Al Jazirah NewsPaper Sunday  20/06/2010 G Issue 13779
الأحد 08 رجب 1431   العدد  13779
 
أضواء
أدب الخيال العلمي
جاسر الجاسر

 

خوض غمار أدب الخيال العلمي مغامرة غير مأمونة الجوانب، فتناول الخيال العلمي وتوظيفه لتفعيل قوالب أدبية فنية لا يمكن الاقتراب منه إلا إذا كان المبدع الذي يغامر بالإقدام على خوض تجربته مسلحا بأدوات مركبة من المهارة الأدبية بكل ما تحويه من أدوات بلاغية وكتابية، ومعرفة علمية وبخاصة بالموضوع الذي تتناوله روايته أو نصه الأدبي. ولهذا لم يبرز في هذا الضرب الأدبي إلا قلة قليلة جداً من الأدباء، ومنهم الكاتب كولن ولسن الذي أبحر بعيداً فيما سيكون عليه مستقبل البشر والحشرات التي تعيش معنا فقدم من خلال روايته (البرج) تخيلاً عن سيادة العناكب واستعبادها للبشر.

في الأدب العربي لم يولَ هذا الصنف من الأدب السردي العلمي اهتماماً، ولذلك لا نعرف عملاً أدبياً كبيراً أو مؤثراً إلا أني تلقيت إهداءً من الأستاذ خالد الحقيل، رواية قصيرة وضع لها عنوان (فارس) أبحرت مع السرد الروائي لخيال علمي راق، عن طفل سعودي يصطحبه جده اللواء المتقاعد إلى الصين للتدريب وتعلم القتال المتلاحم (الكونكفو) ليصبح الحفيد بطلاً لا يشق له غبار ويعود للمملكة ليواجه حالة غريبة على ساحل بحر أبحر جدة من خلال قيام (حوريات البحر) باختطاف الشبان السعوديين وأخذهم إلى أعماق البحر لإجراء تجارب علمية.

يتواصل سرد الخيال العلمي لخالد الحقيل وينتهي على طريقة «السيناريوهات» الأفلام العلمية، وبربط رائع بين أحداث رواية (فارس) ورواية للخيال العلمي سابقة لنفس الكاتب (المنشق) التي كانت أولى إصداراته وهو ما جعلني أعود لقراءة (المنشق) الذي أيضاً يتحدث عن حالة علمية شاذة تحدث في الرياض يواجهها والد فارس وأحد أبطالها جد فارس الذي أحد الأبطال الرئيسيين لروايتي خالد الحقيل، واللتين يدشن بهما أدب سرد الخيال العلمي.



jaser@al-jazirah.com.sa

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد