Al Jazirah NewsPaper Thursday  17/06/2010 G Issue 13776
الخميس 05 رجب 1431   العدد  13776
 
حتى كرسي هيلين توماس؟
د. عبد الرحمن سعود الهواوى

 

إن الحكم والتوقعات المستقبلية لأحداث التاريخ البشري قد تصدر عن أناس مارسوا بعض أحداث التاريخ الآنية وعايشوا بعض أصحاب الفاعلية فيها فيعطيهم ذلك القدرة على توقع مسارات مختلفة للتاريخ في مستقبل الأيام...

... قد تكون بعكس أحداثه الوقتية.

هذه السيدة الأمريكية ذات الأصول اللبنانية - هيلين توماس - والتي بلغت التاسعة والثمانين من عمرها قد أدلت بدلوها، وهي في هذه السن في مسار القضية الفلسطينية ومآل دولة إسرائيل.

هذه السيدة - هيلين توماس - والتي عاصرت السياسة الأمريكية عن قرب من عهد الرئيس الأمريكي السابق جون كيندي مروراً بمن لحقه من الرؤساء إلى عصر الرئيس الحالي أوباما أي أنها عاصرت السياسة الأمريكية من بداية الستينيات من القرن العشرين الماضي وحتى نهاية العقد الأول من القرن الواحد والعشرين حين طردت أو فصلت من وظيفتها بسبب تصريحات نسبت إليها تتعلق بنهاية دولة إسرائيل، وسبب إبعاد هذه السيدة عن عملها ومعها مقعدها - كرسيها - التي كانت تجلس عليه في مقدمة الصفوف للمؤتمرات الصحفية للبيت الأبيض ووزارة الخارجية عبر كل تلك السنين لأنها قالت، وبعدما وصلت إلى ما وصلت إليه من العمر، وبعد ما عرفت من تشعبات في السياسة الأمريكية الداخلية والخارجية منها أن دولة إسرائيل مآلها إلى التفكك والتشتت والانحسار، وأن مواطنيها من اليهود (؟) والذين جمعتهم من أصقاع الدنيا المختلفة في تركيبة غير متجانسة، لابد أنهم في يوم من الأيام سيرحلون عن أرض فلسطين، كل سيذهب إلى البلد الذي أتى منه، ولهذا ستظل أرض فلسطين لأهلها من عرب فلسطين.

في رأينا، أن ما قالته هذه السيدة الكريمة هو عين الحقيقة وأنه حتمية تاريخية سواء طال الزمن أم قصر، فالأحداث التاريخية المعاصرة وما يصاحبها من تفاعلات دولية كلها تشير إلى حتمية التاريخ، هذه الحتمية التاريخية قد تحدث بعد عشر سنوات، أو خمسين سنة، أو حتى بعد ألف سنة.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد