Al Jazirah NewsPaper Saturday  19/06/2010 G Issue 13778
السبت 07 رجب 1431   العدد  13778
 
الرحلة 370...!
عبدالله الكثيري

 

كان بجانبي هو وزوجته الإعلامية القديرة «سلوى شاكر» وطفلاهما حسام وفيصل، وكانت الوجهة إلى مطار «هيثرو» في لندن العام 1981م..

كنت في ذلك الوقت لم أتجاوز العشرين من العمر، وكنت قاصداً لندن لدراسة اللغة الإنجليزية والعلاج بعد الحادث الذي تعرضت له آنذاك..

كان ذلك الوجه (السموح) الذي يجلس بجانبي هو الممثل القدير والراحل الكبير عبدالعزيز الحماد الذي لا تفارق «الابتسامة» محياه، وكان التواضع «ديدنه» الذي لا يتخلى عنه رغم «الشهرة» التي كان يتمتع بها.

لقد كان ينظر إليَّ وبرفقة زوجته المصون وأطفاله وكانت يدي «مربوطة» جراء الكسر، وقال «سلامات» وما تشوف شر، وأي خدمة أنا أخوك الكبير.. قلت له: يكفي منك أيها الفنان القدير هذه النظرة الحانية لمواطن مثلك جمعتهم الظروف في طائرة واحدة ورحلة واحدة!

المهم أن طائرتنا السعودية (التي تقاعدت عن الخدمة) الآن من نوع (الترايستر) كانت تتأرجح يمنة ويسرة جراء المطبات الجوية المريعة بعد أن صافحت سماء أوروبا بعواصفها الثلجية وسحبها الركامية وأمطارها الغزيرة وكنت خائفاً فزعاً، ولكنه رحمه الله هدأني وقال: سنصل بإذن الله بالسلامة، وسنعود إلى بلادنا أيضاً بالسلامة وحطت بنا الطائرة في مطار (الفرنجة)، وودعني على أمل اللقاء مرة أخرى، وكان اللقاء مرة أخرى بعد سنوات، ولكن هذه المرة كإعلامي من (الجزيرة) حيث أجريت العديد من اللقاءات معه واستمرت العلاقة سنوات عديدة، ولكن مشاغل الحياة فرقتنا لتبقى الذكريات والأيام الجميلة مع الفقيد الغالي ماثلة في الذاكرة إلى الأبد..!

فرحمك الله يا عبدالعزيز، وألهم زوجتك الزميلة سلوى شاكر وأبناءك حسام وفيصل ومهند وبدر الصبر والسلوان و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد