Al Jazirah NewsPaper Tuesday  22/06/2010 G Issue 13781
الثلاثاء 10 رجب 1431   العدد  13781
 
شيء من
التنظيمات السرية والعمل الاحتسابي
محمد عبد اللطيف آل الشيخ

 

قال مدير فرع وزارة الشؤون الإسلامية بالمنطقة الشرقية الشيخ عبد الله اللحيدان لجريدة (الوطن) السعودية: (إن الدولة أقامت العديد من مكاتب الدعوة في مختلف مناطق المملكة، فمن رغب في الدعوة فعليه أن يتوجه إلى تلك المكاتب الرسمية، وسيجد كل تعاون من القائمين عليها، أما الجماعات (السرية) غير المعترف بها، فهذه الجماعات مخالفة لولي الأمر ويجب محاكمتها).

مثل هذا التصريح المسؤول يُسلط الأضواء على ممارسات بعض الدعاة الذين اتخذوا من الدعوة وسيلة للعمل الحركي السياسي، ونظموا جماعات سياسية؛ تحت (ذريعة) الدعوة، أو الاحتساب، أو النصيحة؛ وأصبحوا يمارسون نشاطاً تدور حوله كثيراً من الشبهات.

وأتذكر أن أحدهم ممن عُرف بالفتاوى الموغلة في التشدد، وكثرة (الجعجعة) في مواقع الإنترنت، فضلاً عن تعمّده معارضة كثير من الأنظمة والقوانين الإصلاحية التي تصدرها الدولة، وإثارة الشغب حولها، قد أعلن في أحد لقاءاته، و(على عينك يا تاجر) أن لديه (تنظيماً) دعوياً، يعمل داخل المملكة وخارجها، ( راجع جريدة الوطن الأربعاء 8 ربيع الآخر 1431 - 24 مارس 2010 العدد 3463.. أو على هذا الرابط الصوتي http://www.youtube.com/watch?v=I4PdGJeDXac) والتنظيم الذي اعترف به هذا الحركي، وأشارت إليه جريدة الوطن في حينه، يجعل ما أشار إليه الشيخ عبد الله اللحيدان ينطبقُ عليه تماماً؛ فلماذا لا يُحاكم؛ أو على الأقل يُمنع من أن يتعدى على سلطات الدولة ومهامها؟

ثم من أين يأتي هذا الرجل وتنظيمه بالتمويل؟

نجاح هذا الشيخ في الوصول إلى مصادر للتمويل، يعني أن هناك آخرين قد يصلون إلى ذات المصادر، تحت حجة تمويل العمل الاحتسابي؛ وهذا يعني أن محاصرة مصادر تمويل العمل (السري) ليس مُحكماً بما فيه الكفاية؛ فأي تنظيم لا يمكن أن يقوم ويعمل إلا بممولين، خاصة أن هذا التنظيم (الحسبوي) - كما ذكر في تصريحه - لا يعمل داخل المملكة فحسب، وإنما له امتدادات خارج المملكة؛ الأمر الذي يُثير كثيراً من علامات الاستفهام عن مموليه ولمصلحة من يعمل؟ فهو لا يعمل - مثلاً - من خلال جمعية مصرح لها من جمعيات النفع العام العاملة حسب النظام، فتتم مراقبة حساباتها، ومعرفة هوية المتبرعين لها، والعاملين فيها، والتأكد من سلامة توجهاتها، وسير التبرعات المدفوعة لها؛ وإنما يُمارس نشاطه خارج أي إشراف حكومي.

بقي أن أقول إن التنظيمات السرية مثل الأفاعي؛ قد تبقى في جحورها في سُبات، وربما لا تخرج إلا نادراً، وبحذر، لكنها تتوالد وتتكاثر؛ حتى يُصبح الحقل الذي تعيش فيه مثل حقل الألغام، لا تدري متى وكيف ستنفجر ألغامه.

إلى اللقاء.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد