Al Jazirah NewsPaper Tuesday  22/06/2010 G Issue 13781
الثلاثاء 10 رجب 1431   العدد  13781
 
لقاء الثلاثاء
كالديرون ورقة محروقة!
عبدالكريم الجاسر

 

عاد اسم المدرب الأرجنتيني المعروف جابريل كالديرون للظهور مجدداً على الساحة الرياضية السعودية بعد أن تخلَّى عنه الاتحاديون قبل نهاية الموسم الماضي بعد حوالي موسمين من العمل لم يحقق خلالهما النجاح المنتظر.. حيث خرج من كل البطولات التي أشرف على الاتحاد خلالها باستثناء بطولة الدوري قبل الماضي التي كانت في قبضة الهلال لولا ظروفه الفنية الصعبة بعد إبعاد كوزمين وهدية عزيز الشهيرة بعد طرده في المباراة النهائية مانحاً الاتحاد فرصة ذهبية للفوز باللقب وباستثناء ذلك فلم يحقق كالديرون أي نجاح يذكر رغم اتفاق الجميع على اجتهاده مع الاتحاد وسط ظروف صعبة عاشها الفريق تحت إشرافه.. هذا على صعيد النتائج أما على صعيد الأداء الفني والعمل المهني فقد خلق الكثير من الإشكالات مع اللاعبين الأجانب وورّط الاتحاد بأكثر من صفقة قبل أن يتراجع ويغيّر رأيه رافضاً اللاعب أو مطالباً بغيره.. فضلاً عن تغيير رأيه باستمرار تجاه الكثير من الأمور ومنها رأيه الفني في بعض اللاعبين وطرق اللعب والتعامل مع المباريات.. أما على مستوى علاقاته مع اللاعبين فأعتقد أنها وصلت ذروتها من حيث السوء حتى وصل الأمر للقطيعة والخلاف لتهتز شخصيته ويفقد هيبته أمامهم وعلى رأسهم قائد الفريق محمد نور. وفي تصوري أن الاتحاد في تلك الفترة هو الذي كان يقود كالديرون وليس العكس كما هو مفترض.. وباتت شخصية المدرب وسمعته بمثابة الورقة المحروقة التي لم تحقق للاتحاد شيئاً يستحق الذكر.. ولذلك أعتقد أن كالديرون قبل الاتحاد يختلف عنه بعد الاتحاد، حيث فقد كل شيء مع الاتحاد ولم يخرج بما يحفظ له عمله أو اسمه ليصبح مطمعاً ومطلباً للأندية سواء السعودية أو الخليجية.

وباعتقادي أن كالديرون اليوم ليس هو كالديرون الأمس والتعاقد معه من أي ناد مغامرة لا مبرر لها وخصوصاً نحن في بداية الموسم ولدى الجميع الفرصة للبحث عن مدرب كفء وعلى مستوى جيد بعيداً عن تجربة كالديرون غير الناجحة مع الاتحاد.. ولو قدّر لأي ناد التعاقد مع كالديرون في نهاية الموسم مثلاً ربما يكون لديه العذر للجوء لاسم معروف في وقت حرج من الموسم على الرغم من فشله عندما قاد الاتحاد في بداية مهمته معه في نهاية الموسم قبل الماضي. لكن أن يتم الاتجاه لكالديرون في وقت بمقدور الجميع الحصول على مدرب أفضل فهنا يكون التساؤل كبيراً وغير مفهوم.. ولعلني هنا أؤكد على أن الجهاز الفني هو أهم عوامل النجاح وأقواها وبناء على كفاءة المدرب يمكن للفريق أن يحقق النجاح والإنجاز ويكفي أن نستذكر كيف كان جيريتس مع الهلال الموسم الماضي وكيف جعل الجميع يشيد بالفريق والإدارة والعمل الجيد في النادي.. إذاً المدرب هو الأساس في أي نجاح وأي تهاون أو رغبة في (عدم الصرف) على الجهاز الفني عن طريق التعاقد مع أي مدرب متاح هي بداية النكسة والفشل والطريق نحو إلغاء كل ما تحقق من نجاحات أو بعثرة الإمكانات الموجودة في الفريق بمثل هذا الجهاز الفني.. وعلى رأي المثل الأمريكي الشهير إذا كان لديك مئة دولار فاشتر بضاعة بعشرة دولارات وأعلن عنها بتسعين دولاراً.. وهكذا الجهاز الفني اختر أفضل المدربين واصرف عليهم نصف ميزانيتك أو أكثر لتستفيد من بقية لاعبيك كما يجب وإلا فكل الجهود ستذهب هباءً منثوراً!

لمسات

على خلاف ما يراه بعض الهلاليين أعتقد أن التحركات الهلالية في جلب بعض اللاعبين أكثر من جيدة في ظل المتاح من اللاعبين.. وإذا ما أكمل الهلاليون تحركاتهم لضم نجم الوسط الدولي (السابق) بنجاح فستكون الصفقة ضربة معلم بحق وحقيق!

جيريتس بدأ مهمته فعلياً مع المغرب.. وإذا كان الهلاليون يبحثون عن الحصول على الشرط الجزائي (مليون دولار تقريباً) بإلغاء العقد من طرفه فالهلال هو المتضرر.. وبالإمكان التعاقد مع مدرب جديد من الآن وتحويل جيريتس للأولمبي حتى يقرّر المغادرة رسمياً بدفع الشرط الجزائي.. لأن الوضع بالفعل مقلق بالمراهنة على مدرب ليست لديه الرغبة في الاستمرار منذ أول أربعة أشهر في عقده.. ولذلك فاستمراره حتى نهاية الموسم الماضي يعد بمثابة النجاح للإدارة لكن استمراره بالإشراف على الفريق في الآسيوية سيعجّل بمغادرة الفريق مبكراً لا سمح الله وعندها سيخسر الهلال كل شيء الآسيوية والاستقرار في الموسم المقبل وربما يخرج خالي الوفاض ولو حدث ذلك فإنه سيهدم كل ما عملته الإدارة وسيجعل إنجازاتها في ثلاثة مواسم لا تتوازى فعلياً مع ما عملته على أرض الواقع!

النجم الخلوق عمر الغامدي تاريخ ناصع البياض مع الهلال بطولات وإنجازات وإخلاص وولاء للزعيم يستحق معه التقدير.. ومنحه الفرصة بالانتقال للاستفادة مادياً وفنياً باللعب والمشاركة أقل ما يقدم لهذا النجم الكبير .. ويجب على الهلاليين تكريمه وتوديعه بالشكل اللائق بكل ما قدمه للزعيم خلال مشواره الطويل.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد