Al Jazirah NewsPaper Wednesday  23/06/2010 G Issue 13782
الاربعاء 11 رجب 1431   العدد  13782
 
الشيخ محمد النويصر بعد عام من رحيله
د. عبدالرحمن بن صالح السحيباني

 

في مثل هذه الأيام من العام الماضي توفي الشيخ محمد النويصر عن عمر يناهز التسعين عاما قضاها صامتا منعزلا منقطعا لعمله، موظفا في الدواوين الملكية ثم رئيسا لها، لأكثر من اثنين وستين عاما.

كان منعزلا لا يحظر احتفالات ولا يشارك في مناسبات رسمية ولا يظهر للعيان. أدار ظهره للشهرة والأضواء منذ وقت مبكر وبقي إلى آخر أيامه رجلا ريفيا بسيطا يعيش حياة أسرية هادئة محاطا بأولاده وأحفاده.

لم يعرفه الا قلة من الناس وحتى الذين عرفوه لم يعرفوا إلا القليل عن بداياته وأحواله وما اعترض طريقه من مشاق. ومما زاد في عزلته وقلة معرفة الناس به أنه كان رجلا مقلا في الكلام إلى حد محير حتى في جلساته الخاصة. ورغم أنه عاش حياة شاقة وينتمي لجيل قديم مر بمرحلة قاسية ولّدت فيه الشدة وحدة الطبع، إلا أن أول ما يلاحظه من يقابل الشيخ ويحادثه هو أنه كان شخصا رقيقا في كلامه مهذبا في تعامله ينتقي ألطف العبارات وأسماها ويعبر عن مشاعر صادقة حقيقية. وقد بقي كذلك بشوشا أريحياً رحب الصدر لا يحتد ولا يضيق ذرعا بأحد حتى عندما تقدم به العمر وداهمه المرض في الأسابيع الأخيرة من حياته.

وقد قاوم حتى أيامه الأخيرة كل المساعي الرامية إلى تدوين سيرته وأعماله. عرضتُ عليه قبل نحو خمس سنوات هذه الفكرة وكنت عندئذ أحد موظفيه وتربطني به علاقة حميمة. فأجابني على الفور وبشكل قاطع أنه لا يحبذ ذلك ولا يفكر فيه أبدا. وبعد عدة أيام، وكأنما شعر أنني أستحق توضيحا أكثر، تلقيت كتابا مطولا منه (علمت لاحقا أنه كتبه على لسانه الأستاذ صالح الضراب أبرز مستشاري الديوان الملكي آنذاك وأقربهم للشيخ) يشكرني فيه على المبادرة ويكرر اعتذاره ويوضح الأسباب. وتتلخص الأسباب في مجملها بأنه عاش طيلة حياته بعيدا عن الأنظار والأضواء في الصفوف الخلفية ويرغب أن يبقى كذلك، فضلا عن أن معظم ما لديه لا يمكن البوح به، والقليل الذي يستطيع البوح به لا يمكن أن يكون محل اهتمام الناس. وغني عن القول أن جواب الشيخ ومبرراته لم تكن مقنعة. فالكل يعرف أن الشيخ محمد النويصر لم يكن أبدا في الصفوف الخلفية بل كان طيلة 60 عاما في الصفوف الأمامية في مسرح الأحداث ليس في المملكة فحسب بل في المنطقة بوجه عام. فما من أحد عايش الأحداث صغيرها وجسيمها إلا وكان الشيخ النويصر أحد هؤلاء. وما من مسؤول أثر في حياة المواطنين إلا وكان اسمه من بينهم. ورغم ذلك كان أقل كبار المسؤولين ظهورا وشهرة حتى أن معظم الناس لا يستطيعون التعرف على صورته حين تظهر في مناسبات نادرة في الصحف أو في التلفزيون.

وفور وفاته اتصل بي عدد من الزملاء والمسؤولين يحثونني على المبادرة إلى كتابة شيء عن معاليه. وقد ترددت في الاستجابة لعلمي بموقفه من ذلك. إلا أنني، وبعد التفكير في الموضوع، خلصت إلى أنه لابد من توضيح جوانب هامة في حياته قد تخفى على الكثيرين حتى القريبين منه.

لم يكن في خلفية الشيخ النويصر العائلية أو نشأته أو تعليمه ما يوحي بأنه سيصل إلى المكانة التي وصل إليها. فلم يكن من أسرة ثرية أو متعلمة أو ذات جذور سياسية أو روابط بالحكام. فقد عاش مع والديه وأخيه الوحيد صالح في مكة المكرمة التي انتقلت إليها أسرته من وسط القصيم في منتصف العشرينيات من القرن الميلادي الماضي، وهي المرحلة التي شهدت نزوح أسر كثيرة من نجد إلى مكة طلبا للعيش أو العلم، ولم يكن عندئذ قد بلغ العاشرة من عمره. وكانت حياته في مكة حياة قاسية، يمضي اليوم واليومان دون أن يكون في بيتهم ما يكفي لوجبة واحدة كما يروي ذلك بعض أقربائه. وكان والده مُسنا لا يقوى على العمل ووالدته ضعيفة لا تكاد تنقطع عنها الأمراض. وعمل محمد في مكة صبيا لدى الجفالي مقابل أجر زهيد. ولما علمت والدته بطبيعة المهام التي يقوم بها في مجلس الجفالي حرّمت عليه العمل عنده. وكانت والدته رغم مرضها امرأة صالحة فذة ذات عزيمة وإرادة. وكان محمد بارا بها وقريبا منها وهي التي كانت تُصرّف أمور العائلة الصغيرة وتصرف عليها من أعمال بسيطة تقوم بها. ولم تبدأ أمور الأسرة تستقر إلا بعد أن اشتغل صالح شقيق الشيخ الأكبر بتجارة القماش وتوزيع المشروبات بمشاركة بعض النجديين المقيمين في مكة. وقد عُمّرت والدة الشيخ طويلا بعد وفاة زوجها ثم وفاة ابنها صالح وفاة مأساوية متسمما بدواء شعبي كان يتشافا به من عارض صحي ألم به.

وكان تعليم الشيخ بدائيا شأن أمثاله آنذاك حيث درس في مدارس الفلاح بمكة المكرمة وكان تلميذا متوسطا غير متميز إلا أن أقاربه يتذكرون أنه كان تلميذا حريصا نبيها, أتقن الكتابة والقراءة وأصبح مؤهلا للعمل الكتابي. وقد استطاع شقيقه صالح بفضل علاقاته توظيفه كاتبا في مالية حائل. وقضى في حائل نحو أربع سنوات، فألِفها وأحب أهلها وأحبوه وتزوج منهم. ونشأت علاقة ثقة وإعجاب بينه وبين أميرها المشهور عبدالعزيز بن مساعد. وبقي لأهل حائل مكانة في قلب الشيخ يحبهم ويعطف عليهم ويسأل عنهم ويسعى في حوائجهم حتى وفاته. وكانت إقامته في حائل بعيدا عن مكة تشق على والدته وتقلقها. فسعى الأخ صالح بمساعدة أحد النافذين النجديين المقيمين في مكة، ولعله صالح العباد الذي كان مقربا من الأمير (لاحقا الملك) فيصل بن عبدالعزيز ويعمل في ديوانه، من نقل الشيخ وتوظيفه بالنيابة العامة في الحجاز التي كان يرأسها آنذاك الأمير فيصل وكان ذلك عام 1943م. وفي ذلك العام بدأ الشيخ النويصر رحلة في الدواوين الملكية استغرقت أكثر من 60 عاما.

بدأ الشيخ العمل في الديوان في قسم البرقيات وكان منقطعا للعمل لا يكاد يخرج من الديوان، يعمل وينام ويأكل في مكتب واحد. وقد ذكر لي مرة أنه بقي في الديوان سنوات لا يغادره إلا لصلاة الجمعة أو زيارة أسرته وكان الطعام يُرسل للموظفين من بيت الأمير فيصل عندما كان نائبا على الحجاز. وكان من زملاء الشيخ في هذه المرحلة سليمان الجلاجل وناصر الراجحي وصالح الدهش ومحمد الشعيبي وسليمان محمود عباس وصالح الضراب. وقد عملوا معه سنوات طويلة. وكان أقربهم منه الأستاذ صالح الضراب الذي كان يملك قدرة فطرية نادرة في التحرير أدركها الشيخ مبكرا فاعتمد عليه لاحقا في الأمور الدقيقة والجسيمة لسنوات طويلة. كان الضراب كاتبا خلّاقا جريئاً في فكره و أسلوبه. كان يأخذ أكثر المسائل تعقيدا وتشعبا فيصوغها بجمل مقتضبة سلسة واضحة فينتقي عبارات رقيقة دافئة حينا و حادة حازمة حينا آخر وفق ما يقتضيه الحال ويوجه به الملك. فكانت كتب الديوان تصدر بأسلوب جزل واضح يليق بالملوك، حتى وفاته على رأس العمل عام 1429هـ عن عمر يناهز التسعين عاما.

وقد تأثر الشيخ بالملوك واكتسب منهم خصالا كثيرة، فكان يترفع عن صغائر الأمور ولا يحسد أحدا و لا يجادل صاحب حاجة ولا يُسف في الكلام ولا يوبخ أحدا ويكتفي بالتلميح. وكانت عيشته بسيطة فسكنه متواضع ومائدته مختصرة لا تكلف فيها. وقلّ أن يسافر خارج المملكة. وكانت رياضته المشي والسباحة وتسليته لعب الورق مع أقاربه وزواره وقد سبقه معظمهم إلى الدار الآخرة في الأشهر القليلة التي سبقت وفاته.

وكان يضيق ذرعا بالعمل البروتوكولي والاحتفالي ويتفاداه. فلم يكن يحضر الاحتفالات أو الاستقبالات أو المناسبات حتى التي تقام في الديوان. وقد عملت معه أكثر من 15 عاما ولم أره يغادر مكتبه حتى عندما تكون أروقة الديوان وصالاته من حوله مكتظة بضيوف الدولة من زعماء ووزراء ومسؤولين. وكانت فترة عمله مع فيصل حاسمة في تشكيل نهجه الإداري الذي يقوم على الصبر والتحمل والحزم واحترام العمل وعدم التذمر. وكان لقاء الشيخ بفيصل والتحاقه بديوانه محض الصدفة، حيث طلب فيصل من رئيس الديوان آنذاك سليمان العقيل تزويده بموظف يتنقل معه عندما يسافر خارج مكة. فرشح له أحد الموظفين الديوان إلا أن فيصل لم يجد فيه ما يتطلع إليه من فطنة وحسن تدبير فعاتب رئيس الديوان وطلب منه موظف آخر، فرشح له محمد النويصر وكان ذلك قرابة عام 1954م. وكان لقاء الشيخ بفيصل مرحلة تحول في حياة الشيخ. وسرعان ما حاز على ثقة الأمير وأصبح يتنقل معه داخل المملكة وخارجها. وفي مطلع الستينيات صاحب الشيخ الأمير في رحلته المشهورة للولايات المتحدة الأمريكية فتعززت علاقته به وانضم إلى مجموعة من الرجال عرفت لاحقا برجالات الملك فيصل منهم الدكتور رشاد فرعون والسيد عمر السقاف وأحمد زكي يماني والسيد أحمد عبدالوهاب وكمال إبراهيم أدهم والدكتور رفعت السيد علي وغيرهم.

وكان الشيخ يحرص أن لا يتدخل في الأمور التي لا تقع في نطاق اختصاصه، ولا يستعجل فيتصدى للقضايا أو الخلافات التي قد تنتهي دون تدخله. لكنه إن رأى تقصيرا أو إهمالا من مسؤول كتب له. أذكر أنه كان يتابع ما ينشر في الصحف اليومية فإن قرأ عن مريض لم يعالج أو صاحب حق لم يعط حقه أو خدمة ضرورية لم توفر كتب للمسؤول المختص بعبارات مقتضبة لبقة فيها عتب وتنبيه. فكان مثلا يكتب للوزير: لابد أن معاليكم اطلع على ما نشرته جريد كذا بتاريخ كذا عن فلان أو عن الموضوع الفلاني ويقف. وأحيانا يضيف ولابد أنكم اتخذتم اللازم. وكانت هذه العبارات المقتضبة الرقيقة أبلغ من كتاب مطول. وكان يحرص على إبراء ذمته فلا يحجب مظلمة من الوصول إلى الملك إلا أن يحلُّها بنفسه أو يحيلها لجهة اختصاصها.

كان يدرك أهمية الديوان وحساسية عمله وسريته فلا يوظف أحدا إلا بعد أن يتحرى عنه ولم أسمع أنه صدر من موظف بالديوان ما يمكن أن يوصف بأنه إخلالا جوهري بالعمل ولا أن موظفا فصل لأسباب تتعلق بالعمل. وكان يهتم بموظفيه ويسأل عن أحوالهم ويخصص للمحتاجين منهم مساعدات دورية. وكان لا يحبذ الهدايا ولا يأخذها فإن أُرسل لبيته شيئا دون علمه مثل التمر والفاكهة ودهن العود قسّمه بين الموظفين. ولم يمنعه حرصه على سرية عمل الديوان من تبني أساليب إدارية حديثة لا يمكن أن توصف إلا أنها جريئة وسابقة لزمنها. فقسّم الديوان إلى إدارات متخصصة واستعان بالمستشارين من الجامعات وجهات الخبرة. وهو أول من عمم الهاتف واستعان بأجهزة الفاكس والحاسب، وإن جاء ذلك على مضض في مطلع الأمر. وكانت إدارته للديوان تتسم بالمركزية المرنة نسبيا، وإن كان وجوده اليومي على رأس العمل في الديوان وسهولة الوصول إليه قد خفف من آثار هذه المركزية. وقد نجح في تخطي الروتين الإداري الملازم عادة للمعاملات الورقية والذي يعيق سير العمل فأوجد قنوات اتصال مباشرة مفتوحة على مدار الساعة (خط ساخن) بينه وبين كبار المسؤولين في الجهات الحكومية التي تربطها بالديوان علاقة هامة ومستمرة لمتابعة المعاملات الملحة. أذكر أنه كان يتابع المعاملات العاجلة المتعلقة بوزارة الداخلية هاتفيا مع الأستاذ محمد الدريبي والأستاذ إبراهيم الداوود وفي وزارة الخارجية كان للشيخ اتصال شبه يومي مع الأستاذ حمد الفارس لمتابعة المواضيع التي تتعلق بشؤون المملكة الخارجية وسفاراتها ومواطنيها في الخارج. وفي إمارة الرياض كان اتصال الشيخ مع الأستاذ عبد الله البليهد. وكانت العلاقة بين الشيخ وهؤلاء المسؤولين ذات اتجاهين وتقوم على الثقة والمهنية والرغبة الصادقة في أداء الأمانة الوظيفية على أكمل وجه.

ورغم أنه كان متدينا بشكل جلي إلا أنه كان مرنا في المسائل الاجتماعية والإنسانية. وكان يدرك ما تواجهه المرأة من تحديات ويتعاطف معها ويولي المواضيع التي تخصها جل اهتمامه، ولا أذكر أنه ورد للديوان موضوع يتعلق بالمرأة إلا أخذ الشيخ فيه جانب المرأة. وكان التقليد المستقر في الديوان أن تعطى حوائج النساء التي تصل الديوان أولوية وتقضى دون تأخير.

أمّا على المستوى الشخصي ففضلا عن أنه كان مقلّا في الكلام كان غامضا يصعب فهمه أو سبر ما يجول بخاطره، فهو لا يفضي لأحد بشيء ولا تظهر عليه تعابير تُنبئ عن ما يدور بخاطره. ولا أعتقد أن هناك من يستطيع أن يقول أنه يعرف الشيخ أو يفهمه حق المعرفة أو أنه حادثه لمدة تزيد عن بضع دقائق. ومن عرف جانبا من حياته خفيت عليه جوانب أخرى كثيرة. وقد وضع سدا منيعا بين الوظيفة وحياته الأسرية فلا يكاد أحد يعرف شيئا عن حياته الخاصة. وأبعد أولاده فلم يعين أيا منهم أو من أبنائهم في الديوان. وقد أدركتُ وأنا أكتب هذه السطور كم هو قليل ما أعرفه عنه، رغم عملي معه بشكل يومي ورغم قربي منه واهتمامي بأخباره. وهناك جوانب هامة من حياته لم أطّلع عليها إلا خلال السنوات الثلاث الماضية بعد تقاعده وذلك أثناء إعدادي لكتاب عن تاريخ الدواوين الملكية السعودية ورجالاتها ينشر قريبا ويحتل الشيخ حيزا مهما منه.

ومن الأمور التي لا يعرفها كثير من الناس عن الشيخ هو أن ثروته, وكان ثريا، لم تأتِ من إغداق الملوك عليه، وإن كانوا جادوا عليه بالكثير كما جادوا على غيره، بل من تمكنه من استثمار ما تلقاه من هبات بطريقة صائبة. فقد كان يملك خيالا جريئا خاصة في مجال العقار، لا يفكر بقيمة الأصول الآن بل بما ستكون عليه بعد عقود. هذه النظرة الخلاقة جعلته يتحرر من الآنية التي هي آفة كل مستثمر ويتمسك بأصول عقارية كانت حين حصوله عليها شبه عديمة القيمة ثم تحولت في العقود التالية إلى درر نادرة تُقيم بعشرات أضعاف قيمتها الأصلية.

كما لا يعرف الكثيرون باع الشيخ الطويل في أعمال الخير. كان له في كل منطقة أو مدينة كبيرة رجل من أهلها ينقل له أحوال الناس ويوصل صدقات الشيخ وتبرعاته لمستحقيها. وقد رأيته بنفسي يطوف على منازل بمكة يبدو على أهلها الحاجة ويقدم لهم ظروفا صغيرة تحتوي على مبالغ مالية. ويبدو من ردود أفعال متلقيها أنهم تعودوا على تلقي هذه المساعدات منه. وكان يتبرع بسخاء للمشاريع الخيرية وجمعيات البر ويساعد الشباب على الزواج والمرضى على العلاج ويدفع الإيجارات ويفك الديون. وكان ما يدفعه من هبات وتبرعات ومساعدات من كيسه الخاص وإن ظنّ متلقوها أنها من الحكومة. كان أحد الزملاء يقول عندما أسمع أو أقرأ عبارة فاعل خير في مشروع أو عمل خيري أو حملة تبرعات أجزم أن المقصود قد يكون الشيخ محمد النويصر. ولا أظنه كان يبالغ في قوله.

إن لبيئة البسيطة التي خرج منها الشيخ النويصر والمعوقات الاجتماعية والتعليمية الهائلة التي اعترضت سبيله تجعل ما حققه من إنجازات وما وصل إليه من مكانة أمرا فريدا وغير متوقع خاصة في سياق التجربة السعودية. ورغم أهمية المكانة التي وصل إليها وما حققه من إنجازات فإن تراث الشيخ وما سيذكره الناس عنه بعد سنوات طويلة من الآن ليس أنه رأس الديوان الملكي لأكثر من ثلاثين عاما حافلة بالأحداث الهامة أو أنه عاصر جميع ملوك الدولة السعودية الحديثة ولا أنه شهد أحداثا جسيمة بل سيذكر الناس محمد النويصر على أنه الشخص الذي استطاع في خضم كل هذه الإنجازات والظروف أن يبقى رجلا بسيطا يمشي مع الملوك ويعيش مع العامة وأن يحافظ على حياة متواضعة بعيدة عن الأضواء مليئة بعمل الخير وخدمة الناس.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد