهابية أم لا؟؟

التعاطي الفكري مع الإرهاب تعاطيا يلفه التراخي أحياناً حيث لم يقر بعد بأن التشدد يقود للإرهاب لا محالة.

ويحق لنا أن نتساءل من أجل وطننا وأجيالنا القادمة. من المستفيد من التهوين الجاري اليوم في أكثر من جهة من أمر فكر الإرهاب ومخاطر انتشاره؟؟, ولمصلحة من؟؟ هذا اللجج في الفضائيات التجارية والخوض في موضوعات حري ببعض القائمين بمهام حساسة في الوطن عدم الخوض بها إعلاءً للصالح العام وتقديما لمصلحة الوطن على بريق الشاشات!



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد