Al Jazirah NewsPaper Tuesday  22/06/2010 G Issue 13781
الثلاثاء 10 رجب 1431   العدد  13781
 
نزهات
باتجاه الأبيض!
يوسف المحيميد

 

منذ أن بدأت الكتابة في الشأن الاجتماعي في هذه الزاوية، وكثير من رسائل الأصدقاء والتعليقات، تصلني بواسطة الإس إم إس، أو الإيميل أو موقعي الشخصي، ولا شك أنني استفيد من ملاحظاتهم، لكن أغرب تلك الملاحظات بلغتني من صديق يقول فيها بأنني منذ بدأت الكتابة وأنا انتقد كل شيء من حولي ولا يعجبني «العجب»! ويضيف: يا أخي ألا يستحق من ينجز شيئًا للوطن بأن تقول له: أحسنت؟!

أجبته بأن الإشارة للمنجز تقوم به الصحف والقنوات الفضائية الرسمية والمواقع الإلكترونية للجهات الحكومية، أو حتى المتحدّث الرسمي باسم هذه الجهة أو تلك، أما الكاتب الصحفي فيجب أن يكون ضمير المجتمع وصوت الناس الذين لا صوت لهم، وبالرغم من ذلك فكّرت طويلاً بوجهة نظره، لذلك أحسست بأن عليّ أن استعير عنوان زاوية صديقي وجاري في الصفحة سعد الدوسري، كي أدوّن فيما يلي كل ما هو أبيض، ليكون صباحنا متفائلاً:

- مديرية الشؤون الصحية بالرياض أعلنت عن رغبتها بشراء ما يقارب ستين قطعة أرض، مساحة الواحدة لا تقل عن أربعة آلاف متر مربع، فيما يقارب ستين حيًّا سكنيًا في الرياض، بهدف إقامة مراكز للرعاية الصحية الأولية عليها، الأمر الذي قد يزيد نسبة الـ20% من المواطنين المستفيدين من الخدمات الصحية الحكومية حاليًا إلى 80% يحصلون على الرعاية الصحية من مراكز الرعاية الأولية بعد توفير الكوادر البشرية والأجهزة اللازمة، لأن الأمر ليس مباني فحسب!

- أمانة الرياض وهيئة تطوير الرياض أدركتا أن المدن ليست بيوتاً ومخططات وشوارع فحسب، بل يصعب العيش في مدن تتجاهل الجانب الترفيهي، فأعلن عن حدائق الملك عبد الله العالمية، متنزه الأمير سلمان في بنبان، ومتنزه سعد شرق الرياض، ومتنزه الثمامة البري الذي سعدت بنسخة من فيلمه التعريفي قبل سنوات بعيدة بغرض كتابة سيناريو قصير عنه، لكن المهم هو أن تفتتح هذه المشروعات للمواطنين في وقتها المحدد للتنفيذ.

- وزارة التربية والتعليم تعيش لحظة دراسة ومراجعة لخططها عبر مشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم العام، وهو أمرٌ مهمٌ بدلاً من عشوائية المقترحات والآراء الشخصية التي تكون ضحيتها مخرجات التعليم.

- وزارة التعليم العالي عبر أهم منجزين هما اعتماد إنشاء سبع جامعات دفعة واحدة في سبع مناطق حيوية كان طلابها يهاجرون إلى الرياض وجدة ومكة للدراسة، وكذلك انطلاق أهم مشروع حيوي تنويري ممثلاً في مشروع خادم الحرمين للابتعاث، الأمر الذي جعل طلابنا ثاني أكبر جالية طلاب في المملكة المتحدة.

- وزارة الثقافة استطاعت أن تحقق حلم الأدباء باعتماد آلية انتخابات مجالس الأندية الأدبية وتشكيل الجمعيات العمومية من الأدباء والكتّاب.

- التلفزيون السعودي عمل على إعادة توطين الدراما السعودية المهاجرة، وكشف عن أربع مسلسلات محلّية ستعرض في رمضان القادم، وهو أمر ضروري بصرف النظر عن اتفاقنا واختلافنا على جودة هذه الدراما وجدارتها.

وقد يطول الحديث عمّا تحقق وعمّا هو في طريقه إلى التحقق، وأننا نسير «باتجاه الأبيض» لكن أحلامنا كثيابنا، تضيق دومًا علينا.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد