Al Jazirah NewsPaper Tuesday  22/06/2010 G Issue 13781
الثلاثاء 10 رجب 1431   العدد  13781
 
مسابقة الحرس الوطني مظهر من مظاهر العناية بالقرآن الكريم
اللواء الركن عيسى بن إبراهيم الرشيد *

 

أقام الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه- هذه الدولة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ووحَّدها على ذلك بجمع الناس على الشريعة الإسلامية؛ انطلاقاً من أن هذه البلاد مهبط الوحي ومنطلق الرسالة وأرض الحرمين الشريفين، وتأسيساً على أن الشريعة الإسلامية هي الرسالة الخاتمة التي ارتضاها الله لعباده وهي الصالحة للتطبيق في كل زمان ومكان فاتخذتها المملكة دستوراً لها.

وانطلقت الدولة إزاء هذه العقيدة من هذا النهج الريادي تبذل جهودها الخيّرة تجاه الإسلام وكتابه المنزَّل، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فقام ولاة الأمر -حفظهم الله- بخدمة كتاب الله والاهتمام به وتوفير كل ما من شأنه العناية به؛ بدءاً بتحكيم نصوصه وتطبيق تعاليمه إلى جانب التشجيع على حفظه وتلاوته وتجويده وتعليمه، وأنشأت الدولة لذلك المؤسسات والهيئات للعناية به تدريساً وحفظاً وطباعة ونشراً وترجمة معانيه وإقامة المسابقات لتشجيع الناس جميعاً رجالاً ونساء كباراً وصغاراً على التنافس في حفظه وتلاوته وتفسيره.

ولشعور الدولة بالمسؤولية تجاه الإسلام وكتابه الكريم والمسلمين في كل مكان لا تكتفي في إطار اهتمامها بالقرآن الكريم بأن تجعله منهجاً رئيساً في مناهج التعليم بمراحله جميعها وإقامة عشرات المدارس والمعاهد والكليات المتخصصة في دراسة علومه، وإيفاد البعثات التعليمية لتعليمه في الخارج، واستقبال الدارسين لعلوم القرآن من كل مكان، وإنما تسهم في دعم كل نشاط يعنى بخدمة كتاب الله، وتشجيع كل عمل يسهم في هذا الجانب، ومن بينها إقامة مسابقات حفظه وتجويده وتلاوته وتفسيره، ورصد الجوائز القيمة للفائزين في هذا المجال، ومن هذه المسابقات: مسابقة الحرس الوطني لحفظ القرآن الكريم تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله.

ومن يتابع هذه المسابقة في دوراتها المتعاقبة يدرك أنها من أهم المحفزات للعناية بالقرآن الكريم والتشجيع على حفظه وتلاوته؛ خصوصاً أنها تحقق نجاحاً عظيماً من خلال ما تشهده من إقبال متزايد على التنافس فيها وهو الأمر الذي جعلها تزداد رسوخاً وتطوراً وقوة وتنافساً عاماً بعد عام.

وهذه المسابقة تأتي في إطار أنشطة الحرس الوطني المتعددة والدائمة والمستمرة لبناء الإنسان المسلم القوي، وإن كانت المسابقة أسمى هذه الأنشطة؛ لكونها مرتبطة بكتاب الله تعالى من ناحية، ولما لها من تأثير إيجابي في الحفظ على الهوية، وإكساب القيم النبيلة والمبادئ السامية، ومن ثم التعامل مع الحياة بروح ملؤها التفاؤل والإيجابية فكتاب الله هو المهذب للسلوك، والمؤصل للقيم الإنسانية النبيلة.

ولا شك أن التنافس بين أبناء الحرس الوطني لنيل شرف الفوز في هذه المسابقة يمنح كل مشارك وسام فخر واعتزاز ليكون من حفظة كتاب الله العامرة قلوبهم بمضمونه الثري، وليكون من المتخلقين بآداب القرآن الكريم، ملتزماً بأحكامه ومطبقاً لتعاليمه فمثل هذه المسابقات تشعل التنافس في ميادين الاهتمام بالقرآن الكريم، وتوجّه طاقات الشباب وقدراتهم الذهنية والفكرية لحفظ كتاب الله الذي فيه عصمة من الفتن، والارتقاء بالنفس إلى درجات الفضيلة وحمايتهم من الانزلاق في الأفكار الضالة، فضلاً عما تسهم به هذه المسابقات في خدمة كتاب الله بما يليق بمكانته العالية.

* قائد كلية الملك خالد العسكرية


 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد