Al Jazirah NewsPaper Thursday  24/06/2010 G Issue 13783
الخميس 12 رجب 1431   العدد  13783
 
رقص الأقحوانة
سعوديون وسعوديات (مرة أخرى)
محمد بن يحيى القحطاني

 

حقيقة لم أكن أتوقع أن يأخذ مقال سابق كتبته هنا، ونقله الزملاء في موقع العربية نت أبعاداً أخرى، ولم أعلم أن مقال (سعوديون وسعوديات بجنسيات أخرى) سيحتمل من التفسيرات عكس ما كنت أود الذهاب إليه.

أعتقد بأنني كنت واضحاً جداً في الهدف الذي كنت أود الوصول إليه في مقالي السابق، وما أثلج صدري أنه وجد صدى طيباً عند كثيرين، فيما أسعدني جداً أنه أثار حفيظة المعنيين به والذين أشرت لهم دون أن أسمي أحداً منهم أو جنسياتهم، ولم يكن عندي مانع (قبل أو الآن) أن أسمي ولكنها ليست مهمة بالنسبة لي.

الجميل في المقال أنه فتح للجميع فرصة التكهنات بالأسماء، وبعضهم كتب لي عن فنانين يقولون بأنهم سعوديون، وكذلك ممثلين ومذيعات أيضاً، وآخر أشار لي أن الزملاء في مسلسل (طاش ما طاش) قد تناولوا هذه الظاهرة بإسقاطات أخرى وتناولوها عبر بوابة (متسعودين) يعملون في قطاع التجارة.

أود هنا أن أكرر بأنني لا أرفض أحداً، ولي صداقات متعددة مع زملاء من جنسيات أخرى، لكنني قلت وما زلت إنه يجب علينا أن نسمي كل شيء باسمه، وخطأ كبير أن يلبس أحد منا ثوب الآخر خصوصاً إذا كان يمتلك ثوباً (يناسبه) لكنه يحاول رفضه والخجل منه.

لم أكتب سابقاً أو الآن لأثير زوبعة في فنجان، لكنني ما زلت مقتنعاً بكل كلمة قلتها سابقاً ولاحقاً، ومن الخطأ تفسير (النوايا) بحسب رؤية الآخرين لما أكتب، وحسناً فعلت بأن فتحت باباً لزملاء أعزاء أن يكتبوا مستقبلاً، كما سبقني إلى ذلك أساتذة كبار أبرزهم كاتبنا الراحل عبد الله الجفري رحمه الله.

أذكر قبل فترة من الزمن لم تتجاوز العامين، اتصل بي فنان خليجي معروف وبدأ يحكي لي عن معاناته من أحد الصحفيين السعوديين، وتحدث طويلاً عن هذا الزميل، ولم أحاول معرفة هويته حتى ذكره لي بالاسم في نهاية الحديث على أن يتم الأمر سراً بيني وبينه، ودافعت عن الزميل كثيراً ولكنني صححت للفنان المعلومة، وصعق حين أبلغته بأن هذا الزميل ليس سعودياً، وبالحرف قلت له (ليس كل من لبس ثوباً وشماغاً أصبح سعودياً).

السعوديون ليسوا ملائكة حتى أعترض على أن ينتسب أحد لهم، وليسوا منزهين عن الخطأ، بل إن صحفيين (وافدين) أفضل ألف مرة مني، ولعل الصحفي الراحل جلال أبو زيد الذي كان له دور كبير في الحركة الفنية السعودية أكبر دليل على أنه عاش هنا وكتب هنا وعرف هنا بأنه (مصري) ولم يلبس ثوباً يخفي به حقيقته.



m.alqahtani@al-jazirah.com.sa

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد