Al Jazirah NewsPaper Sunday  20/06/2010 G Issue 13779
الأحد 08 رجب 1431   العدد  13779
 
ممر
بين غزال1 وتاتا الهندية.....؟
ناصر الصرامي

 

كنا ننتظرها من خطوط الإنتاج، لكنها جاءت من الجامعة، وقدمت سيارة غزال1 كأول سيارة سعودية، وحظيت بإشارة ملكية مهمة، ليست دعماً لهذا المشروع وحسب، بل في اتجاه الأفكار والابتكار محلياً، والتي قد تتحول إلى مشروعات كبرى، إذا أُسست على معايير اقتصادية وتجارية حقيقية، تصل إلى الناس وتقدم المفيد لحياتهم اليومية.

قبل فترة أُقيم معرض الابتكار السعودي الثاني «ابتكار 2010»، الذي قدم لروح الإبداع والموهبة، في طريق تحفيز العقول والأفكار على التفكير الإيجابي في اتجاه تحقيق اختراعات تعود بالنفع على المجتمع.

إذن نحن في مرحلة تحريك الطاقات المحلية في مستوياتها الشخصية البسيطة، ومستوياتها العليا، التي تطالب اليوم التركيز في أعمالها على الأشياء القريبة من الحاجة المستقبلية والآنية، بعيداً عن بحوث التنظير والاجتهاد المكررة في قضايا أكل الدهر عليها وشرب، قبل أن تنام في أدراج الجامعات ويطويها النسيان.

«غزال1»، وهو مشروع تخرج من إنتاج طلبة كلية الهندسة بجامعة الملك سعود، شارك في إنتاج السيارة، 55 طالباً، بمساعدة شركتين إيطاليتين، ويتطلب استثمار 400 مليون يورو لإنتاج 20 ألف وحدة سنوياً لمدة ثلاث سنوات.

لكن حتى الإنجاز يبقى خبراً صحفياً مهماً فقط، إذا لم يتولاه رجال أعمال ويلتقطه مستثمرون، وحتى إن ظهر إلى الوجود بالدعم، إلا أنه لن يستمر دون الدفع الاستثماري والتجاري الرأسمالي الواقعي.

وهنا، من المهم الإشارة إلى التجربة الأبرز في هذا العقد، لصناعة سيارة تلبي الاحتياجات المحلية عملياً ومالياً، وأقصد بذلك مشروع شركة تاتا الهندسية لصناعة السيارات الهندية، المصنعة لأرخص سيارة في العالم، إذ تقدر الطاقة الإنتاجية الأولية للمصنع بحوالي 250 ألف سيارة سنوياً، وتصل تدريجياً إلى 350 ألف سيارة.

فكرة كانت أشبه بالحلم، لرجل الأعمال الهندي»راتان، بعد أن شاهد عائلة مكونة من أربعة أفراد فوق دراجة بخارية متهالكة في ليلة شديدة المطر، عندها لمعت الفكرة تجارياً وإنسانياً في ذهنه، «ضرورة توفير وسيلة أكثر راحة للتنقل يمكن للأسر والعمال والمزارعين تحمل تكاليفها».

وبعد سنوات من العمل والبحث قدم للعالم طراز «نانو» الشهير الذي لا يتعدى ثمنه 10 آلاف ريال، ثم تبعه بطراز آخر من فئة ال «ميني فان» بالقيمة نفسها.

فور طرح السيارة في الأسواق ونجاحها، عمدت العديد من الشركات الأخرى، رينو، نيسان وغيرها، على تغيير إستراتيجيتها بطرح موديلات منافسة لسيارات الفقراء وأصحاب الدخول المحدودة.

والنجاح والاستمرارية تحققت بفعل الدفع الاقتصادي الفعال لرجل أعمال أراد حل مشكلة، وتحقيق حلم الطبقة الفقيرة بامتلاك سيارة وقيادتها...... وطبعاً، بعيداً عن الجدل حول «جنس» من سيقودها..؟!

إلى لقاء



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد