فرحوا بها لما خرجت إلى الحياة فسموها (أمل) عاشت أمل فعاش الأمل بداخلها.. وصلت سن الزواج فخطبت وتزوجت كبنات جنسها.. عاشت متقلبة بين تقلب زوج لا يقبل حواراً راقياً ولا يهتم إلا برأيه وكفى برأيه دليلاً!! فكان في هذا الزوج ما كان (والحمد لله على كل حال) «الصبر + الأمل» هذا ما دار في تفكير أمل.. طال الصبر وبقي الأمل!
كبرت المعاناة وتفاقم الأمر عندها حدثت نفسها.
يا ترى هل أنظر إلى مستقبلي بأمل؟؟ أين مقومات الأمل؟؟ لا توجد!! الزوج لا يختلف عليه اثنان على أنه لا يستحق أن يكون أباً خاصة أنه يفعل ويفعل ويأتي ولا يذر!! نظرت أمل للأمل فحست بالألم يعصر قلبها هما أمران أحلاهما مر.
إن واصلت صرت أماً لأبناء هذا حال أبيهم وإن طلقت صرت حديث المجالس وأطلق علي (مطلقة)!! سأكون في نظرهم مذنبة فقد عرفت هذا من حكمهم العام الجائر!! فكرت أمل وفكرت وفكرت وفجأة تسمع صوت الباب يفتح بقوة لقد دخل زوجها ثملاً لا يفقه ما يقول ولا يعي ما يفعل!! يكسر ما أمامه متجها إلى أمل بدون أمل ولكن أمل ابتسمت له باعثة الأمل ولكن الخوف يظهر فالأطراف ترتعش بل الجسم كله يرتعش رفع الزوج صوته قائلاً لها:
يا (؟؟؟؟؟) يا له من وصف جارح لا يناسب أمل!! ردد يا (؟؟؟؟؟) سوف يحضر أصدقائي الآن أعدي وجبة عشاء لهم! (أي عشاء يطلبه والعشاء قد خرج وقته وأوشك الفجر على الطلوع!! لا تفاهم!! بادر أمل بصفعة مؤلمة قاسية على وجهها أنساها اسمها وأنساها مع ذلك الأمل!! ومع هذا فإن الأمل باق في قلب أمل رغم كل ألم!!
استسلمت للأمر دلت المطبخ.. حضر الأعداء!! أقصد الأصدقاء, دخلوا المجلس تعالت الأصوات ضحك وقهقهة وصراخ وشجار يتخلل ذلك أصوات زجاج وكؤوس تدار!! جهزت أمل السحور أقصد عشاء (المساطيل) جاءت خائفة تمشي على استحياء طرقت الباب صمت الجميع ضحك الزوج وناداها باسمها ادخلي.. ادخلي!! فرت لغرفتها لحقها هددها إن لم تأتِ للسلام على أصدقائي أتيت بهم للغرفة!! سايرته لاطفته قالت سأستعد وأحضر قال (الخائن) حسناً.. حسناً ذهب الزوج إلى المجلس ينتظر.. فتحت أمل باب المنزل وأحست أنه انفتح لها باب أمل بنجاتها من افتراس ذئاب بمباركة من كلب الحراسة!! فرت أمل تهيم على وجهها في الطرقات حتى وصلت لبيت أبيها طرقت بقوة وطرقت.. فتح الأب تفاجأ وكأن مصيبة قد نزلت عليه وكالعادة عبارات اللوم منه دون أن يعرف السبب صعدت أمل إلى غرفتها القديمة وقد صفيت من كل قطعة أثاث!! ومع هذا كأنها في عينها قصر مشيد!! بكت وبكت حتى بكى البكاء من بكاء أمل!! قاطعها الكل في البيت!! ما ذنبها؟؟ وجاءتها العبارات الحامية الصاعقة من كل جانب، يا أمل هل تعلمي ما تعني كلمة مطلقة؟؟ لقد كنا نأمل فيك يا أمل لماذا كل هذا التهور؟
الزوج بدوره استغل ضعفها وأجبرها على أن تخالعه في المحكمة لأنه يريد العوض!! وما زالت أمل تبعث الأمل في قلوب أهلها علهم يحنون عليها ويعطونها الأمل ولكن بدون فائدة.. حضر موعد المحكمة ذهبت أمل برفقة أبيها الذي أسمعها من الكلام أقساه، في طريق المحكمة ارتفع صوت الأب قليلاً: أي أمل ترجينه يا أمل بل إنه الفشل.. الفشل.. الفشل فقد الأب سيطرته على السيارة ولم يشعر بسرعتها فأسرعت وأسرعت فإذا بمطب تأكله السيارة بقوة فترتفع وتهوي على الأرض وتسقط متوقفة بسبب عطب عجلاتها!! وجلس الأب يسب ويشتم السيارة والمطب وينظر إلى أمل ويردد (آآف آآف) نزل من السيارة فإذا بها على شفير حفرة بناء كبيرة جداً لولا ستر الله عز وجل ثم وقوف السيارة بسبب ذلك المطب لهوت السيارة بمن فيها في حفرة سحيقة مليئة بأسياخ البناء البارزة الحادة!! عند ذلك ضحكت أمل!! هل هذا وقت للضحك؟
نظر إليها الأب في عينيها فسكت؟؟
عندها قالت أمل يا أبي:
إنك كنت ترى المطب فشلاً ومصيبة لكنه بفضل الله أنقذنا من موت محقق!!
ألا ترى أن طلاقي مطب سوف ينقذني بإذن الله من موت محقق!! حضن الأب (الأمل مع أمل) وقال وهو يبكي سامحيني يا أمل، سامحيني يا أمل.. سامحيني يا أمل.
بعد ذلك أقول كم هناك غير أمل من المطلقات في مجتمعات لا تعطيها الأمل فهل هن بحاجة إلى مطب صناع حتى يلتفت لهن؟؟