Al Jazirah NewsPaper Thursday  17/06/2010 G Issue 13776
الخميس 05 رجب 1431   العدد  13776
 
(أيامي لك) سمفونية تخطت حاجز الوصف

 

قراءة - فهد السبيعي :

يتفق الكثيرون على أن (الكلمات) في أي عمل فني من الصعوبة التعامل معها حفاظاً على جمالياتها خاصة في ظل (التراكمات) من الأعمال التي احتضنتها أدراج متابعي الفن وشهدت تبايناً في القبول ما أفقد المستمع لذة الفن الأصيل بشكل جوهري، ولكن عندما يحضر الصوت الشجي متغنياً بذات الكلمات يرافقه لحن (متسلطن) يأخذك بعيداً عن الأجواء الواقعية، بل يذهب بك إلى عالم تظهر أطيافه من خلال تعابيرك وأنت تستمع اليه، وإلى مدى الشاعرية و(الاندماج) التي وصلت إليه مع حضور مميز (معتاد) لمن زهى به عرش الفن لسنوات طويله ماضية وقادمة.

رائعة الفنان (الأصيل) محمد عبده (أيامي لك) التي زفها إلى الوسط الفني مع إطلالة صيف 2010 م لا تؤرق إلا من عجز على فك طلاسم الإبداع المتتابع لفنان العرب في كثير من تعاملاته الفنية مع رفيق دربه الدكتور عبد الرب ادريس الذي عاماً بعد عام يزداد (شباباً) وتميزاً للألحان التي يعرف دائماً كيف (يوظفها) لمعجبيه من خلال الصوت الذي يتعامل معه.

الظاهر الخافي (محمد عبد الرحمن) شاعر دأب على الأطروحات الشعرية المميزة من خلال نصوص دافئة تظهر بين الحين والآخر لتعكس للملمين بالفن والشاعرية على حد سواء مدى إدراكهم بأن هذا الاسم له شأن كبير في القصائد التي يتزايد عليها الطلب في سوق (الفن) الراقي.

مشهد (1)

عندما تقبل (إليه) تحمل في نظراتها تساؤلاً بسيطاً تطرحه في خجل و تقول له: (هل لي من وقتك لحظة)

حينها لا يجد المحب إلا أن يجيبها بمفرداته المحببة لقلبها وهو يصرخ (بهمس حنون) :

أيامي لك.. انتي يا كل الناس

وحياتي لك... يا عذبة الإحساس..

وتسأليني عن لحظه من وقتي

عشان تقولي انك اشتقتي..

أمام انتظار الإجابة تتعالى نبضات قلبها لدرجة أن الجميع يعي حجم الاشتياق بداخل (حواء)، لكن الجواب (التأكيدي) الذي تفنن به الشاعر وأبدع في ترديده الفنان كان بحجم الشوق:

انا أصلا كلي لك

وأيامي لك.. وحياتي لك..

مشهد (2)

لبرهة!!

استمع..

وتعمق مع الكلمات وأنت تتحتضن راحتيك في (وله) تام..

استمع بعمق أكثر إلى الكلمات الرقيقة مع هذه ( الحنجرة ) الأصيلة، ف (أنت) مع موعد جديد مع فصل آخر من فصول الكلام... الأكثر (روعة):

أنا عايش لجل نظرة من عيونك

وش حياتي يا رجى عمري بدونك..

يا بعد روحي ويا كل من أشوفه!!

يكفي قلبي احساس خفاقك وخوفه..

عبارات مليئة بالشجن.. تحاكي واقع الكثيرين، وأكثر جاذبية من (الأرض)

مشهد(3)

كلاكيت آخر..

قف!!

استمع..

عفواً.. لا تستمع هذه المرة، بل جرب أن تعيش أجواء الاستماع إلى الصوت الرائع والأبيات الأجمل.

انتظر انتظر.. لا تتابع الآن

ما ستستمع إليه ليس مجرد (عمل) لمحمد عبده الذي اعتدنا أن نصفق لها كثيرا، بل هي (همسة لعاشق) عاشها (إحساس) محمد عبده ف أبدع وابدع.. ثم ابدع :

حبيبتي.... حبيبتي

ليه تسأليني.. هالسؤال..

وانتي أدرى في شعوري بكل حال

هي أشبه بهمسة عاتب لقلب يجب أن يعرف بأن محبوبته لا يجب أن تبادر إلى مثل هذا الطلب الذي ظهر كقصيدة أجادها (رسماً) محمد عبدالرحمن لتظهر في عمل استمتع به الكثيرون خاصة ممن استمع إليه ب (إحساس)

مشهد (4)

وإلى فصل آخر من فصول الجواب

يظهر كخاتمة (عطرة) لسيل من العتب..

ظهرت من خلاله العبارات (أكثر) عشقاً لتتراقص فيه الكلمات على أنغام (الدكتور) بشكل أصدق صدقاً وأعذب (رقة):

الله الله يا هاللحظة اللي (أسمعك) فيها

ردت لي روحي يا روحي واجمل معانيها

يا أغلى إحساس فرحني وبكاني

خذني عن الناس خذني لعالم ثاني

هي العبارات التي لا تستطيع وأنت تستمع إليها إلا أن تتأمل مدى الحضور اللافت لمثل هذا الثلاثي في الشعر واللحن والأداء، لتكتمل فصول عمل أتحف الفن بأسره.. وزاد من صعوبة موقف (الآخرين).

(أيامي لك) عمل ظهر كسمفونية (Symphony) تخطت حواجز الوصف، يجب أن تصاغ بكافة اللغات حتى تحفر في ذاكرة (العشاق).

(أيامي لك) عمل أكثر من الجماليات التي رسمت بحرفية فائقة، نصفق لها كثيرا وتجبرنا على الكتابة عن المبدعين.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد